الأرمن يحيون الذكرى الـ 109 للإبادة.. مواقف تؤكّد “إرادة الحياة” في وجه المآسي

لبنان 24 نيسان, 2024

يحيي الأرمن اليوم الذكرى الـ 109 للإبادة، في وقت شددت المواقف المنددة بضرورة الاعتراف بالجرائم التي حصلت، والاتعاظ من المآسي الإنسانية منعًا لتكرارها.

وقد أحيت الأحزاب الأرمنية الثلاثة في لبنان، الهنشاك والرمغافار والطاشناق، الذكرى في احتفال خطابي أقيم في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس، حضره نوّاب ووزراء حاليون وسابقون وسفير أرمينيا في لبنان فاهان اتابكيان.

وألقيت كلمات لممثلي الأحزاب الثلاثة تلاها بيان مشترك عن القضية الأرمنية والإبادة التي حصلت في بدايات القرن الماضي، واختتم بعظة للكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان تناول فيها “مواقف تركيا وأذربيجان العدائية ورفض تركيا المستمر الاعتراف بما حدث في أوائل القرن الماضي”. كما شجب “تكرار الإبادة في القرن الحادي والعشرين في آرتساخ”، وطالب بـ “عودة أهاليها إلى أراضيهم”.

وكانت الأحزاب الأرمنية الثلاثة نظمت قبل الحفل مسيرة بالمناسبة انطلقت من برج حمود وصولًا إلى الكاثوليكوسية في أنطلياس.

في الذكرى أيضًا، قال رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل عبر حسابه على منصة “إكس”، إنّه “في 24 نيسان من كل سنة، نستذكر المجازر العثمانية في حق مسيحيي الشرق وسكان جبل لبنان. نستذكر للحفاظ على الذاكرة الجماعية لشعوب تم اضطهادها لكنها بقيت مرفوعة الرأس. نستذكر ليعترف العالم بهذه الجرائم ولكي تكون عبرة رادعة لكل فكر توسعي مريض”.

أضاف: “الإبادة الأرمنية، مجازر سيفو ومجاعة جبل لبنان المنظمة كفنو التي ذهب ضحيتها نصف سكان هذا الجبل الصامد، كلها جرائم ستبقى وصمة عار على جبين من ارتكبها ولكن أيضًا ذخيرة عنفوان للشعوب التي عانتها”.

أمّا النائب نديم الجميّل فقال عبر حسابه على منصة “إكس” إنّ “شعبًا لا ينسى شهداءه لا يموت. تحية لشعب ما زال متمسكًا بحقه ويعلي الصوت ليس فقط من أجل مَن ذُبحوا وقُتلوا وسُفكت دماؤهم، بل من أجل عالم يؤمن بالإنسان وحقوقه، من أجل عالم يؤمن بالعدالة والسلام. صلاتي لشهداء الإبادة الأرمنية التي ما زالت في وجدان كل مؤمن بالحق والعدالة، على الرغم من مرور 109 سنوات عليها”.

كما اعتبر رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوّض، أننا “نتعلّم من ذكرى الإبادة الأرمنية أن العدالة قضية لا تموت وهي عابرة للأجيال ولا يطمسها الزمن”، وأضاف: “تحية لكلّ من ناضل وما زال، على مرّ أكثر من قرن، للاعتراف الرسمي بهذه الإبادة، وتحويل هذه الذكرى الأليمة إلى يوم وطني بهدف تنقية الذاكرة وإنصاف الضحايا وعائلاتهم”.

بدوره، دعا حزب الوطنيين الأحرار، في الذكرى التاسعة بعد المئة لذكرى المجازر الأرمنية ومعها مجازر “سيفو” بحق السريان والأشوريين والكلدان، “إلى إحياءِ هذه الذكرى تضامناً مع هذه الشعوب، لما تعنيه من محافظةٍ على ذاكرتها الجماعية بعد تعرضها لخطر الإبادة”.

وأضاف: “لا يسعنا اليوم إلا أن نستذكر ونُحيي نضالها الثابت دفاعاً عن لبنان، الذي في سبيله قدمت آلاف الشهداء، ولكي تبقى شعلتها مُتّقِدة انتصاراً لإرادة الحياة”، داعيًا “المجتمع الدولي إلى إنصافهم وإلى الاتعاظ من أهوال هكذا مآسي إنسانية منعاً لتكرارها، مع التأكيد على وقوفنا إلى جانب كُلِّ مناضلٍ في سبيل الحرية والعدالة والحقيقة في كل زمان ومكان”.

في السياق أيضًا، لفت رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب “القوّات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان، إلى أنّ “القضية الأرمنية، تبقى قضية المليون ونصف شهيد حية في ذاكرتنا ويومياتنا، لن تموت طالما لدينا الإيمان والإرادة”.

أضاف قائلًا: “يكتمل عزاؤنا في اعتراف أحفاد الجناة العثمانيين بحصول الإبادة الأرمنية وتأمين التعويضات المعنوية والمادية خاصة للكنيسة الأرمنية”.

فيما اعتبر عضو تكتل” الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج، أنّه “في كل 24 نيسان، نكرر القول: الاعتراف بالمجازر والإبادة التي تعرّض لها الشعب الأرمني والسرياني والآشوري والكلداني، ضرورة تاريخية لمسار المصارحة والحقيقة”.

ووجه تحية عبر منصة “إكس”: “إلى شعوب جبارة عرفت كيف تحافظ على ذاكرتها الجماعية وتصمد وتحيا وتتفوّق في كل زمان ومكان”.

من جانبه، كتب النائب ابراهيم كنعان على صفحته عبر منصة “إكس”: “من يبيع تاريخه ومبادئه وإرثه لا قيمة له ولا وزن ولا حاضر ولا مستقبل له، بعكس من يدفع الأثمان وإن بدت كبيرة، فله شرف الشهادة للحقيقة وليوم وغد أفضل. مع أرمن لبنان نضيء في 24 نيسان من كل عام، شعلة الذكرى والحقيقة ونحيي شعباً بقي موحداً ووفياً لتاريخه وهويته رغم كل الاضطهاد والتنكيل”.

إلى ذلك، أوضح مكتب الإعلام لحزب الطاشناق أن “24 نيسان من كل عام هو يوم تعهد بإكمال المسيرة مهما كلف الأمر”، معتبرًا أنّ “اعتراف تركيا بالإبادة الأرمنية والتعويض المادي والمعنوي لا تشفي غليل شعب لم ينل حتى حق الموت على أرضه”.

وأضاف: “حان الوقت للعالم المتمدن كي يتحرك بوجه تركيا مطالبًا إياها بالاعتراف والتعويض لكي لا تتكرر هكذا إبادات”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us