في الذكرى الثالثة لاغتيال لقمان سليم.. “لا لكاتم الصوت”!

لبنان 3 شباط, 2024

3 سنوات، وما زال كاتم الصوت الذي اغتال الباحث اللبناني لقمان سلمان “حرّاً”..

هو هناك في محيط ذاك البيت الثقافي يراقب تداعيات جريمته، ويغوص في البحث عن جرائم جديدة يستهدف بها من يخالفه، من يحارجه بالرأي، من يرفع الصوت في وجه هيمنته وسطوته وتبعيته..
لقمان، الذي اغتيل في 4 شباط 2021، لم يكن مسلّحاً، لم يكن يشكل تهديداً لا بقوة جسدية ولا بقوة مسلّحة، وإنّما كان يملك فكراً، فكراً أربك من يتقنون ثقافة القتل، فكراً يعرّي الأكاذيب من أغلفتها ويرفع الحقائق إلى أعلى..
سليم الذي اجتمع حوله الخصوم والأصدقاء، كان يحارج بالكلمة، بالقلم، بالرؤية، وكان جلساؤه يغرفون من معرفته التي لم يبخل بها يوماً.. وهذه المعرفة، وهذا العطاء الثقافي اللامتناهي هو الذي جعل منه هدفاً لكل من يريد للظلامية أن تستشري وللتبعية أن تقدّس..
سليم الذي لم يغادر منزله في الضاحية الجنوبية رغم كل التهديدات التي طالته، وأبرزها التهديد بكاتم الصوت، لم يدرك أنّ عدوّه جباناً، غبياً، مجرماً، ومتهوراً بأن يندفع ويقتل شخصاً مثله..

لقمان سليم في تلك الليلة “اغتيل”، “قتل”، قتله كاتم الصوت بعدما واجهه لسنوات بـ”صفر خوف”، بصديقة شريرة كانت تقول الكثير، بتغريدات ومواقف وتدوينات..
ولأنّ كاتم الصوت لا يعترف بالعدالة ها هي روح سليم ما زالت في حارة حريك، في ذاك المنزل الذي تحوّل صرحاً ثقافياً، تبحث عن قاتلها كي تقول له، انظر، قُتل لقمان، وولد مئة لقمان..

انظر كيف أنّ ذكرى لقمان لا تموت..

ولأنّ هذه الذكرى لا يمكن أن تموت ولأنّ صوت العدالة يجب أن يرتفع، ولأنّ جريمة لقمان مثلها مثل جريمة مرفأ بيروت إذ أنّ كليهما يتشاركان في تقويض القضاء، أحيت مؤسسة لقمان سليم ومركز امم للتوثيق والابحاث ودار الجديد الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال سليم، اليوم، بالتعاون مع “مركز مينا للصور”، وذلك في جوار المرفأ  تحت عنوان “العدل للبنان العدل للقمان “.

وفي هذه المناسبة التي تحمل كل معاني الحزن والألم، قالت شقيقة سليم الأديبة رشا الأمير “قوّتنا تخيفهم. قتلوا لقمان لأنه كان قوياً وليس ضعيفاً ولأنّه واجههم بالفكر وجسّد كلّ ما يحاولون إلغاءه. هم أقوياء بعضلاتهم أما قوّة لقمان فمختلفة”.
وسألت في حوار مع “نداء الوطن”: “لكن لماذا تبقى جميع ملفات الاغتيالات عالقة؟ أيُعقل أننا نعيش في عالم بلا عدالة، وألّا يبقى لنا سوى العدالة الربّانية؟”، مؤكدة “سنبقى متكاتفين ولن نسمح لهم باقتلاعنا أو ترحيلنا أو قتلنا. لن نترك لبنان لمصيره الأسود، هو القائم منذ تأسيسه على الجريمة السياسية. حان الوقت لنطالب بتحقيق العدالة من خلال بناء جهاز قضائي فعّال ومستقلّ وأن ننزع يد السياسة عن القرار القضائي”.

إلى ذلك شارك في الذكرى رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض، الذي قال في كلمة له، “لا أحد يمكن أن يدعي صون كرامة الفلسطينيين و”بكون بنفس الوقت عم يدعوس كرامة اللبنانيين”.

ورأى معوض أن “العدالة أساس للمصالحة والاستقرار المستدام في لبنان، وهي لا تتجزأ، وهناك ارتباط عضوي بين العدالة بقضية لقمان سليم وكل الشهداء السياسيين في لبنان والعدالة بقضية المرفأ”.

وشدد على أن “معركتنا مستمرة مهما كان الثمن، وكاتم الصوت لن يكتم صوتنا”، مشيرا إلى أن “معركتنا من أجل لبنان الدولة الواحدة والسلاح الواحد ولبنان الحرية والعدالة والاستقرار وثقافة الحياة”.

وأضاف: “حان الوقت لأن نقول إن الحق بدون قوة لن يتحقق وأعني بذلك القوة الشعبية، ودعوتي أن نتوحد حول الأساسيات”، معتيرا أن “على هذه المعركة أن تكون لبنانية ولا يمكن أن تتحول إلى طائفية”.

فيما كتب النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه على منصة X : “الكلمة الحرة، رصاصة مقابل الغوغاء، لقمان آمن بالحقيقة المجرّدة من السلاح، وكان سلاحه الكلمة فقتلوه برصاصة”.

أما النائب فؤاد مخزومي فقال عبر حسابه”تحية إلى روح لقمان سليم.. شهيد الكلمة والحرية والعدالة التي ستبقى منقوصة حتى كشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين..تحية إلى روح لقمان سليم.. شهيد الكلمة والحرية والعدالة التي ستبقى منقوصة حتى كشف الحقيقة ومحاسبة المجرمين..”
وأضاف: “سنبقى دعاة حرية و نطالب بالعدالة الى حين إحقاق الحق”.

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us