في ذكرى شهداء الصحافة اللبنانيّة… مناشدة بالحريّة وتحيّة لصحافة لبنان

لبنان 6 أيار, 2024

تعتبر ذكرى شهداء الصحافة في لبنان مناسبة مهمّة لتكريم الصحافيين الذين ضحّوا بحياتهم من أجل نقل الحقيقة وتقديرًا للتضحيات التي قدمها هؤلاء المحاربون من أجل الحرية والديمقراطية. كما تذكّر هذه الذكرى بأهمية دور الصحافة في نقل الحقيقة والتصدي للظلم والفساد. وفي نفس الوقت لتوعية الجمهور بأهمية حماية حرية التعبير وضمان سلامة الصحافيين في بيئة عملهم.

ولهذه  المناسبة، وضع مجلسا نقابتي الصحافة ومحرري الصحافة اللبنانية ظهر اليوم إكليلًا من الغار على قاعدة تمثال شهداء لبنان في الساحة الشهداء التي تحمل اسمهم في العاصمة بيروت، في حضور عدد من الصحافيين والإعلاميين.

وبعد دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم النشيد الوطني، ألقى نقيب الصحافة عوني الكعكي كلمة بالمناسبة قال فيها: “نحيي كل شهداء الصحافة، وهو شرف كبير لنا في 6 ايار منذ العام 1916 واليوم نحتفل بهذه المناسبة لنتذكر الشهداء حتى ننال استقلالنا من بعد 400 سنة من الاستعمار التركي”.

وختم: “اليوم لدينا ايضا شهداء من الصحافة اللبنانية بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية والتي تم استهدافهم مباشرة سواء في غزة أو الجنوب اللبناني لأنهم كانوا ينقلون الوقائع والحقيقة للعالم أجمع عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ،ومن الصحافية شيرين ابي عاقلة حتى اليوم سقط عدد كبير من الصحافيين الذين نترحم عليهم لأنهم قدموا أثمن التضحيات في سبيل الأرض والوطن”.

بدوره قال نقيب المحررين جوزف قصيفي: “كما في كل عام نستذكر الشهداء الذين علقوا على اعواد المشانق في ساحتي البرج والمرجه في بيروت ودمشق، وهم من الصحافيين اللبنانيين حملة الاقلام، الذين اعتنقوا الحرية عقيدة ومبدأ. كانوا كبيرا بارتقائهم،وكان الموت صغيرا أمام عظمة شهادتهم. وعلى كر السنين طالت لائحة شهداء الصحافة اللبنانية، وهي رصعت اخيرا بانضمام كوكبة من الشهداء الذين ارتقوا على ارض الجنوب باستهداف مباشر من العدو الاسرائيلي الذي إرتكب جريمته عمدا وعن سابق تصور وتصميم. يجب ألا يفلت قتلة الصحافيين والاعلاميين والمصورين من العقاب، ولا من الحساب،وأن محاكمتهم وسوقهم إلى العدالة يجب أن يكون هدفنا الرئيسي”.

وختم: “المجد والخلود لشهداء الصحافة اللبنانية، ولتبق راية الحرية خفاقة في ربوع وطن الارز،تحكي للأجيال حكاية نضال الجدود والآباء في سبيل العزة والكرامة والسيادة”.

وفي السياّق علّق عدد من السياسيين على “الذكرى”، فكتب اللواء عباس ابراهيم على صفحاته في مواقع التواصل الإجتماعي في ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية: “نستذكر تضحياتهم وشجاعتهم في السعي لنشر الحقيقة والوقوف ضد الظلم والفساد والدفاع عن لبنان. لنستمر في دعم حرية الصحافة وحقها الأبدي في التعبير. رحم الله شهداء الصحافة وكل شهداء لبنان. ألهمنا الله لنكتب ونقرأ ونسمع صوت الوحدة الوطنية ففيها خلاصنا”.

وكتب رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، على حسابه عبر منصة “إكس”: “في ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية تنويه وتقدير لمَن يُناضل بقلمه من أجل قضيّة لبنانيّة واحدة والإشادة بالإعلام اللبنانيّ الحرّ شريك في المحافظة على الوجود الحرّ وقافلة الشّهداء من رياض طه وسليم اللوزي وجبران تويني وسمير قصير وسواهم تركوا لنا إرثاً في مدرسة الحريات العامة.. تحية لصحافة لبنان”.

