بعد عون.. باسيل يُعرّي “الحزب” من غطائه المسيحي ويُصعّد بوجه “وحدة الساحات”

لبنان 20 شباط, 2024

بعد المواقف اللافتة التي أطلقها الرئيس السابق ميشال عون، أمس الإثنين، لا سيما تلك المتعلقة بالحرب في جنوب لبنان، استكمل اليوم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، مسيرة تلك المواقف التي تنزع أي “غطاء مسيحي” عن “حزب الله”، مُصعّدًا بوجه “وحدة الساحات”، الشعار الذي لطالما تغنّى به “محور الممانعة”.

ففي مؤتمر صحافي عقده اليوم، أشار باسيل إلى أنّ “الهمّ الأكبر اليوم هو خطر توسّع الحرب على غزة والجنوب، إلى حرب إسرائيلية شاملة على لبنان”.

وأضاف: “معروف موقفنا أننا مع الدفاع عن لبنان ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين، وأننا لسنا مع وحدة الساحات أي ربط لبنان بجبهات أخرى، وتحديدًا ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة، مع فهمنا لدوافعها، وأننا لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين”.

باسيل أشار إلى أنّه “باختصار لا نريد أخذ لبنان إلى الحرب إذا كان القرار في يد لبنان أو المقاومة فيه، من دون أن يعني ذلك استسلامًا لإسرائيل أو خوفًا من الحرب إذا فُرِضَت علينا منها. وهنا الخط الرفيع بين الحرب واللاحرب، ومسؤولية من يسير عليه ويقرّر عن وقوع الحرب أو عدمها، لأنه هو سيتحمّل، وحده، مسؤوليّتها، في حال وقعت، وعليه أن يعي أن الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه أو ضدّه، بحسب صوابية قراره أو موقفه”.

وتابع: “أمر آخر أساسي يتحمّل مسؤوليّته وهو وحدة البلد، لسببين: أولّهما انقسام اللبنانيين حيال الحرب وأداؤهم خلالها، في حال وقعت، وثانيهما انقسام البلد على الملف الداخلي إلى درجة الخطر على الوحدة. والبرهان أنّه عوض أن نكون اليوم بحديث واحد هو حماية البلد من خطر المخطط الإسرائيلي وكيفية المواجهة الوطنية الشاملة له، أصبح ضروريًا أن نحمي أنفسنا ووجودنا من خطر الممارسات السياسية لشركائنا بالوطن، والتي باتت تهدّد وجود الدولة ووحدة الوطن”.

وأردف: “الخطر متمثّل بعملية إقصاء المسيحيين بالتدرج عن الحكم، وعن الدولة إدارةً واقتصادًا، بدءًا من اختيار رئيس نيابةً عنهم أو منع انتخاب الرئيس”.

وقال باسيل إنّ “موقفنا بديهي بالوقوف لجانب حق الفلسطينيين بدولتهم، والتنديد بالعنف الاسرائيلي الذي يمارس على المدنيين بغزة وبالجنوب، وموقفنا بديهي أن نقف مع كل لبناني وتحديدًا مع المقاومة لحماية لبنان، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية؛ وهذا أساس وثيقة التفاهم أي الدفاع عن لبنان، وليس أكثر من ذلك”.

واستكمل باسيل: “تلقينا بإيجابية الكلام الأخير للسيّد حسن ونصدّق أنه لا يسعى لتحويل أي ربح في الخارج إلى ربح بالداخل وتغيير موازينه أو معادلاته، كذلك موقفه المفهوم من أن لا ترسيم للحدود، بل استرداد أرضٍ مسلوبة وأنه لا يجوز أساسًا أي ترسيم بغياب رئيس الجمهورية، وكلامه أيضًا عن عدم ربط الرئاسة بأي تطوّر خارجي وتحديدًا الحرب الدائرة حاليًا”.

أمّا بالعودة إلى المواقف التي أطلقها الرئيس السابق ميشال عون أمس، فقد اعتبر خلال مقابلة تلفزيونية، أننا “لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسمًا من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه”، مضيفًا: “القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر، بل يزيده”.

وعلى صعيد الرئاسة وربطها بأحداث الجنوب، قال عون: “ترجمة تطورات غزة والجنوب بصفقة رئاسية أمر غير جائز سياديًا، وإلا تكون تضحيات الشهداء ذهبت سدى وتكون أكبر خسارة للبنان”.

بالتالي، شكّلت مواقف عون وباسيل تباعًا منذ يوم أمس، تطورًا لافتًا في مسار رفع الغطاء المسيحي الذي لطالما أعطاه “التيار” لـ “الحزب”، ولجهة رفض أيّ ربط بين الحرب في غزة وجنوب لبنان، أو تلك المتعلقة بتعليق انتخاب رئيس للجمهورية بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us

Skip to toolbar