بعد الشويفات.. “الانهيارات” تعزل 6 قرى عكاريّة وحياةُ المواطنين في مهبّ “التصدّعات”!

لبنان 20 شباط, 2024

على وقع الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان واللبنانيين، يعيش المواطنون خلال الفترة الأخيرة قلقًا متزايدًا من انهيارات حقيقيّة تُهدد حياتهم من جرّاء تزايد حوادث سقوط الأبنية على رؤوس ساكنيها، لا سيما أنّ أكثر هذه الحوادث دموية وقعت مساء أمس، بعدما أدى سقوط مبنى “ابراهيم السوقي” في الشويفات إلى وقوع 6 ضحايا و9 إصابات، بحسب مراسلة “هنا لبنان”.

ومن الشويفات إلى بلدة السفيرة، التي تعيش خطرًا يُهدّد حياة سكانها وسالكي طريقها العام، حيث انهار اليوم جزء إضافي من الطريق العام في البلدة الواقعة في أعالي جرود الضنية، وكذلك انهار جزء آخر من جدار الدعم للطريق المذكورة بسبب مياه الأمطار التي هطلت بغزارة في الأيام الماضية، ما تسبب بانقطاعها بشكل كامل، ولجوء المواطنين في البلدة و5 قرى أخرى مجاورة تسلك الطريق المذكورة، إلى سلوك طرقات فرعية أخرى.

كما تسبب الانهيار في تصدع عدد من الأبنية المجاورة للطريق التي فرغت من سكانها.

في هذا الإطار، أصدرت بلدية السفيرة بيانًا للرأي العام أوضحت فيه أنه “بعد المصاب الأليم الذي ألم بقريتنا الحبيبة السفيرة، إثر انهيار حائط الطريق العام بسبب كثافة الأمطار خلال فصل الشتاء، وليس بسبب الحفر كما يدعي البعض، وقد أدى ذلك إلى عزل ست قرى وتحويلها إلى أماكن منكوبة، آلينا على أنفسنا في البداية ألا نخوض مع مستغلي الأزمات ومع محبي الرقص على آلام الآخرين، ولكن الأمور وصلت إلى حدود المس بكرامات الناس فوجب علينا التوضيح للرأي العام: أنه منذ بداية انهيار حائط الدعم تواصل رئيس بلدية السفيرة مع القيمين على مصالح الناس في الهيئة العليا للإغاثة ومع وزارة الأشغال، وتمنينا عليهم الإسراع في بناء حائط جديد للحفاظ على أرواح الناس ومصالحهم، ولكن لم نتلقّ الاهتمام اللازم والجدية المطلوبة، ما أدى إلى توسع الانهيار وبات يهدد الأبنية السكنية وأرواح الناس، ووصلنا إلى ما حذرنا منه سابقًا”.

وأضاف البيان: “عمل رئيس بلدية السفيرة على نقل مدرسة السفيرة الرسمية إلى مبنى ثانوية السفيرة إيمانًا منه بأن البشر قبل الحجر ولكي يستمر أبناؤنا في التعليم ومتابعة تحصيلهم الدراسي، وأننا نناشد دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن يعاملنا كمواطنين لبنانيين لهم الحق في الحصول على رعاية الدولة لهم وأن يشعر بالنكبة التي يمرون بها”.

ولفت البيان النظر إلى أنّ “أعمال الحفر التي حصلت كانت في عهد رؤساء البلدية السابقين وليس في عهدنا ولذلك اقتضى التوضيح”.

وختم البيان مشيرًا إلى “تعهد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية بالتنسيق مع النائب جهاد الصمد على تنفيذ الحائط 100 في المئة على حساب وزارة الأشغال العامة والنقل، شاكرين الجميع على تعاونهم معنا. أما الأصوات الشاذة وصاحبو العنتريات الفايسبوكية فأقول لهم الآن حمى الله أهلنا في السفيرة والقرى المجاورة ودمتم في حفظ الله ورعايته”.

وفي ظلّ الانهيارات والأبنية المتصدّعة التي تُهدد حياة المواطنين يوميًا، أوضح الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ”هنا لبنان”، أنّه “لا يوجد إحصاء رسمي عن عدد الأبنية الآيلة للسقوط، لكن هناك مئات المباني المتهالكة، من هنا تأتي ضرورة إجراء البلديات مسح لواقع الأبنية”.

شمس الدين شدد على أنّ “هناك أبنية لا يمكن ترميمها ولا بد من هدمها، وهناك أبنية بحاجة للترميم ولكن المشكلة أن لا السكان ولا البلديات لديهم القدرة المادية”، مشيرًا إلى أنّ “الدولة لا تهتم من الناحية الفنية لصلاحية المباني”.

فيما لفت إلى أنّ “الشتاء كشف عن عيوب كثيرة، وبحال حدوث هزة صغيرة ستسقط العديد من المباني”.

إذًا، تحوّلت العديد من المباني السكنية في لبنان، إلى خطر يُهدّد حياة قاطنيها بدلًا من أن تكون المأوى الآمن لهم، في دولة يعصف بها الإهمال من جميع جوانبها، ليكتفي المسؤولون بزيارات ميدانيّة إلى مكان الحدث بعد وقوع الكارثة، وبثلّة من بيانات الأسف والاستنكار.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us