وفي حديث لـ”هنا لبنان”، عبّرت الوزيرة السابقة مي شدياق عن أسفها في تراجع ترتيب لبنان عالمياً في حرية الإعلام، مؤكدة على أنّ القوانين اللبنانية تكبّل حرية الصحافة. واعتبرت شدياق أنه “عندما تكون القوانين مقدسة وتحترم حرية التعبير فلا يجب سجن الصحافي إلا إذا قام بجرائم جنائية لا دخل لها بالصحافة والإعلام، ولكن في لبنان لسوء الحظ ما زلنا نعيش في منطق البلد الذي ينطبق عليه مثل الكثير من الحرية والقليل من الديمقراطية، يعني أننا نستطيع قول ما نريد ولكن إذا انزعج أحد من هذا الكلام يفعل ما يريد، إما يغتالك، أو يتم استهدافك، أو يشوه صورتك في الإعلام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل شنيع لتشويه صورة الصحافيين والاعلاميين”.

وتابعت شدياق بالقول أنّ “هناك طرقاً عدة يتم من خلالها انتهاك حرية الإعلاميين مثل رفع قضايا باطلة كما فعلوا مع عدد من الشباب الذين يعملون بمؤسسات إعلامية خارج لبنان وهم مجبرون على احترام قوانين هذه المؤسسة، وبالتالي فهم يحرمونهم من العودة إلى لبنان وهذا الأمر مرفوض”.

وعند سؤالها عن الإجراءات التي يجب اتباعها من أجل حماية الصحافيين، عاتبت شدياق الجهات القضائية التي تصدق المدعيين مشيرة إلى أنه “يجب عدم الأخذ بالإخبار المقدم ضد أي صحافي إلا بعد التأكد من صحة ما تم تقديمه، ولا يجب أن تكون كرامة الإعلاميين مستباحة إلى هذا الحد، فعلى سبيل المثال لقد تم اجتزاء مقتطفات من حلقة مصورة لها مع إحدى المحطات التلفزيونية وتقديمها إلى مدعي عام التمييز فذهبت إلى التحقيق وسقطت الدعوى حين تبين أن الشكوى التي تم تقديمها مجتزئة.

من جانبه، كتب الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان عبر منصة “إكس”: “تبقى المشانق المعلقة في ساحة الشهداء ودماء الأبرياء التي هدرت في هذه الساحة، أكبر دليل على إجرامهم المتمدد والمستمر حتى يومنا هذا. تسيل الدماء ويبقى المجرم دون عقاب”.

أمّا عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم فأشار إلى إن “هذا اليوم لن يمحى من الذاكرة الوطنية لان الشهداء رسموا طريق الاستقلال، ومن حقّهم أن نُعيد إليهم الاعتبار في هذا اليوم الوطنيّ ولا يجوز تحت أي ذريعة أن نمحو من ذاكرة اللبنانيين معاني وقيم هذا اليوم الوطنيّ، لانهم استشهدوا من أجل قيمٍ ومفاهيم وطنيّة وليس لانتمائهم الطائفي والمذهبي”.

بدوره، رأى رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى في بيان، في ذكرى شهداء الصحافة، أن “استمرار هذه الرسالة الانسانية الحضارية لا يزال يواجه عقبات كثيرة ليس اقلها غياب الحصانة الكاملة للصحافيين”.

وقال: “تصادف اليوم ذكرى السادس من أيّار، عيد شهداء الصحافة اللبنانية. وفي المناسبة نقف خاشعين أمام صحافيّين دفعوا حياتهم ثمن تمسّكهم بالحقيقة والكلمة الحرة. فمن أعواد المشانق إلى الاغتيالات رصاصاً أو تفجيرات، كتب هؤلاء الشهداء بالحبر القاني تاريخ لبنان طوال أكثر من قرن، مناضلين بالكلمة والقلم ضد المحتل والظالم، ووقفوا بجانب المظلوم والمستضعف، مواجهين كل أشكال العنف والتعسف. وبالأمس القريب، استشهد في الجنوب عدد من الإعلاميين على يد العدو الإسرائيلي، كما في غزة الجريحة، لخشية الاحتلال من قوة الحقيقة والشهادة الحرة على جرائمه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us