مغالطات في تعليق نصرالله على خطف منسق القوات.. “المسيحيون لا يخاطبون بالإصبع يا سيد”!

لبنان 9 نيسان, 2024

توقف النائب السابق إيلي كيروز عند تصريح أمين عام حزب الله المتعلّق بجريمة خطف وقتل منسق القوات في جبيل باسكال سليمان.
وكان نصرالله قد شنّ سهامه على حزبي القوات والكتائب مستعيداً “الحرب الأهلية”، ومتهماً الحزبين بإثارة الفتن.
وسجّل كيروز ملاحظات عدّة على كلام نصرالله، وأتت على الشكال الآتي:
أولاً : إن جريمة خطف وقتل باسكال سليمان هي جريمة سياسية ولا يمكن تعميتها بتهويل من هنا وإختلاق سيناريوهات من هناك .
ثانياً: إن القوات اللبنانية بشخص رئيس الحزب إعتمدت منذ اللحظة الأولى للجريمة موقفاً متحفظاً وحرصت على الدعوة إلى التروي وضبط النفس والإبتعاد عن منطق الإستسهال او الإستعجال في إطلاق الأحكام المسبقة أو الأحكام السياسية.
ثالثاً : غير أن الرواية الأمنية المتناقضة بكل حلقاتها حول عملية الخطف وصولاً إلى اكتشاف جثة الشهيد باسكال لم تكن مقنعة لأنها ربطت الجريمة بسرقة السيارة. إن هذه الرواية بكل فروعها طرحت تساؤلات إضافية ورسّخت القناعة بأن الجريمة ليست مجرد عملية سطو بسيطة يمكن أن تمرّ مرور الكرام وهو ما يذكرنا بأسلوب وجرائم سابقة . ان كشف الحقيقة الناصعة هو وحده يسمح بتبديد كل الشكوك بعد ان علمت التجربة اللبنانيين ان هناك قدرة عالية على كشف ملابسات كل جريمة لا يقف وراءها حزب الله.
رابعاً: إن العودة إلى أحداث عين الرمانة في كلمة الأمين العام تعيد إلى أذهان اللبنانيين تلك المظاهرة المدججة بالسلاح والتي إنحرفت قصداً وعمداً عن مسارها الطبيعي لتصُبّ في شوارع عين الرمانة مع كل الشعارات والهتافات الإستفزازية والفتنوية.
خامساً: إن التحريض المتواصل وهذه المرة على القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية هو تَجنٍ مفضوح ومردود لأصحابه.

إلى ذلك أكّد كيروز أنّ “مخاطبة المسيحيين لا تكون بالإصبع المرفوع للأمين العام والذي بدا في لغة الجسد متوتراً وخارجاً عن هدوئه المعهود”، مضيفاً: “إن المسيحيين واللبنانيين يسألون اليوم إلى أين يأخذ حزب الله لبنان واللبنانيين وحكومة لبنان؟”.
وشدّد النائب السابق على أنّ “أكثرية اللبنانيين باتوا يرفضون تبعية حزب الله للجمهورية الاسلامية في ايران وكل حروبه العبثية البعيدة كل البعد عن لبنان الدولة والكيان والجمهورية والدستور والعيش المشترك والشراكة”.

“الكتائب”: تصاريح نصرالله تزيد من الشرخ

بدوره، طالب المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية، بعد اجتماعه، “كل المعنيين في السلطات السياسية والأمنية والقضائية بالكشف للرأي العام عن تفاصيل من حرّض وخطّط ونفّذ الجريمة بحق منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، وما هي الدوافع الحقيقية الكامنة وراءها وقد ترافقت مع معطيات مشبوهة وتضليل إعلامي موصوف، وذلك حسمًا لكل الغموض الذي يلف القضية”.

وأضاف المكتب: “مؤسف ومضلل ما سمعه اللبنانيون من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من خطاب الاستهزاء ورفع الإصبع بوجه شريحة كبيرة من اللبنانيين المتمثلة بالمقاومة اللبنانية التي قاومت ودافعت عن لبنان بوجه جيوش ومنظمات محتلة على عكس مغامرات نصرالله الذي يجر لبنان إلى حروب لا علاقة له فيها تلبية لطموحات إيران ومصالحها في المنطقة”.

واعتبر أن “كلامه الذي ساق فيه عمدًا سلسلة من التعميات والمغالطات في الحاضر والماضي ينم، أبعد من الحادثة المشؤومة، عن ضيق صدرٍ من مواقف الكتائب وكل من يقف في وجه مشروعه الذي لم يجر على لبنان واللبنانيين سوى الويلات والحروب والمآسي”.

