رسالة فرنسية واحدة.. لتطبيق القرار 1701 كاملًا!

لبنان 29 نيسان, 2024

صبّ الاهتمام يوم أمس الأحد على زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ولقائه رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الأعمال نبيه برّي ونجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وتأكيد الوزير الفرنسي على رفض الحرب من جهة، وعلى أهمية انتشار الجيش واليونيفيل فقط على الحدود الجنوبية لضمان الاستقرار من جهة أخرى، وكأنّه يتحدّث عن الطروحات التي تُشير إلى تنفيذ القرار 1701 وتسليم المنطقة الحدودية إلى الجيش.

فقد بدت الرسالة الفرنسية، خلال المحادثات التي أجراها الوزير الفرنسي مع كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، في زيارته الثانية الى بيروت واحدة: فرنسا لا تريد إحداث خلل في الاستقرار، وأن منع الحرب هي أولوية فرنسية، ويتحقق ذلك بنشر الجيش في مناطق عمليات اليونيفيل في إطار القرار 1701.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن مفاعيل زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت تنتظر معطيات محددة، فهذه الزيارة تندرج في سياق التأكيد على الجو الاوروبي بشأن التهدئة وقد عززت هذا التوجه من دون تقديم مقترح محدد، على أنها بدت استطلاعية أكثر بشأن إمكانية التوصل إلى وقف النار.

ورأت هذه المصادر أن المقترح الفرنسي لم يُسلَّم باليد، ولكن جرى التداول بالأفكار المتصلة بتجنيب لبنان الحرب، معلنة أن الوزير الفرنسي أعاد التأكيد على أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي من أجل المرحلة المقبلة التي تستوجب وجود رئيس جديد للبلاد.

إلى ذلك، توقعت المصادر نفسها أن تصدر مواقف تباعا حيال لقاء معراب.

تطبيق القرار 1701

ونقلت “وكالة فرانس برس” عن مصدر ديبلوماسي أنّ المبادرة الفرنسية تقوم على “تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي ينصّ على نشر عناصر الجيش اللبناني وقوّات “اليونيفيل” وحدهما لا غير في جنوب لبنان”.

أما في إسرائيل، فذكرت وسائل الإعلام أن سيجورنيه قدّم مبادرة “اقترحت انسحاب وحدة النخبة (الرضوان) التابعة لـ”حزب الله” 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، بينما ستوقف إسرائيل الضربات على جنوب لبنان”.

الزيارة أتت خالية

ومن جهة أخرى، أفاد مصدر سياسي بارز لـ “الجمهورية” واكب أجواء اجتماعات وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، بأنّ الزيارة أتت خالية من أي مقترح كان يجب أن يطّلع عليه المعنيون في لبنان قبل الزيارة أو خلالها، لكي تكون الزيارة مثمرة ولها نتائج وناضجة.

وكشف المصدر، ألا معلومات حتى الآن عن مدى التنسيق الاميركي ـ الفرنسي حول الورقة.

وأضاف :”لم نكن ننتظر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان بعد تل ابيب، لأنّه قال في المرّة الأخيرة التي زار فيها بيروت انّ عمله يتركّز على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة للانتقال إلى جبهة لبنان والعمل على خفض التصعيد فوراً، ثم البدء تدريجياً بتطبيق القرار 1701″.

كما علمت “النهار” أن سيجورنيه لم يسلم بري أي اقتراحات عن الورقة الفرنسية في موضوع التوصل الى وقف للنار في الجنوب بين اسرائيل و”حزب الله”. وأبلغ سيجورنيه بري بأنها “ستكون عندك في الساعات المقبلة”. وتمنى على رئيس المجلس أن يرد على مضمونها في وقت سريع. ورد عليه بري “عندما يصبح طرح مبادرتكم في حوزتي تتلقون الرد خلال ثلاثة أيام”.

لبنان متمسك بالـ1701

وكان سيجورنيه التقى كلل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزيف عون، كما زار قوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان. وأفاد بيان صادر عن ميقاتي انه تم خلال الاجتماع البحث في المساعي التي تقوم بها فرنسا لاعادة الهدوء الى جنوب لبنان، كما وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال ميقاتي خلال الاجتماع: “ان لبنان يقدّر لفرنسا وقوفها الدائم الى جانبه ودعمها له على الصعد كافة. كما يثمن الجهد الكبير للرئيس ايمانويل ماكرون في سبيل حماية لبنان واستقراره وتعافيه الاقتصادي”.

وجدد ميقاتي” مناشدة فرنسا والدول الأوروبية دعم لبنان، من أجل التوصل إلى حل لأزمة النازحين السوريين”، مشيرًا الى “بداية مقاربة اوروبية جديدة مع اعترافهم بالتحدي الذي تمثله هذه القضية بالنسبة للبنان واستعدادهم للعمل مع السلطات اللبنانية في هذا الشأن”.

من جهته، شكر بري لفرنسا حرصها ودورها وللرئيس إيمانويل ماكرون جهوده لمنع الحرب على لبنان، وكان رئيس المجلس واضحاً بتمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.

وأكد بري للوزير الفرنسي “انتظار لبنان لتسلم الاقتراح الفرنسي الرامي الى خفض التصعيد ووقف القتال، وتطبيق القرار الأممي تمهيداً لدراسته والرد عليه”. كما أثار رئيس المجلس موضوع النازحين السوريين.

وبعد لقائه بو حبيب قال سيجورنيه: “احرزنا تقدماً كبيراً في المناقشات حول المقترحات الفرنسية التي قدمناها، وسنواصل تبادل الآراء في الاسابيع المقبلة حول ورقة العمل”.

وبعد اللقاء تحدث بوحبيب الى الصحافيين‏ وشدد على أن “التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701 يحقق الاستقرار المنشود”.

أما البيان الصادر عن قيادة الجيش فأكد على “أهمية دعم الجيش نظرًا لدوره في حماية أمن لبنان واستقراره، ومتابعة الأوضاع في الجنوب بالتعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل وفق القرار 1701”.

وأوضحت مصادر اطلعت على لقاء عون – سيجورنيه ان “الاجتماع لحظ العموميات”، مؤكدة لـ “الديار” انه لم يتم التطرق للورقة الفرنسية قيد الاعداد.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us