غارة إسرائيلية على الهرمل.. وتمهيد لعمليات طويلة المدى

في تصعيد جديد تشهده الجبهة بين “حزب الله” وإسرائيل، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على المنطقة بين وادي زبود وبلدة العين البقاعية في قضاء الهرمل”.
غارة إسرائيلية على سهل رأس #بعلبك pic.twitter.com/X8I8BEIxiq
— هنا لبنان (@thisislebnews) March 26, 2024
وقال محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر إن “الغارة الإسرائيلية إستهدفت بلدة العين قضاء بعلبك”، وتبيّن لاحقًا أنها استهدفت شاحنة صغيرة.
وكانت إسرائيل قد ضربت مدنية بعلبك قبل أيام قليلة.
جنوبا، حيث يستمر القصف، أطلق الجيش الإسرائيلي، رشقات نارية باتجاه المزارعين في بلدة الماري – قضاء حاصبيا، دون أن يبلغ عن اصابات، في حين تحلّق مسيّرات عدة منذ ساعات الفجر في أجواء قرى العرقوب وحاصبيا.
واستهدف القصف المدفعي الاسرائيلي عند الساعة 11.20 من قبل ظهر اليوم منطقة فطنون الواقعة بين بلدتيّ يارون ورميش.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدات طيرحرفا، الجبين ويارين في القطاع الغربي.
في حين، أعلن “حزب الله” أنه استهدف مبنىً يستخدمه جنود إسرائيليين في مستعمرة شوميرا بالأسلحة المناسبة، كما استهدف مبنىً آخر في مستعمرة شلومي بالأسلحة الصاروخية.
ونعى “حزب الله” في الامس أحد عناصره حسين علي دبوق “أبو علي” مواليد عام 1994 من بلدة شبريحا في جنوب لبنان.
تضاؤل احتمالات الحرب
وفي سياق متصل، يرى كبير الباحثين في معهد جورج واشنطن للعلاقات الدولية الدكتور فراس مقصد عبر “هنا لبنان” أنّ احتمالات الحرب الإسرائيلية على لبنان بدأت تتضاءل لا سيما أنّ الإسرائيليين وخلال خمسة أشهر لم يحسموا الوضع الميداني في غزة كاشفاً عن نقص في العتاد والأسلحة لدى الجيش الإسرائيلي فيما الأميركيين لديهم القدرة على منع تدفق السلاح إلى إسرائيل وتأخيره والتي قد تضطر إسرائيل لها في حال قامت بحرب شاملة وطويلة الأمد ضد حزب الله ولبنان.
واعتبر أنّ العملية العسكرية البرية على لبنان غير واردة حالياً او في المدى المنظور وإحتمالاتها باتت بعيدة بعد قرار مجلس الأمن، إلا أنه حذر من إعادة خلط الأوراق أو وجود خطأ في الحسابات التي قد تعيد الأمور إلى الوراء.
قواعد اشتباك جديدة
ووفق لصحيفة “الشرق الأوسط”، فيبدو واضحاً أن طرفي الصراع؛ أي “حزب الله” وإسرائيل، اللذين التزما منذ حرب تموز 2006 بقواعد اشتباك معينة، باتا بعد اندلاع المواجهات الأخيرة بينهما يلتزمان بشكل غير معلن قواعد جديدة تقول إنه حين يستخدم الحزب مسيّرات أو يلجأ لعمليات نوعية، يتم استهداف منطقة بعلبك كما يتم توسيع رقعة المناطق اللبنانية المستهدفة.
وبينما يرى كثيرون أن تراجع العمليات وتزخيمها مرتبطان بمسار التفاوض للوصول إلى هدنة في غزة، وكذلك بتفاهمات غير معلنة بين إسرائيل و”حزب الله” تتم عبر وسطاء، يرى آخرون أن إعطاء تل أبيب الأولوية لمسألة رفح واستبعاد احتمال تدخل واشنطن لمساعدتها في أي حرب موسعة على لبنان، في ظل الخلافات الكبيرة بين الإدارتين الإسرائيلية والأميركية، عوامل تؤدي إلى تراجع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوباً، وأن هذه العمليات باتت في إطار رد الفعل على ما يقوم به الحزب، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وفي السياق، تشير مصادر “حزب الله” إلى أن “العمليات تخفت حيناً وتحتدم حيناً آخر حسب الأوضاع الميدانية”، نافية لـ”الشرق الأوسط” أن تكون هناك أي مستجدات أخرى تجعل الجبهة أكثر هدوءاً.
بدوره، يرى الناشط السياسي المعارض لـ”حزب الله” علي الأمين أن “تراجع حدة الاشتباكات وعمليات القصف على مناطق جنوب لبنان أحياناً لا يعكس مسار تهدئة أو هدنة، طالما أنه لا اتفاق بعد على تسوية بين الطرفين”، مرجحاً، في تصريح لـ”الشرق الأوسط”، أن تكون “صيغة المناوشات الحالية تمهد لعمليات إسرائيلية طويلة المدى، وبوتيرة تبقي الجبهة مفتوحة وخاضعة لتصعيد وتهدئة، إلى حين التوصل إلى تسوية يبدو أنها تحتاج إلى وقت أكثر”.
مواضيع ذات صلة :
![]() تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان: قنابل حارقة وتحليق مكثّف للمسيّرات | ![]() الجيش الإسرائيلي: هاجمنا بنى تحتية تابعة لـ”الحزب” في جنوب لبنان | ![]() أدرعي: نهاجم أهدافاً تابعة للحزب في جنوب لبنان |