“مواقف وتمنيّات”… وعظّة “ناريّة” للراعي في عيد مار مارون

لبنان 9 شباط, 2024

يصادف التاسع من شباط عيد مار مارون، ذلك الناسك الذي كرس حياته للتبشير عن المسيح، عاش القديس مارون في شمال سوريا خلال القرن الرابع، ويعتبر واحدًا من أشهر الشخصيات السريانية في الكنسية.

وقد ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد القديس مارون في كنيسة مار جرجس بيروت.
وفي عظة العيد افتتح البطريرك كلمته برسالة واحدة وصارخة: ”لا يحاولنّ أحد تحويل الموارنة من رسل أحرار إلى أتباع ولا جعلهم الشواذ فيما لهم تاريخ خاص بهم لا يُمحى”.

وعاد الراعي بالتاريخ إلى تأسيس دولة لبنان الكبير وسأل: ”هل هناك من يجهل أو يتجاهل أنّ الموارنة لعبوا دورًا كبيرًا في تأسيس لبنان الكبير؟”. وأضاف: ولد لبنان المميز حيث يُفصل الدين عن الدولة فيما الدول المجاورة إسلامية وإسرائيل دولة يهودية ولبنان قائم على العيش المشترك والانتماء إلى البلد يكون بالمواطنة وهو بلد يقرّ ويعترف بكلّ الحريات”.

وتطرق الراعي للشغور الرئاسي والوضع المحلي، قائلًا: ”نرى اليوم أننا أمام عملية إقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة بدءًا من عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري والعودة إلى ممارسة حكم الدويلة بشكل غير مقبول”, وأضاف: يُقصى الموارنة من الإدارات والوزارات تحت حجة الضرورة عبر مجلس النواب الذي يُشرع عن غير وجه حق وعبر مجلس الوزراء الذي يتصرف عن غير وجه حق. في غياب الرئيس يُستباح الدستور. وهل صرنا في دولة نظامها استبدادي؟ وقال:”لا أدري لماذا لا يُدعى المجلس النيابي للانعقاد وانتخاب رئيس للجمهورية لكي تنتظم جميع المؤسسات الدستورية وأولها المجلس النيابي والوزراء والقضاء ومسيرة العدالة، ولكي تبدأ مسيرة الإصلاحات والنهوض بالاقتصاد وضبط الفساد”.

وحدد الراعي مواصفات الرئيس المقبل قائلًا: ”إنقاذ البلاد بحاجة رئيس يضع حدّاً لحكومات الوحدة الوطنية الزائفة، ويرفض كلّ سلاح غير شرعي، ويتحدّى كلّ من يتطاول على السيادة والاستقلال لئلّا يُمسي لبنان دولة التبعية والاحتلال”. وشدد على أنّ لبنان يحتاج رئيسًا يتحدى من يريدون توطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين في لبنان ويتحدى كلّ الشواذات في الدولة اللّبنانية.

بدوره كتب النائب ميشال معوّض، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “مشاركاً في القداس الاحتفالي الذي أقامته أبرشية طرابلس المارونية بمناسبة عيد مار مارون”.
وأضاف، “نستذكر اليوم مسيرة الموارنة التاريخية، من مار مارون إلى مار يوحنا مارون فالبطريرك الدويهي ومار شربل، ونستذكر نضالهم وتضحياتهم ومقاومتهم وتفانيهم في سبيل الإيمان والحرية والتجذّر في هذه الأرض”.

وتابع، “نستذكر هذا التاريخ المجيد علّنا نحوّل، بشفاعة القديس مارون، ألم الحرب والدمار والدماء الى أمل الحياة والازدهار والاستقرار وخلاص لبنان”.
وختم: “كلّ عيد وإنتو بخير”.

أما رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع فقد قال عبر حسابه على منصة “اكس”، بمناسبة عيد مار مارون: “وقِّ شعبكَ الصّعاب ولبنانكَ الدمار”.

في حين كتب اللواء عباس ابراهيم على صفحته في مواقع التواصل الإجتماعي مهنئاً اللبنانيين عموماً والمسيحيين من الطائفة المارونية خصوصاً بعيد مار مارون: “في يومه، ما أحوجنا إلى نهجه ومذهبه في التنسك والزهد من دون الابتعاد عن هموم الناس والرعية، فدون ذلك وحدها قدرته على الشفاء تنجينا من الأشرار. في عيد شفيع الطائفة المارونية الكريمة مار مارون كل عام ولبنان واللبنانيون بألف خير”.

بدوره عايد وزير الثقافة محمد وسام المرتضى اللبنانيين بمناسبة عيد مار مارون وقال في بيان: “مار مارون ناسكُ العراء الذي الهم أناساً راحوا بعده يزرعون الصخر إيمانًا والحياة حريةً، وحكاية القداسة التي نبتت في تراب هذا الشرق وأرادت بالقول والفكر والعمل أن تجعل الأرض كلّها سماءً من الخلاص والمحبّة والإخاء. وطننا لبنان، والشرق برمّته، بحاجة إلى أن يعود إلى أصالة القيم التي جسّدها مار مارون في نسكه وتواضعه وخدمته للناس أجمعين وعبادته لله الخالق ربّ العالمين، بمناسبة عيد هذا القدّيس العظيم نجدّد الدعوة لأن تكون أعيادنا الدينية في لبنان مواسم مقدّسة لتأكيد التمسّك بالقيم وبنعمة العيش الواحد، كما نتضرّع إلى الله تعالى بأن يرفع الغمّة عن لبنان واللبنانيين وأهلنا المظلومين في فلسطين، وأن ينعم على أرضنا المقدّسة بالتحرّر من دنس أعداء الإنسانية ليسود فيها الحقّ وتنعمّ بالسلام والخير والحريّة.”

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us