بيروت تستنهض بنيتها التحتية بعد انفجار المرفأ.. فرزٌ من المصدر ومخطط لإدارة النفايات!

على الرغم من مرور أربع سنوات على تفجير العصر الذي ضرب مدينة بيروت ودمّر صوَر العيش فيها، محدثًا صدمة غير مسبوقة محليًا ودوليًا، لهول مشاهد الدم والدمار التي سيطرت على العاصمة أيامًا عدّة، لا يزال لبنان حتى اليوم يُلملم الآثار الكارثيّة لانفجار المرفأ، محاولًا إعادة ترميم البنية التحتية الأساسية وإعادة الانطلاق بالمشاريع الحيوية في المنطقة.

في هذا الإطار، شهدت مدينة بيروت اليوم، إطلاق مشروع إعادة تأهيل معمل فرز النفايات في الكرنتينا، الذي كان قد لحقه الدمار من جراء الانفجار، وتوقف عن العمل منذ العام 2020، وذلك بتمويل من الصندوق الائتماني المخصص للبنان من عدد من الدول المانحة، تحت إدارة البنك الدولي، وذلك في إطار برنامج التعافي البيئي وإدارة النفايات الصلبة في بيروت، الذي يهدف للاستجابة للقضايا البيئية الملحة الناجمة عن انفجار المرفأ.

وخلال إطلاق المشروع، شدد محافظ بلدية بيروت القاضي مروان عبود، على أنّ واقعة انفجار 4 آب كانت كبيرة جدًا على مدينة بيروت، لا سيما في ظلّ عدم توفر الأموال لإعادة ترميم البنية التحتية.

عبود اعتبر أنّ “بيروت تشتكي اليوم من عدم وجود مساحات لطمر النفايات لذلك لا بد من الذهاب نحو سياسة الفرز والتكامل مع جبل لبنان الذي يمكن أن يقدم الأراضي للطمر”، موضحًا أنّ هذا المعمل سيؤمن فرز حوالي 10 أو 15% من نفايات بيروت، ومؤكدًا ضرورة الذهاب نحو الفرز المنزلي.

وفي حديث إلى “هنا لبنان”، شدد عبود على أنّ “الفرز يجب أن يتم في المعامل لنخفف من الطمر واستعمال الأراضي وللاستفادة من المفروزات، حيث أنّه وبعد انفجار المرفأ تم اعتماد طمر جميع النفايات من دون أي عملية فرز، ونحن نعمل من أجل إعادة الفرز للتوفير على البيئة وعلى المال العام أيضًا”.

من جانبه، لفت وزير البيئة ناصر ياسين خلال إطلاق المشروع، إلى أنّ معمل الكرنتينا كان مدمرًا واليوم نجحنا في أن نعمل على إعادة ترميمه حيث سيكون جاهزًا للعمل خلال سنة، وهو ضمن إطار المخطط التوجيهي الذي يعتمد على ضرورة الفرز من المصدر.

ياسين أضاف: “هذا المعمل هو ركيزة من ركائز المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة في مدينة بيروت الذي نعمل عليه حاليًا مع البلدية والمحافظ، للتشديد على عملية الفرز من المصدر. إضافة إلى مشروع آخر لوضع 8 أو 9 مراكز لجمع المفروزات في جميع أحياء المدينة، حيث تصبح الناس قادرة على تسليم مفروزاتها لقاء بدلات مالية على ذلك”.

كما أوضح ياسين لـ “هنا لبنان”، إلى أنّ “هذا المعمل سيستقبل حوالي 1000 طن من النفايات من بيروت والمتن، عند بدء العمل فيه”، مشددًا على أننا “يجب أن ننجح في مدينة بيروت لتعميم العمل على المناطق الأخرى”.

بينما شدد وزير الصناعة جورج بوشكيان لـ “هنا لبنان”، على أنّ “الفرز من المصدر هو الهدف الذي نسعى للوصول إليه في النهاية”.

مواضيع ذات صلة :

زحمة موفدين.. وأفكارٌ جديدة في “الجعبة الخارجيّة”

مولدات “الديزل” تخنق بيروت.. السرطان تزايد بنسبة 30%!

دراسة جديدة.. معدلات الإصابة بالسرطان ارتفعت 30% في بيروت!