احتدامٌ واسع في الميدان الجنوبيّ.. وتحذير فرنسيّ لبيروت “لبنان في خطر”!

مع تصاعد حدّة المواجهات التي تشهدها الجبهة في جنوب لبنان، بين إسرائيل و”حزب الله”، برز أمس تهديد جديد أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي توعّد بـ “خطط تفصيلية ومهمة وحتى مفاجئة”، على الحدود مع لبنان.
في ظلّ هذا الواقع، استمرّ القصف المتبادل على الحدود الجنوبيّة، حيث نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على ميس الجبل، في وقت استهدفت مسيّرة إسرائيلية “بيك آب” كان متوقفًا عند مدخل بلدة حناويه في قضاء صور، من دون سقوط إصابات. وقد سارعت سيارة تابعة للدفاع المدني إلى إخماد النيران في السيارة.
وقرابة الواحدة إلا ثلث من بعد ظهر اليوم، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل.
هذا وأطلق الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، صواريخ اعتراضية فوق قرى القطاع الغربي، وصل صداها إلى صور.
فيما كان قد قصف ليل أمس، بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدتي علما الشعب ورامية.
وحلق الطيران الحربي بعد منتصف الليل فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.
كما حلق الطيران الاستطلاعي طوال الليل وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وأطلق القنابل الضوئية فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.
بالمقابل، أعلن “حزب الله”، أنّه استهدف عند الساعة (23:35) من ليل يوم الخميس تجمعًا لجنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالأسلحة الصاروخية.
في وقت أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ 14 فريق إطفاء عملوا على مدى ساعات طويلة لإخماد الحرائق في الجليل الأعلى حيث سقطت صواريخ “حزب الله” أمس.
احتدام واسع.. ولبنان في خطر!
يأتي ذلك بعد أن سُجل أمس احتدام واسع في الجبهة الجنوبيّة، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مقر القيادة الشمالية قائلًا: “مصممون على إعادة الأمن والسكان إلى الشمال، ولدينا خطط تفصيلية ومهمة وحتى مفاجئة”.
أمّا بالنسبة إلى الورقة الفرنسية لمنع تصعيد الحرب الإسرائيلية على لبنان، فترى باريس، وفق صحيفة “النهار”، أنّ ربط “حزب الله” انتهاء حرب غزة بقبول وقف إطلاق النار والورقة الفرنسية، هو بمثابة رفض للاقتراح الفرنسي بعدم التصعيد، وأنه يضع لبنان في خطر، وأن من مسؤولية رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب أن يضغطا من أجل إقناع الحزب بتنفيذ القرار 1701 الذي لا تلتزمه لا إسرائيل ولا “حزب الله”.
فعلى “حزب الله” أن يسحب سلاحه الثقيل لمسافة عشرة كيلومترات من الخط الأزرق على أن تتوقف إسرائيل في المقابل عن قصفها العنيف على الجنوب اللبناني خصوصًا وأن هنالك حوالى مئة ألف نازح من كلا الجهتين الإسرائيلية واللبنانية بسبب هذا القصف.
ثم إنه حسب الورقة، يجب إعادة تشكيل آلية اليونيفيل الثلاثية بين القوات الإسرائيلية والجيش اللبناني لضمان نوع من مراقبة وقف إطلاق النار ثم التوصل إلى استكمال تنفيذ الـ1701 بوقف الطيران الإسرائيلي من الدخول إلى الأجواء اللبنانية ونشر الجيش اللبناني على الحدود في الجنوب.
وترى باريس أن العائق الأساسي هو رفض “حزب الله” أي التزام بتنفيذ هذا القرار قبل توقف حرب غزة، وتحذر باريس السلطات اللبنانية من أنه لا يجب ربط مصير لبنان بصراع ليس صراعًا لبنانيًا، فباريس مدركة أن إسرائيل قلقة جدًا إزاء ما يحدث في الشمال وأنه لا يمكنها البقاء من دون القيام بأي خطوة. وباريس مدركة قلق الإسرائيليين مما يحدث في الشمال من نزوح ولن تبقى مكتوفة وتطالب الإسرائيليين بعدم التصعيد في لبنان كي لا يفتحوا جبهة ثانية أو ثالثة. وترى باريس أنه من مسؤولية رئيسي الحكومة والبرلمان تطبيق القرار 1701 ومنع التصعيد.
في السياق أيضًا، رأت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أنّ “أحد أكبر التهديدات التي تواجه إسرائيل في الساحة الشمالية يتمثل بالطائرات المسيّرة الصغيرة الحجم التي تحلّق على ارتفاع منخفض، ويصعب اعتراضها”.
وقالت الصحيفة إنّ “حربًا واسعة ضد “حزب الله”، أمر لا مفر منه، وستحدث في المستقبل القريب”.