جبهة الجنوب: الإنزلاق إلى الحرب بات وشيكاً.. وبرّي يحذّر!

تستمر الاشتباكات جنوباً، إذ أطلق الجيش الاسرائيلي ليلا عددا من القذائف المباشرة الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة ووادي حامول وعلما الشعب وعلى جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي، كما شمل القصف بعد غروب امس اطراف بلدات رامية ورميش وبيت ليف.
وحلّق الطيران الاستطلاعي المعادي طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل بكثافة، فيما استمر الجيش باطلاق القذائف الحارقة لإشعال النار في ما تبقى من اشجار في محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، بالاضافة الى القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق ليلا.
في السياق نفسه، نبّه رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر “الجمهورية”، الى “محاولات اسرائيل لتوسيع الحرب، معتبراً انّ الظرف مؤات ربطاً مع الدعم الأميركي والدولي المتوفّر لها”.
وشدّد على “عدم السقوط في ما ترمي اليه اسرائيل، وجَرّ لبنان الى حرب بحسب توقيتها، مشيراً الى انّ هذه المحاولات تتجلّى في توسيع دائرة القصف تجاه لبنان، والتي باتت تطال مناطق بعيدة عن خط الحدود، اضافة الى استهدافاتها المتعمدة للمدنيين، وكذلك في التهديدات، والطروحات التي تريد تسويقها حول ترتيبات معيّنة في منطقة الحدود تصبّ في مصلحة اسرائيل (على شاكلة إبعاد «حزب الله» الى شمال الليطاني)، وهي طروحات مرفوضة من قبل لبنان”.
كما أكّد بري “لكل الموفدين، هوكشتاين وغيره، تمسّكه بالقرار 1701 والتزامه بتطبيقه، ووجوب إلزام اسرائيل بتطبيقه.”
في المقابل، إعتبرت مصادر سياسية أن زيادة تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال كوادر من الحزب خارج منطقة ما كان يُطلق عليه قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، واستهداف القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله منذ أسابيع وصولاً إلى توجيه الضربات الموجعة إلى مسؤولي وضباط المخابرات الايرانية المتمركزين في دمشق أخيراً، إنما يعبر بوضوح عن زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب،ليقبل بمطالب إسرائيل الانسحاب من أماكن انتشاره على طول الحدود الجنوبية اللبنانية إلى عمق سبعة كيلو متر ليتسنى الامر لاعادة المستوطنين الإسرائيليين، إلى المستوطنات التي غادروها بعد عملية طوفان الأقصى، والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل،ضمن المطالب والشروط التي نقلها المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكستين إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، وتلقى عليها تعديلات وأجوبة الجانب اللبناني وحزب الله من خلاله، وغادر لبنان بعدها لابلاغ الإسرائيليين بالجواب اللبناني.
وعبّرت المصادر عن اعتقادها بأن التصعيد الحاصل من قبل إسرائيل، إنما هو بمثابة التفاوض بالنار تحت مظلة التصعيد والاغتيالات، لتسريع آفاق التسوية التي حملها هوكستين، وكلما طال الامر وتعقدت الامور، كلما زادت الاشتباكات المسلحة على جانبي الحدود وتصاعد تجاوز الحدود والاغتيالات، ما يؤشر إلى مرحلة حساسة وخطيرة دخلت فيها المشكلة على الحدود الجنوبية، بينما يعرف الجميع أن إنهاء التوتر والاشتباكات مع الاسرائيليين، بحاجة إلى موافقة النظام الايراني، الذي يوجّه حزب الله ويحدد خياراته، التي تتماشى مع مصالحه في النهاية.
وتُبدي المصادر خشيتها من تحوّل عمليات الاغتيال الإسرائيلي لمسؤولين وقادة عسكريين بارزين في الحزب بلبنان وحرس الثورة الاسلامية في دمشق وغيرها، في حال لم تتوصل الديبلوماسية التي يتولاها هوكستين وغيره إلى نتائج ملموسة قريبا، وطالت الحرب على غزة والمواجهة المحتدمة ،إلى إنفلات الأوضاع المتدهورة جنوباً، وتوسّع نطاق الحرب باتجاهات غير محسوبة، تضر بلبنان كله.
مواضيع ذات صلة :
![]() الجنوب بلا صناديق: “التوافق” يطيح بالديموقراطية المحلية | ![]() قوى الأمن تعمم صورة موقوف نفّذ عمليات سلب في الجنوب | ![]() في ظلّ غياب الضمانات الاسرائيلية… هذا ما تحضّر له الدولة جنوبًا |