وشدد المكتب على أن “هذه التصاريح، وفي هذه الأوقات بالذات، تزيد من الشرخ الحاصل بين اللبنانيين وترسخ الشعور العام بأن حزب الله ينفصل أكثر من أي وقت مضى عن الدولة اللبنانية والشراكة فيها، فليتحمل نصرالله مسؤولياته”.

وكان نصر الله قد علّق الحادثة قائلاً: “ما حصل لا يسُكت عليه داخليا في ذكرى الحرب الأهلية المشؤومة، ونقول لمن يلاحقنا بقرار الحرب والسلم: من قام بالحرب حينها؟ هل أخذتم قرارا من الدولة أو أنتم اتخذتموه؟”.
نصرالله الذي أتى خطابه في وقت كان لا يزال فيه باسكال يعتبر في عداد المخطوفين، أضاف: “هؤلاء يأتون لمناقشة المقاومة اللبنانية بعد تصديهم لعدو يُجمع اللبنانيون على عداوته”.
وتابع: “خُطف أمس شخص فخرج حزب القوات والكتائب والتلفزيونات الخبيثة وقرروا أن حزب الله خطفه وسمعنا كلاما يذكر بالحرب الأهلية، وخرج مناصروهم إلى الشوارع وسمعنا كلاما عن إخراج السلاح، على أساس أنهم أحزاب سياسية وديموقراطيون، بينما تحركهم الأحقاد الدفينة” ، لافتا الى أنه “في العام الماضي بعد خطف الشيخ الرفاعي خرجت شخصيات وأحزاب على رأسها حزب القوات تتهم حزب الله بالخطف والقتل ونحن انتظرنا 4 أيام والأجهزة الأمنية بفضل الله كشفت عن الجريمة التي تعتبر عائلية”.
وأوضح أن “كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبي القوات والكتائب تظهر أنهم ليسوا أهل حق وحقيقة وأنهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية”.
وقال: “في هذا البلد من يمنع الحرب والفتنة يتهم، وأولهم نحن الثنائي لأننا نقتل في الطيونة ونسكت عن حقنا حفاظا على السلم الأهلي وكالأمس نتهم ونسكت. بالامس حاولوا ترويع أهالي جبيل كسروان وأرسلوا رسائل تهديد وهذه خطوة خطيرة جدا جدا حتى ينقطع النفس، وعليهم أن يفهموا خطورتها”.

“القوات”.. هكذا ساهم الحزب في قتل سليمان

إلى ذلك، أصدر حزب القوات اللبنانية بياناً جديداً علّق فيه على الحادثة وجاء فيه: “تؤكد الدائرة الإعلاميّة في حزب “القوات اللبنانية” أنّ التحقيق في جريمة قتل الشهيد باسكال سليمان يجب أن يكون واضحًا وشفافًا وعلنيًّا وصريحًا ودقيقًا بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة”.
وقال البيان: “في كافة الأحوال، ما يجب التشديد والتأكيد والتركيز وتسليط الضوء عليه هو أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه بغض النظر عن خلفياتها عوامل جوهرية وأساسية:
– العامل الأول يتمثّل بوجود “حزب الله” بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح. فالمشكلة الأساس إذًا تكمن في جزيرة “حزب الله” المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثًا السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة.
– العامل الثاني يتمثّل بالحدود السائبة التي حولها “حزب الله” إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبرًا للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و”فلتانة” هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
– العامل الثالث يتمثّل في “خصي” إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة”.
وأضاف البيان: “تؤكد الدائرة الإعلامية بأنّها تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعيًا إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّمًا عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده”.

تجدد: لتحويل الملف إلى المجلس العدلي

في السياق، عقدت كتلة تجدد إجتماعا طارئاً، وعقب الإجتماع، قالت: ” الكتلة تعتبر أن هذه الجريمة قد نفذت على يد عصابة اجرامية منظمة وبطريقة مخطط لها ما يطرح تساؤلات جدية تخالف الروايات الرسمية التي يتم ترويجها”.

وتابعت: “تطالب الكتلة بالتوسع في التحقيق، لتقديم الصورة الكاملة والحقيقية للرأي العام حول دوافع الجريمة والجهة التي تقف وراءها”.

وطالبت الحكومة بتحويل ملف الجريمة إلى المجلس العدلي باعتبارها تمسّ السلم الأهلي.

وأكدت التضامن الكامل مع عائلة المغدور وحزب القوات ونثني على روح المسؤولية التي تحلّوا بها منعاً لتحقيق أهداف القتلة بتكريس ثقافة الترهيب وإشعال فتنة كبرى.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us