هوكشتاين يُجمّد وساطته بانتظار “هدنة رمضانيّة”.. ومشهديّة الدمار تُهيمن جنوبًا

لبنان 24 شباط, 2024

فيما لا تزال أصوات الميدان في جنوب لبنان تعلو على أي محاولة للتهدئة، يبدو أنّ نطاق المساعي لتجنيب البلد تداعيات الحرب الكارثيّة يتوسّع، في ظلّ ما يُثار حول جهود أميركيّة فرنسيّة للوصول إلى تسوية معيّنة، تبدأ بتهيئة الشروط السياسية لتطبيق القرار الدولي 1701، وسط مساعٍ لإرساء “هدنة” قبل شهر رمضان المبارك.

وعلى وقع هذه الجهود، برز التأكيد المشترك الذي صدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي جو بايدن، خلال اتصال بينهما، على تصميمهما على تجنّب توسع رقعة الصراع إقليميًا، بخاصة في لبنان.

تصعيد ميدانيّ

أما تطورات الميدان، فلا تعكس حتى اليوم أي مسار للحّل، حيث يستمر التصعيد على الجبهة الجنوبية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، على وقع تحليق للطيران الحربي والاستطلاعي الذي لا يكاد يفارق سماء لبنان، لا سيما جنوبًا، وصولًا حتّى أجواء ​البقاع الغربي​ وجبل صافي في إقليم التّفاح.

كما طالت الغارات الإسرائيليّة مناطق وبلدات حدوديّة عدّة، حيث تعرّضت الأطراف الشمالية لعلما الشعب وعيتا الشعب مقابل بلدتي القوزح وبيت ليف لغارة إسرائيلية.

في وقت أفادت إذاعة ​الجيش الإسرائيلي​، عن “سقوط صاروخَين في مستوطنة أدميت في ​الجليل​ الغربي”.

بالمقابل، أعلن “​حزب الله​” في بيان، أنّه ‎استهدف عند السّاعة 9:00 من صباح اليوم السبت تجمّعًا ‌‏للجنود الإسرائيليين في تلة الكوبرا بصاروخَي “بركان”، وأصابه إصابة مباشرة.

وعند الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بين بلدتيّ بيت ليف وراميا، في القطاع الغربي.

ومساء أمس، سُمع صوت انفجار قويّ في أكثر من منطقة في الجنوب وإقليم التفاح وإقليم الخروب، مرُجح أن يكون ناتجًا عن خرق إسرائيليّ لجدار الصوت.

3 آلاف وحدة سكنية تضرّرت في الجنوب

على صعيد متّصل، بلغ عدد الوحدات السكنية التي تضررت كلياً أو جزئياً في الجنوب 3 آلاف وحدة سكنية، وذلك بحسب آخر الإحصاءات عن الأضرار في ممتلكات الجنوبيين في المناطق التي تشهد المواجهات، وفق ما نقلت صحيفة “نداء الوطن”.

وارتفعت التقديرات حول كلفة إصلاح الأضرار في هذه المباني، والتي كانت سابقًا تقدّر بعشرات الملايين من الدولارات.

في هذا السياق، أظهرت تسجيلات وصور حديثة التقطت لبلدة بليدا الحدودية أن الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي المتواصل لها، يشبه ذاك الذي لحق بقطاع غزة.

هوكشتاين يُجمّد وساطته

بدورها، ذكرت صحيفة “الشّرق الأوسط”، أنّ “انقطاع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عن التواصل مع حكومة تصريف الأعمال، وغيابه المتعمّد عن المشهد العسكري المشتعل بين إسرائيل و”حزب الله”، طرح أكثر من سؤال حول الأسباب الكامنة وراء غيابه عن السمع، وما إذا كان قرر تعليق وساطته الهادفة إلى تهيئة الشروط السياسية لتطبيق القرار الدولي 1701، على أن يعود مجدداً إلى تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، في حال توصل اللقاء الرباعي الذي استضافته باريس إلى “هدنة رمضانية”.

وأكّدت مصادر وزارية لـ”الشرق الأوسط”، أنّ “هوكشتاين قرّر تجميد وساطته، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، خصوصاً أن لا مجال أمام تسويق الورقة الفرنسية لبنانياً، بعد أن قررت باريس تبنيها بصورة رسمية، باعتبار أنها ليست متوازنة من وجهة نظر “حزب الله”، في حين أنها تلقى تفهُّماً من الحكومة اللبنانية؛ كونها لا تؤدي إلى تهدئة الوضع على الجبهة الشمالية كبديل للقرار 1701”.

وأفادت بأنّ “الحكومة تنتظر بفارغ الصبر أن يؤدي اجتماع باريس إلى إحلال هدنة مديدة في غزة، يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان، وتفتح الباب أمام الوسيط الأميركي ليعاود وساطته”.

في السّياق، لفتت مصادر المعارضة لـ”الشرق الأوسط”، إلى أنّها “تأخذ على “حزب الله” تفرُّده بقرار الحرب والسلم الذي يُفترض أن يبقى بيد الحكومة، التي يتوجب عليها أن تبادر لاسترداد دورها، بتوليها قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية دولية لتطبيق القرار 1701، بدلاً من قيامها بدور الوسيط الناقل للرسائل بين الحزب والجهات الدولية والإقليمية المعنية بعودة الاستقرار إلى لبنان، شرط أن تقول بوضوح؛ ماذا تريد؟ وكيف ترى الحل لوضع حد للمواجهة المشتعلة في الجنوب”؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us