لبنان يتجاوز قطوع الفتنة.. البطريرك على خطّ التهدئة والعينُ على التحقيقات!

لبنان 10 نيسان, 2024

فيما لا تزال البلاد تلملم تداعيات عملية خطف وقتل منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، برزت أمس الجهود الحثيثة التي قام بها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لدرء الفتنة والحفاظ على الاستقرار في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان. إضافة إلى الحكمة التي تعاملت بها “القوات” مع الملف.

في هذا الإطار، تشير أوساط مسيحية مطلعة على جو البطريرك الراعي لـ “الديار” إلى أن مواقف الراعي متقدمة جدًا وخصوصًا أنه كان حريصًا منذ اللحظة الأولى لجريمة الاختطاف ومن ثم الإعلان عن مقتل سليمان على السلم الأهلي وعدم التسرع وإبقاء التحقيقات في إطار الدولة والأجهزة الامنية كما دعا إلى التهدئة ورفض الفتنة وعدم تعكير العلاقات بين النسيج الجبيلي.

وتشير الأوساط نفسها إلى أنّ الراعي وُضع من قبل الأجهزة الامنية في إطار خطة جديدة لتنظيم الوجود السوري، وهي خطة قيد البحث حالياً بين الحكومة والجيش.

وفي سياق تعليقه على جريمة قتل منسق جبيل في حزب “القوات اللبنانية”، رأى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم لـ “الديار”، أن جريمة قتل سليمان هزّت كل لبنان، وهي جريمة على مستوى الوطن، بحيث قد تؤدّي إلى فتنة في حال لم يجرِ العمل وبسرعة على جلاء حقيقتها.

وأشار أبو كسم، إلى أن “البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طلب من القوى الأمنية والأجهزة القضائية القيام بالواجب اللازم، وإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين، لأن الجميع يريد معرفة من قتل سليمان ودوافعه، حتى ترتاح القلوب ويكون الموضوع واضحا أمام جميع اللبنانيين”.

كما لفت أبو كسم، إلى أن “اللبنانيين سئموا حصول عملية قتل وإرهاب وسرقة واعتداءات بشكل يومي، لا سيما أن هذا غريب عن لبنان وشعبه وعاداته وتقاليده، وكأننا أصبحنا نعيش في غابة”.

وطالب بضرورة “الحفاظ على الوحدة الوطنية، من أجل إخماد هذه الفتنة في مهدها، أما إذا كانت قد حصلت لأسباب سياسية، فهذا الأمر يمسّ بالسلم الأهلي وفي طبيعة عيشنا الواحد”، وتمنى أن “تنجلي مسبّبات هذه الجريمة وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين”.

وشدّد أبو كسم على رغبة بكركي، في أن “يبقى لبنان بلد رسالة وتنوّع، إنما ليس على حساب كرامة أحد، أو على حساب حياة المواطنين”.

إلى ذلك، أشارت مصادر متابعة للشأن لـ “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن “القوات اللبنانية تصرفت بحكمة ولم ترد التصعيد، وانطلاقاً من هذا المبدأ طلبت الانسحاب من الشارع ومعالجة الموضوع عبر الأجهزة الأمنية والقضائية، رغم عدم اقتناعها بالرواية الرسمية”.

ولفتت المصادر إلى خطورة الوضع على إثر الاحتقان الطائفي والشعبي الذي وصلت إليه الأمور، وحذّرت من احتمال انفجار الشارع عقب أي حادث مشابه.

وفي جديد التحقيقات، كشفت معلومات صحيفة “النهار” أن “ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل باسكال سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزورة، والسيارة التي استخدموها مسروقة.

كما أن الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات”.

المعلومات لفتت إلى أنّ “الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجه ثلاثة منهم إلى بلدة حاويك في سوريا، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تم توقيفه”. وأشارت إلى أن “هناك مشتبهين بهما أساسيان يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات إلى سوريا”.

بالمقابل، كشف مصدر حكومي بارز لـ”الجمهورية” أنّ نقاطاً مهمة جداً بقيت عالقة وملتبسة في مسار الجريمة والتحقيق معًا. وقال: “حسناً فعلت الأجهزة الأمنية بسحب فتيل التفجير لكن أسئلة عدة بقيت من دون أجوبة، وهذا ما يشير إلى وجود قطبة مخفية خصوصاً لجهة تسريب الفيديو وانتشاره بسرعة فائقة كالنار في الهشيم وكأنّ المطلوب كان مخططًا لفتنة كبيرة لبث نفس التحريض والاستفادة من الثغرات التي لم تتضِح في التحقيق”.

كانت قيادة الجيش قد تسلّمت جثة سليمان من السلطات السورية، أمس، وأفيد بأنّ مراسم دفن سليمان ستكون الجمعة في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها البطريرك الماروني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us