في اليوم الوطني لمحميات لبنان: نشاطات مجانية.. “كي نبقى نتنفس”

في وقت يجهد فيه العالم لمعالجة أزمة المناخ وصيانة البيئة التي تتدهور يومًا بعد يوم، يأتي اليوم الوطني للمحميات الطبيعية في لبنان يوم غد 10 آذار، مترافقًا مع الدعوات المستمرّة للمحافظة على الثروات الطبيعية والحياة البرية والتي يجتاحها التمدد العمراني، حتّى بات المواطن يبحث عن “فسحة” خضراء تكون غذاءً للروح وصحة للجهاز التنفسي.

ويوجد في لبنان 18 محمية حالياً، حيث تتمتع أكثر من 10 منها بحراسة مشددة من قبل اللجان التي تُشرف على حمايتها والحفاظ عليها، فيما تتعرض بعضها إلى القطع الجائر من قبل أشخاص يؤمنون الحطب للتدفئة أو لبيعه.

غير أن القطع الجائر ليس المشكلة الوحيدة التي تهدد المحميات، فمشاكل أخرى تواجهها، ومنها التمدد العمراني الفوضوي والتغيرات المناخية التي ترفع من خطر اندلاع الحرائق.

المحميات مجانية غدًا

لهذه المناسبة ستفتح المحميات الطبيعية في لبنان ابوابها مجاناً يوم غد لمحبي الطبيعة وطلاب المدارس والاندية والجمعيات والمواطنين الراغبين في قضاء يوم جميل والتعرف على محميات لبنان.

ونظمت وزارة البيئة بالتعاون مع مؤسسة “كونراد اديناور” ولجان المحميات الطبيعية وجمعية التحريج في لبنان اليوم احتفالاً رسمياً في محمية شننعير الطبيعية بدأ بنشاط سير وتعرّف على المحمية والبرج الخشبي والبيدر قبل العودة إلى دير مار مارون الرويس حيث أقيم احتفال رسمي.

ورعى الاحتفال وزير البيئة ناصر ياسين وحضره سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ليزا جونسون ومدير مؤسسة “اديناور” الالمانية مايكل باور.

وشدد وزير البيئة على “اهمية المحميات كمتنفّس للناس ومحرّك اساسي للاقتصاد المحلي رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها البلد ولذلك أطلقنا على المحميات تسمية وجه لبنان الجميل”، كما ركّز على “اهمية الممرات الايكولوجية والمسارات الطبيعية كمكونات اساسية لتواصل بيئي واجتماعي يهدف الى تحسين الظروف البيئية والاجتماعية والمعيشية في لبنان من خلال تأمين بيئة سليمة ومياه وافرة وتربة خصبة وتنوع بيولوجي يخدم التطور الاقتصادي والبيئي المحلي ويساعد على التصدي للتغير المناخي”، متحدثاً “عن الممر الحيوي الاجتماعي الذي يمتد من شمال لبنان الى قضاء الشوف والممر الإيكولوجي الذي اطلقته وزارة البيئة العام الماضي لوصل محمية إهدن ومحمية تنورين بمحمية أرز الشوف والبقاع الغربي وراشيا ومحمية جبل حرمون، ومسار درب الجبل اللبناني الذي يربط جبال لبنان من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، والمسار الجيولوجي الجديد في محمية أرز جاح وآخر سيتم افتتاحه في عكار، وغيرها من الامثلة التي تساعد على زيادة التواصل بين النظم الايكولوجية والمجتمعات المحلية التي تعيش في محيطها، من اجل تأمين استدامة وتطور لهذه الانظمة وللمجتمعات المحلية على حد سواء”.

وقال ياسين: “في المحميات، نعمل اليوم على تطوير قدرات وامكانيات المحميات الطبيعية ومحميات المحيط الحيوي الثماني عشرة لتتمكن من لعب دورها الاساسي في حماية الطبيعة ووصل الانسان بها، كما وفي تطوير الاقتصاد المحلي المبني على الموارد الطبيعية المستدامة. واخترنا ان نحتفل باليوم الوطني من محمية شننعير الطبيعية في كسروان لتسليط الضوء على المحميات التي لم تنل نصيبها قي الاعلام رغم جمالها وقربها من الاماكن السكنية، ودورها الفاعل كرئة للمدن”.

ودعا الوزير “اللبنانيين إلى الاطلاع على لائحة نشاطات المحميات المرفقة والتي تمتد على مدار الاسبوع والتنسيق مع لجان المحميات للمشاركة فيها، فبعضها يطال طلاب المدارس والجامعات ويساعد على زيادة الوعي البيئي لدى الطلاب وغيرها يستهدف الشباب والعائلات.

نشاطات المحميات للأيام المقبلة

ووضعت وزارة البيئة بالتعاون مع لجان المحميات لائحة بالنشاطات والفاعليات التي تنظمها مختلف المحميات الطبيعية في لبنان، والتي بدأت مع بداية الأسبوع الجاري وتمتد حتى الأسبوع المقبل، وتتضمن من ضمنها دعوة طلاب المدراس والجامعات الى زيارة المحميات الطبيعية.

الأحد 10 آذار: – فتح المحميات التالية مجانًا للزوار: أرز الشوف، حرج إهدن، غابة أرز تنورين، بنتاعل، شننعير، اليمونة، شاطىء صور، محمية جبل موسى المحيط الحيوي.
– محمية جزر النخل الطبيعية: نشاط تثقيفي توعوي لطلاب ثلاثة مدارس عن دور المحميات البحرية وأهمية المحافظة على الحياة البحرية.
– محمية شاطىء صور الطبيعية: نشاط غطس في المحمية، وفتح أبواب المحمية لطلاب المدارس في الأيام الاخرى.
– محمية بنتاعل الطبيعية: نشاط بعنوان “بداية جديدة” يتضمن جولة في المحمية الطبيعية بالأضافة إلى نشاطات ترفيهية وثقافية ومباريات تناسب مختلف الأعمار.
– محمية حرج اهدن الطبيعية: إطلاق طائر مرزة المستنقعات تمت معالجته. توزيع مجاناً في مراكز الزوار على مداخل المحمية وفي مدينة زغرتا شتول نباتات محلية وأعشاب عطرية (حوالي 500 شتلة)، ومطويات إعلامية وخرائط لمسارات المشي داخل المحمية لتعزيز توعية الزوار حول المحميات الطبيعية.
عرض وبيع منتجات يدوية تم صنعها بالتعاون مع “المركز الوطني للتوحد”، حيث ستذهب كل العائدات لدعم المركز والاشخاص المصابين بالتوحد.
– محمية مشاع شننعير الطبيعية: إطلاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمحمية برنامج وجوه من شننعير الذي سيمتد لمدة عام لإلقاء الضوء على وجوه محلية ذوي مهارات متنوعة كالصناعات او الاشغال اليدوية وعلى اصحاب بيوت ضيافة بهدف دعم المجتمع المحلي والمساهمة بانتشار اسم المحمية.

الثلاثاء 12 آذار: – محمية غابة أرز تنوين الطبيعية: تنفيذ أنشطة تعليمية في الهواء الطلق حول المحميات الطبيعية وأهميتها مع مدرسة سيدة الحبل بلا دنس بالتعاون مع جمعية “تنور ونور”.

السبت 16 آذار: – محمية أرز الشوف نشاط مشي في غابة أرز عين زحلتا- بمهريه بالتنسيق مع منظمي الرحلات في لبنان.

مواضيع ذات صلة :