أهالي الجنوب ضحية.. عائلات “أسرى” الخوف
لم يعد الجنوبيون يأملون انتهاء الحرب القائمة على قراهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية في وقت قريب، هم باتوا يرجون تخفيف التصعيد المستمر، والعودة إلى استراتيجية “ضربة مقابل ضربة” التي كان يتبعها طرفا الصراع، “حزب الله” وإسرائيل، مع بداية الحرب.
إلى جانب خسارتهم لمنازلهم وأرزاقهم، يفقد أهل الجنوب “أعصابهم” يومًا بعد يوم، فالقصف اليومي والذي تسمع أصواته في مدينتي صور والنبطية وأرجائهما، وليس فقط في القرى الحدودية، بات معاناة رعب يومية لأطفال الجنوب.
فاليوم، شهد الجنوب أصواتاً عنيفة وكثيفة منذ فترة الصباح، مع تكثيف الغارات الجوية على القرى، فضلًا عن صوت جدار الصوت الذي أحدث حالة من الذعر والفزع، وذلك خلال الدوام الدراسي للتلاميذ، فقد شهدت المدارس حالات بكاء وهلع بين الأطفال.
وفي هذا السياق، نقلت عدد من الأمهات لـ”هنا لبنان” الخوف الذي يعيشه أطفالهم، والحديث الدائم عن الحرب والدمار والموت، هم يسألون إن كانت ستدمر بيوتهم، أم سيموتون مثلما استشهد أطفال النبطية ومجدل زون.. كما أن الرعب يتملكهم عند سماعهم لأي صوت قوي.
كذلك، يتخوّف الجنوبيون من التنقّل في الطرقات، فهم لا يدرون إلى جانب من قد يمرّون وفي أي طريق قد يتعرضون لقصف، كما يتخوّفون من أن يكون هناك عناصر لحزب الله داخل الأبنية التي يقطنوها، أو إلى جانبها، وقد يكونون هدفًا!
