طروحات هوكشتاين تشغل الجميع.. هل ينجو لبنان من قطوع “الحرب الشاملة”؟!

لبنان 7 آذار, 2024

تشغل مساعي التهدئة في جنوب لبنان الأطراف الداخلية والخارجية على حد سواء، في ظل مخاوف من خطورة توسّع الحرب وتداعياتها الكارثية ليس على لبنان وحسب، بل على المنطقة بأكملها. فيما لا تزال الطروحات التي حملها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في جعبته إلى بيروت، محور نقاشات وأخذ وردّ بين المعنيّين.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة “النهار” إلى أنّه بدا واضحًا أن كل ما طرح بين الموفد الأميركي وبين المسؤولين الرسميين، ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوضه بالأصالة عن نفسه والوكالة عن شريكه “حزب الله”، لم يقفز فوق واقع الربط بين غزة والجنوب، ولو أن هوكشتاين شغل الجميع بالاجتهادات والتفسيرات حول ما قصده في بيانه المكتوب والمعد سلفًا عن استبعاد انسحاب هدنة غزة تلقائيًا على الجنوب اللبناني. وبذلك، وفي انتظار ما لمح إليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إلى أن الجانب اللبناني ينتظر تواصلًا جديدًا مع الموفد الأميركي بعد زيارته تل أبيب، تعبر الذكرى الخمسة المزدوجة اليوم وغدًا، لحرب غزة ومواجهات الجنوب، إلى بداية الشهر السادس، وسط واقع لبناني متعاظم يرفض كثيرون الاعتراف في ظله بأن كل أزماته الداخلية صارت على ارتباط قسري بالوضع المتفجر جنوبًا وما سيستتبعه من تداعيات سواء نجا لبنان من قطوع الانزلاق إلى حرب شاملة أم تمادى واقع الاستنزاف الراهن أو اتجهت الأمور نحو هدنة.

بالمقابل، كشفت مصادر دبلوماسية لـ”الجمهورية”، أن واشنطن وجهت بصورة مباشرة وغير مباشرة، تحذيرات واضحة إلى كل الأطراف، تفيد بأنّ استمرار التوتر والتصعيد على الجبهة الجنوبية، قد يشيع تفاقمه مناخات حربيّة خطيرة، وصرّحت علناً بأن أي خطأ في التقدير من شأنه أن يسقط المنطقة بأسرها في حرب واسعة غير قابلة للاحتواء، قد تترتب عليها تداعيات دراماتيكية وعواقب وخيمة على كل الاطراف، وربما تحوّلات صعبة، غير محسوبة تهدّد خريطة المنطقة ومصالح كلّ الدول.

ويؤكّد المتابعون للحركة الدبلوماسية لـ”الجمهورية”، أن “هذا المسار صعب وطويل، ونضوج الحل يتطلّب وقتًا طويلاً وجهدًا خارقًا”.

وعلى ما يقول مواكبون لحركة الدبلوماسية الأميركية لـ”الجمهورية”، فإنّ أولوية واشنطن هي أن تفصل ما بين جبهة غزة وجبهة الجنوب اللبناني، إلا أنها في مقارباتها لهاتين الجبهتين، تنطلق من كونهما جبهتين مترابطتين.

أمام هذا الوضع الساخن، وكما يؤكّد هؤلاء المواكبون، تصبّ واشنطن جهدها لتبريد الجبهتين في آن معاً.

في السياق أيضًا، أفادت معلومات دبلوماسية بأنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يسعى فعلياً إلى فصل لبنان عن غزة وفرض الهدوء على الحدود الجنوبية، ولكن هذه المرّة بأقل التكاليف والشروط الممكنة.

وقالت المعلومات لـ”نداء الوطن”، أنّ هوكشتاين تراجع عن شروط انسحاب حزب الله، ولم يذكر هذا الأمر في لقاءاته، بحيث صار كل مطلبه حصول وقف لإطلاق النار، بضمانات من الفريقين.

وفي المقابل، أوضح مصدر دبلوماسي لـ”نداء الوطن”، أنّ زيارة هوكشتاين إلى بيروت لم تقتصر على مطلب “نزع فتيل العبوة” بل تضمّنت آلية متابعة اتفق عليها مع الجهات الرسمية، تمهيدًا لجهوزية عملانية عند إعلان وقف إطلاق النار الموقت في غزة، والذي يُفترض أن ينسحب على لبنان من خلال المباشرة في التفاوض على تطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته.

وكشف المصدر عن أن هوكشتاين شكّل فريق عمل أميركياً برئاسة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، يعقد اجتماعات في السفارة وينكب على وضع ورقة عمل سياسية لتنفيذ القرار 1701.

في وقت أفادت “اللواء”، بأنّ اهتمام المسؤولين اللبنانيين انصبَّ على متابعة ما يجري في نيويورك على صعيد مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة لإعلان وقف نار مؤقت، يسمح بتحرير الأسرى والرهائن، واحتمالات انعكاساته على التهدئة على جبهة الجنوب، والمحكومة ليس فقط بـ”هدنة غزة” بل أيضاً بطبيعة ما يسوّقه الموفد الأميركي، والذي نقل إلى إسرائيل مقترحه، وما سمعه في بيروت من خلال لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش في ما خص الوضع في الجنوب، والتهدئة المطلوبة، لإعادة المستوطنين إلى المستوطنات في الشمال.

وحسب مصادر شبه رسمية فإن اتصالات ستجري مع هوكشتاين لمعرفة الأجوبة الاسرائيلية، والمسار الذي ستسلكه التطورات في حال التوصل إلى هدنة في غزة، أو لم تتوصل إلى أي وقف للنار في القطاع.

في هذا الإطار، كشف نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان لـ”النهار” أنّ نواب المعارضة أعربوا للموفد الأميركي آموس هوكشتاين عن تأييدهم تطبيق القرار الدولي 1701 من دون تجزئة باعتباره قراراً صادراً عن الأمم المتحدة بعيداً عن الطروحات المحصورة أو المحدودة”.

ولفت إلى أن “نواب المعارضة أكدوا أنهم لا يوافقون على تقسيم مضامين القرار 1701 كمسألة أساسيّة، على أن تأخذ الحكومة اللبنانية قرارًا واضحًا في وجود الجيش اللبناني حصرًا على مساحة المنطقة الحدودية. كما أوصى نواب المعارضة بأهمية أن يتحدّث المستشار الأميركي إلى تل أبيب بهدف التوصّل للالتزام الكليّ من الجانب الاسرائيلي أيضًا تنفيذًا للقرار 1701”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us