الساحة الجنوبية تتدحرج نحو الأسوأ.. حرب موسعّة؟ أم حرب استنزاف؟

لا يزال الوضع الميداني في الجنوب متوتراً، وفي جديد التطورات أغار الطيران الحربي الإسرائيلي أمس الخميس على جبل اللبونة، اطراف بلدة الناقورة حيث تردد صدى انفجار الغارة الى مدينة صور ما ادى الى اشتعال النار في الجبل، وتزامن ذلك اطلاق صفارات الإنذار من المقر المركزي لقوات “اليونيفيل” في الناقورة.
كما قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة واللبونة.
والقت الطائرات قنابل مضيئة فوق كفركلا، حيث قام الجيش الإسرائيلي بعملية تمشيط بالاسلحة الرشاشة.
وقصف حزب الله موقع العباد بالاسلحة المناسبة، وحققت فيه اصابات مباشرة.
ومساء استهدفت مدفعية حزب الله مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي داخل موقع بياض بليدا، بالقذائف المدفعية، كذلك جرى استهداف موقع المالكية بالقذائف الصاروخية ايضاً.
ففما دخلت دورية تابعة لقوات (اليونيفيل) مساء امس عن طريق الخطأ الى عين الدلبة في برج البراجنة حيث اعترضها عدد من شبان المنطقة، لتنسحب الدورية في ما بعد من دون وقع اية اشكاليات.
وفي وقت سابق شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على برعشيت في القطاع الغربي. وشن 3 غارات على الهدف نفسه في بلدة كونين. كما اغار على بلدة الناقورة مستهدفا احد منازلها فتوجهت الى المكان سيارات الاسعاف.
وسجل قصف مدفعي على اطراف طيرحرفا -عين الزرقا.
فيما أدّى خرق جدار الصوت فوق الكثير من المناطق الجنوبية الى حالة هلع بين المواطنين.
كذلك، أطلق الجيش الاسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الازرق وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مشارف مدينة صور.
واعتبر الضاب في الجيش الاسرائيلي رونين كوهين، إن إسرائيل قادرة على شن حرب في الجبهة الشمالية لكن التكلفة ستكون باهظة للغاية.
بو حبيب يستبعد حرب
إلى ذلك وبعد أكثر 5 أشهر على بدء المواجهات جنوباً، استبعد وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب أن “تشنّ إسرائيل حرباً بريّة على لبنان لأنّها تعرف أنّ حربا كهذه لن تكون نزهة بالنسبة لها”، لكنه توقع “أن تطول حرب الاستنزاف التي تشنّها إسرائيل عبر مسيّراتها”.
ورفض بو حبيب خلال مقابلة مع تلفزيون “أنصاف الحلول من خلال تجاهل أو إغفال موضوع انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لأنها بمثابة هديّة مجانيّة لإسرائيل، وتؤدي إلى تجدد الصراع لاحقاً”.
مؤكداً على أهمية “زيادة عديد الجيش ومده بالعتاد من خلال مساعدة الدول المعنية كي يتمكن من تعزيز انتشاره أكثر جنوب الليطاني”.
تخوّف من تطوّر الوضع
في السياق اعتبرت مصادر مراقبة أن الوضع الميداني ماض في التدحرج نحو الأسوأ بعد تكثيف إسرائيل لعملياتها واستهدافها لمناطق بعيدة جداً عن خط المواجهات.
وشبّهت المصادر، في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، الغارات الاسرائيلية الأخيرة على صور وبعلبك وغيرها من الأماكن بما يحصل في سوريا، مبديةً اعتقادها أن “هذه الحرب طويلة ولا يوجد لها ضوابط، لا من خلال هدنة يجري الحديث عنها، ولا من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار طويل الأمد”.
في المقابل، اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك لـ”الأنباء” أنّ “حزب الله يربط بشكل عضوي ما آلت اليه الامور بالنسبة للاستحقاق الرئاسي الى ما بعد معركة غزة، وعلى صعيد الجنوب وغزة يريد أن يرى الأمور من الزاوية الإيرانية فقط”.
وحول الوضع الميداني، اعتبر يزبك أن “الأمور باقية على حالها، والمبادرة هي بيد إسرائيل التي تقوم بحرب استنزاف على المدى المتوسط والبعيد، والسيطرة الميدانية والمخابراتية بيدها، والضربات الموجعة للاقتصاد لا يمكن للبنان أن يتحملها، وليس كما قال السيد حسن نصرالله ان اسرائيل بدأت تئن، اسرائيل تملك موازنة اضافية تبلغ 180 مليار دولار، مقابل شعب منهك يشحذ حبة الدواء و100 ألف مهجر”.
مواضيع ذات صلة :
![]() الرئيس عون: لبنان متمسّك ببقاء “اليونيفيل” في الجنوب | ![]() الراعي: لماذا حزب الله لا يسلم سلاحه؟ | ![]() مسيّرة إسرائيلية تلقي أوراقاً نقدية فوق الجنوب: “لا تقبلوا المال الأصفر” |