لقاء بكركي: باسيل يستميت لإعادة “تعويمه”.. وطريق “الوثيقة” ليس معبدًا بعد

لبنان 22 آذار, 2024

حاولت بكركي أن تبقى على مسافة واحدة من جميع القوى المسيحية من خلال طرحها لمبدأ حياد لبنان، رغم أنّ هناك من عاث فسادًا في المجتمع المسيحي مقابل من سعى للمواجهة والمعالجة، وهذا ما استغلّه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من خلال دعوته المكررة للبطريركية المارونية لجمع جميع القوى المسيحية بعد أن ابتعد عن “حزب الله” الذي بات يسيطر على كافة مرافق الدولة بفضله.

لكن اجتماع بكركي الذي عقد أمس خسر الإجماع المسيحي بعدما غاب عنه تيار المردة الذي يعلم أن رئيسه سليمان فرنجية لن يتمكن من الحصول على دعم كل هذه القوى لترشيحه، رغم أن الملف الرئاسي لم يكن طبقاً أساسياً في اللقاء.

وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر شاركت في اجتماع أمس وكانت على اطلاع واسع على ما سبقه من تحضيرات أنّ اللجنة ما زالت في بداية مهمتها، وأنّ اجتماع الأمس هو الثاني لها بعد لقاء تمهيدي عقد الأسبوع الماضي في بداية مشوار قد يكون طويلا أكثر مما لا يتوقعه أي انسان.

وقالت المصادر لـ”الجمهورية” أن الحديث عن “وثيقة تاريخية” تحدد مواقف الأحزاب المسيحية سابق لأوانه “لا بل هي مجرد اوهام تُعطي ما جرى حتى اليوم اهمية تفوق ما تحقق.

وأضافت المصادر: “لن يطول الوقت ليتبيّن انّ ما تم تسريبه من مواقف وسيناريوهات ضَجّت بها مقدمات نشرات الاخبار لا يستأهِل هذا الضجيج حتى اليوم”.

وأشارت الى “أنّ غياب من يمثّل تيار “المردة” في الجلسة الاولى للجنة لا يستأهِل الضجيج الذي رافق الترويج بمقاطعة المردة” للاجتماع وما تريده اللجنة من اعمالها التي لم تقلع بعد.
سلاح الحزب لن يغيب عن الوثيقة

وفي حين بات معلوماً أن الوثيقة تتمحور حول عناوين عدة، بينها الأزمة الرئاسية المتمادية والشغور في الموقع الأول في النظام الذي يشغله مارونيّ والذي تصرّ الكنيسة على ملئه من ضمن آلية تحترم الدستور وبعيداً من أي حواراتٍ تكون بديلاً عن الانتخاب في البرلمان أو ممراً إجبارياً له بما يجعل الرئيس يُنتخب في عملية تعليبٍ تفرضها موازين قوى وليس بقوة الدستور، إلى جانب مقاربة لقضايا إشكالية وطنية ولموضوع الشراكة وقرار الحرب والسلم والنزوح السوري ومحاولات ضرب ركائز الاقتصاد الحر والخشية من تحوّل لبنان تدريجياً دولة ايديولوجية دينية، أشارتْ مصادر مطلعة عبر “الرأي الكويتية” إلى أن طريق صدور هذه الوثيقة ليس معبّداً بالكامل بعد.

ولفتت المصادر إلى مطبّاتٍ تتصل أولاً ببعض النقاط التي يراد تضمينها “بصريح العبارة”، ناهيك عن عدم رغبة أطراف في أن تشكّل الوثيقةُ مدخلاً للقاء مسيحي على مستوى القادة تَعتبر أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل “يستميت” لأن تستضيفه بكركي لمعاودة “تعويم” نفسه وتصوير أنه جاء استجابةً لرغبته.

وبحسب المصادر، فإن ثمة أطرافاً لا تحبّذ مساراتٍ تحت عنوان “الوحدة المسيحية”، باعتبار أن لا معنى لها خارج الوعاء الوطني وطرفيْه المسيحي والمسلم، وترى أن عناوين ومبادئ سياسية وطنية وسيادية كفيلة بتشكيل جسر عابر للطوائف، على قاعدة أن الأزمة في لبنان ليست مسيحية ولا حلّها مسيحياً وأن قضايا مثل المطروحة في الوثيقة، كتحييد لبنان فكّ عزلته العربية والدولية يتطلّب مقاربة لجوهر المشكلة والدعوة لحلها “لمرة واحدة ونهائية”.

ووفق المصادر نفسها فإن عنوان سلاح “حزب الله” ووجوب إنهاء وجوده خارج الشرعية أمر أساسي لا بدّ أن تدعو إليه الوثيقة، باعتبار أن تفرّد الحزب بقرار الحرب والسلم وزج لبنان في لعبة المَحاور والاستقواء على الدولة همو الذي يستجرّ أزمات متناسلةً، لافتة إلى أن “التيار الحر” ليس في وارد التزام هذا السقف المتعلق بسلاح الحزب ووجوب تسليمه، ما يشي بصعوبة بلوغ سقف مشترك ولا بطبيعة الحال “وضْع ميثاق شرف يُلْزم الأطراف المسيحية”.

توجه لعدم حصر اللقاء بإطاره المسيحي

كما الاجتماع وفق معلومات “الأنباء الكويتية”، حاول خلق مساحة مشتركة على عناوين عريضة تتعلق بالاستراتيجية الدفاعية والشراكة الوطنية لا سيما في الدولة، حيث كان هناك جهد من أجل الاتفاق على “طرح وطني” يُعرض على أطراف سياسية أخرى، بينها “المردة”، والهدف منه الوصول إلى “ثوابت وطنيّة جامعة”، في مسعى سياسي جديد لتقليص حجم الهوّة بين الأطراف السياسية وبدء إنجاز الاستحقاقات، وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية.

وأشارت المعلومات إلى توجه لدى المجتمعين لعدم حصر اللقاء بإطاره المسيحي، بل عرض الوثيقة، التي سيتم الاتفاق على نصها بعد اجتماعات لاحقة، على مختلف الفرقاء في البلد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us