“نيران الجليل” تُشعل الجبهة الجنوبيّة.. “ضربة وشيكة” ودعواتٌ إسرائيليّة إلى “حرق لبنان”

لبنان 4 حزيران, 2024

توجّهت الأنظار في الأيام القليلة الماضية إلى جبهة جنوب لبنان، وسط تصاعد لافت في حدّة المواجهات والقصف المتبادل بين إسرائيل و”حزب الله”، من الاستهدافات التي طالت عناصر “الحزب” في مختلف المناطق الجنوبيّة بضربات مباشرة، إلى تدمير المنازل الحدوديّة، مقابل ارتفاع وتيرة “العمليات” التي يُعلن عنها “الحزب” والتي خلّفت حرائق هائلة في الشمال، في حين دعا وزير إسرائيلي إلى الردّ بحرق لبنان.

ضربة إسرائيلية في منتصف حزيران!

في ظلّ هذا الواقع، نقلت “سكاي نيوز” اليوم الثلاثاء، عن وسائل إعلام مقرّبة من “حزب الله”، أنّ رسائل دبلوماسية تُحذر من تهديد بضربة إسرائيلية وشيكة، وصلت إلى بيروت في الأيام الماضية.

كما لفتت في هذا السياق أيضًا، إلى أنّ الجانب البريطاني حدّد موعدًا للضربة الإسرائيلية على لبنان منتصف حزيران.

يأتي ذلك في وقت واصلت فرق الإطفاء الإسرائيلية، حتى صباح اليوم، محاولاتها للسيطرة على الحرائق الهائلة التي اندلعت في الجليل الأعلى والجولان من جراء صواريخ أطلقها “الحزب”.

وقد أفاد الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم، عن تمكن قواته من “السيطرة على بؤر انتشار النيران”، قائلًا إنه لا يوجد خطر على حياة السكان، وذلك بعد أن وصلت ألسنة اللهب إلى بعض الأحياء في كريات شمونة.

إذ التهمت الحرائق أجزاء من بعض المنازل في كريات شمونة ومرغليوت وبلدات أخرى، وكانت لا تزال مشتعلة حتى مساء أمس في أكثر من 15 موقعًا في الجليل والجولان.

كما قال الجيش الإسرائيلي إنّ 6 من جنود الاحتياط أصيبوا من جراء استنشاق الدخان، إثر الحرائق التي اندلعت في المناطق الشمالية.

بدورها، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأنّ ما لا يقل عن 11 شخصًا، بينهم 6 جنود احتياط، أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة الحرائق، التي التهمت نحو 4 آلاف دونم، في كافة القطاعات.

وزير إسرائيلي: حان الوقت ليحترق لبنان

هذه الحرائق أثارت غضبًا واسعًا في إسرائيل، حيث اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أنّ الحرائق في الشمال دليل إفلاس واستمرار لما وصفها بسياسة الاحتواء، قائلًا: “لو أسندت إليّ المسؤولية عن المقاتلات والصواريخ، لعرف حزب الله كيف يبدو ردّ إسرائيل الحقيقي”.

وأضاف بن غفير عبر منصة “إكس”، أنه “حان الوقت ليحترق لبنان”.

من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن الشمال يحترق ومعه أيضًا تحترق قوة الردع الإسرائيلية.

وأضاف أن حكومة نتنياهو هي حكومة الفوضى الكاملة، قائلًا إنه “ليس لدى الحكومة خطة لليوم التالي في غزة، ولا خطة لإعادة السكان إلى الشمال، ولا إدارة ولا استراتيجية”.

جنوب لبنان يشتعل أيضًا

بالمقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي ليلًا قنابل حارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق عند أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان، ما أدى إلى أضرار جسيمة في المزروعات واشجار الزيتون والصنوبر والسنديان.

على الفور، هرعت إلى المكان فرق الدفاع المدني وعملت على إطفاء الحرائق، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أطلق عددًا من القذائف المباشرة الثقيلة عند أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة، وعمد إلى رش مادة المازوت لإشعال النار بالأحراج المتاخمة للخط الأزرق في القطاع الغربي.

وقرابة الأولى والنصف من بعد منتصف الليل، تعرضت أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية في القطاع الأوسط إلى قصف مدفعي متقطع أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات.

كما استمر الجيش الإسرائيلي في إطلاق القنابل المضيئة حتى صباح اليوم، فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.

وفجرًا، أطلق نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه أطراف عيتا الشعب والضهيرة.

بالأرقام.. تقديرات حجم الأضرار في القرى الجنوبية!

من جانبه، كشف رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر عن حجم الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي على القرى الجنوبية، مشيرًا إلى أنّه يطال “جميع القطاعات والمنشآت والبنية التحتية وغالبية الأضرار لحقت بالمنازل. ووفق التقديرات التي لدينا حتى الآن، فإن عدد المنازل المهدمة هو 1700 منزل، وعدد المنازل المتضررة عددها 14000 منزل”.

فيما ذكر حيدر لـ “الأنباء الكويتية” “أنّ الإحصاءات الصحيحة والكاملة ستتضح بعد وقف الأعمال العسكرية وقيام مهندسينا بالكشف التفصيلي على الأضرار”.

وأشار حيدر إلى أن القطاع الآخر الذي لحقه ضرر كبير هو القطاع الزراعي، حيث “بلغت مساحات الأراضي الزراعية المحروقة حوالي 10.000 دونم معظمها تعرّض للقصف بالقنابل الفوسفورية التي تشكل خطرًا على الإنتاج الزراعي لسنوات عدة. كما طالت الأضرار البنى التحتية والمؤسسات التجارية والسيارات. وتم تقدير قيمتها، أي الأضرار المباشرة، بما فوق المليار دولار. هذا إضافة إلى الأضرار غير المباشرة التي تفوق هذه القيمة بأضعاف وأرقام كبرى”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us