برّي يتفادى سيناريو 1970.. والملف الرئاسي ينحاز للخيار الثالث!

لا يزال الملف الرئاسي اللبناني عالقاً، وسط تحركات ومبادرات تصول وتجول في الـ10452 كلم.
وفي جديد هذا الملف الذي استوطنه الفراغ، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة “الجمهورية” انّ “المسار الطبيعي لحلّ الأزمة الرئاسية، هو الجلوس على طاولة حوار او نقاش او تشاور، او تحت اي عنوان، أقلّه ليوم واحد ولمدة اسبوع على الأكثر، لصياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، هذا هو المعبر الإلزامي الذي ينبغي على كل المكونات سلوكه بعيداً من المزايدات والمناكفات، ويلي ذلك نزولنا الى المجلس النيابي في جلسات متتالية لانتخاب الرئيس”.
والرئيس بري، الذي رحّب بحراك “اللجنة الخماسية”، وتوافق مع سفراء دولها الخمس على أولويّة الحوار للتوافق على رئيس، ما زال يراهن على اختراق ما تحقّقه هذه اللجنة، وفي جانب آخر، تمنّى لو أنّ الاطراف السياسية تجاوبت فعلاً مع حراك نواب “كتلة الاعتدال”، وهو حراك مشكور، حرصوا من خلاله على محاولة تحقيق الهدف الذي نسعى اليه بالتأسيس لتوافق على انتخاب رئيس للجمهوريّة.
واشار بري الى أنّه سيلتقي اليوم السبت، بنواب الاعتدال، مؤكّداً انّ الجهد ينبغي الّا يتوقف حتى تحقيق الغاية التي ننشدها، ونُخرج رئاسة الجمهورية من حلقة التعطيل، ولا مفرّ في نهاية المطاف من التوافق على رئيس، وخصوصاً اننا في ظرف تحتّم علينا تحدّياته الشروع فوراً في تحصين داخلنا بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية.
وفي تعليق على هذا اللقاء دعت مصادر نيابية في كتلة “التنمية والتحرير” التي يرأسها بري، إلى انتظار الاجتماع الذي سيعقد بين بري وكتلة الاعتدال” لحسم الموقف.
وتوضح المصادر أنّ “الفرق بين الجلسات المتتالية والجلسة المفتوحة، أي أنه في الخيار الثاني الذي تطالب به المعارضة سيؤدي إلى إقفال البرلمان أمام التشريع، وهو الذي يشكل اليوم آخر سلطة منتخبة وشرعية في هذا الظرف الذي يمر به لبنان، مذكّرة بما قام به البرلمان خلال فترة الفراغ الرئاسي، وبالتالي ضرورة إبقائه مفتوحاً”.
في حيم تأتي مطالبة المعارضة بإبقاء الجلسة مفتوحة بدورات متتالية، تعويلاً منها على إمكانية إيصال رئيس للجمهورية، منطلقة في ذلك من عدد الأصوات التي حصلت عليها في جلسة الانتخاب التي اتفقت فيها على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور، وحصل حينها على 59 صوتاً.
في السياق، أوضح مصدر سياسي لـ”الأنباء” أنّ بري يفضل التفاهم مسبقاً مع الجميع، تفادياً لمفاجآت غير سارة قد تسفر عنها الانتخابات الرئاسية، بينها مثلاً فوز المرشح المدعوم من “الثنائي الشيعي” رئيس “تيار المردة” سليمان بفرنجية في دورة الاقتراع الثانية او الثالثة بالأكثرية المطلقة (النصف زائد واحد) بنيله 65 صوتاً.
وذكر المصدر ان الرئيس بري “لا يحبذ فوز رئيس في صندوق الاقتراع بشكل قد يستفز شريحة كبرى معنية بالرئاسة، اي الطوائف المسيحية ومرجعيتها المارونية الوطنية بكركي”.
ويتفادى رئيس المجلس وفق المصدر، فارق “الصوت الواحد” الذي يرجح كفة فرنجية الرئاسية، كما حصل مع جده سليمان قبلان فرنجية في دورة الاقتراع الثالثة للانتخابات الرئاسية في 1970، يوم نال 50 صوتاً مقابل 49 للمرشح المنافس حاكم مصرف لبنان الياس سركيس، وقتذاك أعلن نائب رئيس المجلس النيابي ميشال ساسين “باسم الشعب اللبناني ووفقاً للمادة 49 من الدستور” فوز فرنجية بالرئاسة.
واعتبر المصدر أنّ الرئيس بري لا يريد اقفال الملف الرئاسي بغالب ومغلوب، لذا يدعو الى التفاهم المسبق الذي، وبحسب اعتقاده، يؤسس لعهد ناجح.
ووفق معلومات “الأنباء” فإنّ خيار مرشح “الخيار الثالث” رئاسياً على ما عداه هذه الأيام، وفي تحركات المعنيين جميعهم، من سفراء دول أجانب وعرب (المجموعة الخماسية التي تضم سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية)، ومبعوثين دوليين، بينهم وزير الخارجية الفرنسي السابق أوبير فيدرين وآخرون جدد انضم اليهم الوسيط الدولي الأميركي أموس هوكشتاين، الى كتل نيابية محلية بينها تكتل “الاعتدال الوطني” الشمالي.