إسرائيل و”الحزب” يتوعّدان بـ “المفاجآت”.. ما هو مصير جبهة الجنوب؟
فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ خطط “مفصلة ومهمة، بل مفاجئة” على الجبهة الشمالية، ردّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على التهديدات المتواصلة بأن على الإسرائيليين إنتظار “المفاجآت”، وذلك خلال كلمة له مساء الجمعة الفائت.
أما ميدانيًا، فيصعّد الجيش الإسرائيلي من استهدافاته، إن لناحية قصف مناطق في العمق اللبناني، أو لناحية استهداف السيارات وشخصيات “مهمة” في حزب الله، في حين بدأ “الحزب” باستعمال منظومة أسلحة وصواريخ لم يستخدمها من قبل.
وعلى وقع التوعُّد المتبادَل بـ “المفاجآتِ في الميدان” بين الجانبين، لا تهدأ الجبهة الجنوبية، وفي آخر مستجداتها، استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة قرب موقع لليونيفيل في الناقورة جنوبي لبنان اليوم الأحد بعد ليلة قصف عنيف استهدف أطراف بلدات كفرحمام والناقورة في وادي حامول وراشيا الفخّار، زبقين، اللبونة، حرج مركبا، والأطراف الشرقية لبلدة الخيام وشيحين.
وتحدثت مصادر عن سقوط قتيل وجريح في الغارة على الناقورة.
وعلى دفعتين، أطلق حزب الله رشقات صاروخية تحدث إعلام عبري أن إحداها أصابت هدفاً في مستوطنة شلومي من خلال سقوط صاروخ مباشر.
وأدّى سقوط عدد من القذائف عند أطراف بلدة رب ثلاثين لجهة بلدة الطيبة إلى اشتعال حريق في المكان حيث ناشد الأهالي الدفاع المدني التدخل.
كذلك أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن الجيش الإسرائيلي أطلق ليلا عدداً من القذائف المباشرة وبشكل متقطع على أطراف بلدتي زبقين وياطر.
كما أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط، ما أدى الى أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية والمنازل. وحلق الطيران الاستطلاعي طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط وصولا حتى مشارف مدينة صور، كما اطلقت القنابل المضيئة فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.
وفجر اليوم أطلقت نيران الرشاشات الثقيلة في اتجاه جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي.
هل يهدأ الميدان؟
وفق أوساط مطلعة لصحيفة “الأنباء الكويتية”، فإن استشراف مآلات الحرب المحدودة جنوباً صعب في ضوء عدم إمكان الجزم بما إذا كانت تل أبيب ستجعل أي هدنة في غزة، بحال وُلدت هذه المرة، تَسْري تلقائياً على الجبهة مع “حزب الله” أم أن تصعيداً ما قد يشكل “ممر النار” الإلزامي لوضع المسار السياسي الذي أرسا ركائزه الموفد الأميركي آموس هوكستين على سكة التنفيذ استناداً إلى نسخة “معدّلة” من القرار 1701 – كما تم تطبيقه منذ 2006 – تراعي ما ظهّرتْه المواجهات منذ 8 تشرين الأوّل الماضي من الحاجة الى ترتيبات أمنية أو ضماناتٍ على مقلبي الحدود.
الجنوب “خزان بشري” للحزب
إلى ذلك، أظهرت آخر دراسة لـ”الدولية للمعلومات” أنه منذ فتح “جبهة الإسناد” في جنوب لبنان ولغاية صباح 22 أيار الحالي قتل 305 عناصر في “حزب الله”، توزّعوا على 142 مدينة وبلدة لبنانيّة، بحيث كان العدد الأكبر من بلدة كفركلا (12 عنصراً) ثمّ من بلدتي عيتا الشعب ومركبا (9 عناصر من كل منهما)، ومن بعدهما 8 عناصر من كل من عيترون وبليدا والطيبة، وجميع هذه البلدات في جنوب لبنان، مشيرة كذلك إلى أن 52 في المائة من القتلى تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً.
وفي السياق، يلفت المحلل السياسي المعارض لـ”حزب الله” علي الأمين لصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أن الجنوب يشكل مسقط رأس أكثرية عناصر الحزب الذين يسقطون في الحرب، ويعزو هذا الأمر إلى أسباب عدة، موضحاً: “أولاً أن الغالبية الشيعية في لبنان من جنوب لبنان، و(حزب الله) يركز وجوده العسكري والأمني والاجتماعي في هذه المنطقة بشكل خاص، ثانياً أن طبيعة الحرب الجارية اتسمت بطابع استهداف إسرائيل عناصر الحزب ومقاتليه من خلال عمليات أشبه بعمليات اغتيال، إضافة إلى أن هذه الحرب لا تفترض مشاركة واسعة للمقاتلين، لأنها حرب صواريخ وقصف من قبل الحزب، وعمليات اغتيال وقصف من قبل إسرائيل، وبالتالي لم يعمد (حزب الله) إلى استدعاء مقاتلين أو تجنيد مقاتلين، كما كانت الحال في الحرب السورية التي تحتاج إلى عديد تفرضه طبيعة الحرب”.
ويضيف الأمين: “أما السبب الثالث فهو أنه في الحرب الجارية بالجنوب وبسبب ما سبق، يعتمد (حزب الله) على أبناء المنطقة الجنوبية والموجودين فيه بشكل أساسي. ما دام أن لا حاجة لوجود أعداد كبيرة، بل أقلية قادرة على الاحتماء والتخفي”.
وعن مدى قدرة تحمل الجنوبيين هذه الخسائر البشرية من أبنائهم، يقول الأمين إن “هذا أمر ملتبس وتشوبه جملة عوامل؛ أبرزها أن (حزب الله) هو القوة الحاكمة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وليست لدى أبناء الجنوب جهة تضمن لهم تعويض خسائرهم البشرية والمادية غيره، وإن وجدت فهي لا تصل إليهم إلا من خلاله أيضاً”، مضيفاً: “علماً بأن كل ضحية سواء كان جريحاً أو شهيداً، يحصل ذووه على تعويض مالي مباشر هو 25 ألف دولار، إضافة إلى راتب شهري دائم وضمان صحي ومساعدات أخرى”، عادّاً “الاعتراض أو الاحتجاج يعني للأهل خسارتين؛ الابن أو الزوج، وخسارة الموارد المالية التي تصل إليهم من (حزب الله) طالما لم يحتجوا أو يعترضوا”.
مواضيع ذات صلة :
بين الخسائر الفادحة ومحاولات التسلح.. هذا ما كشفته التقارير عن واقع حزب الله! | لئلا يقع الجيش في الفخّ | أسبوعٌ على وقف النار.. إسرائيل تنسف المنازل والمسيّرات تجوب سماء الجنوب! |