تصعيد ميداني خطير في الجنوب.. هل بات سيناريو الحرب قريباً؟
قلق يخيّم حول جبهة الجنوب، في ظلّ تصاعد الاستهدافات المباشرة، التي تطال مواقع مدنية.
وفي آخر المُستجدات، أطلق الجيش الإسرائيلي فجر اليوم، رشقات نارية من الأسلحة الثقيلة باتجاه أطراف بلدة الناقورة وعلى الأحراج في جبل اللبونة.
وكان ليل أمس قد سجّل إطلاق للقنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وسط استمرار تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.
كذلك أغار الطيران الإسرائيلي ليلاً على بلدتيّ السلطانية وصديقين، ما أدّى الى سقوط عدد من الاصابات الطفيفة.
واستهدفت المدفعية الإسرائيليّة بلدات طيرحرفا، شيحين، الضهيرة وعيتا الشعب لأكثر من نصف ساعة .
كما استهدف الطيران الإسرائيلي أيضاً مركز الهيئة الصحية في العديسة ما أدّى إلى سقوط 3 قتلى وجريح.
وتحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن قتيل و7 جرحى بينهم 2 بحالة خطيرة و4 متوسطة و1 طفيفة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مرغليوت.
اختراق خطير!
وكانت جبهة الجنوب قد سجّلت ليل الأحد – الإثنين أوّل محاولة تسلل إسرائيلية باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث حاولت مجموعتان عسكريتان إسرائيليتان التسلل من موقعين متقاربين، في مسعى فسّر على أنه محاولة لاختبار دفاعات “حزب الله” الذي أعلن أنه تصدى لهما.
وهذه الحادثة هي الأولى في الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي، وتأتي بعد نحو 5 أيام على تقديرات إعلامية أميركية تحدثت عن استعدادات لدى إسرائيل لتنفيذ اجتياح بريّ في لبنان في حال فشلت الحلول الدبلوماسية لإبعاد الحزب مسافة كيلومترات عدة عن الحدود.
في المقابل، شكّكت مصادر ميدانية لـ”الشرق الأوسط” في أن يكون الغرض من التسلل هو الاجتياح أو التمهيد له، ووضعتها في محاولات الاستطلاع أو المساعي لكشف مواقع الحزب.
هل سيناريو الحرب قريباً؟
في هذا السياق اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد بسام ياسين لــ”النهار”، إنّه “لا يتوقع حرباً شاملة في الجنوب وإمكان قيام إسرائيل بعملية كبيرة، فوصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت هو دليل على أنه يسعى الى تخفيف التشنّج على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهذا من صلب مهمته بعد القلق والمخاوف التي اعترت المجتمع الدولي من إمكان قيام إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة”.
ورأى ياسين إنّ “ما يجري اليوم يبقى في إطار المناوشات والقصف المتبادل، وبالتالي الأجواء لا تشي بحرب شاملة، لكن الأمور تخطت قواعد الاشتباك، بمعنى أنّ إسرائيل عندما ترى أي هدف عسكري ستقوم بقصفه في أي منطقة في لبنان، والأمر عينه لحزب الله الذي يردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، لكن الولايات المتحدة الأميركية لن تعطي إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية في لبنان، وهي لا تدعم هذه الأهداف، ولهذه الغاية يأتي هوكشتاين إلى بيروت من أجل تخفيف التشنج وعودة الأمور إلى نصابها، وليس ثمة أجواء دولية تؤكد أن إسرائيل ستقوم بغزو لبنان، أو ما يقال عن عملية بريّة حتى شمال الليطاني، فالولايات المتحدة غير داعمة لإسرائيل في هذا السياق على الإطلاق”.
ورداً على سؤال عن إمكان فصل جبهة الجنوب عن غزّة، يجيب ياسين: “أستبعد ذلك كلياً، بمعنى ان حزب الله يقوم بإشغال إسرائيل أو إسناد حركة حماس في غزة من منطلق أخلاقي، وثمة استبعاد بشكل حاسم أن يتمّ فصل المسار على جبهة الجنوب عما يجري في غزة”.
