“أيام أصعب” بانتظار جبهة الجنوب.. هل يقترب “الحزب” وإسرائيل من “الحرب الشاملة”؟

لبنان 6 حزيران, 2024

تشهد جبهة لبنان تصعيدًا غير مسبوق خلال الساعات والأيام الماضية، فيبدو أن حزب الله وإسرائيل يستعدان لأي سيناريو تصعيدي في المنطقة، في حين تكثر التحذيرات الأميركية والأوروبية و”اليونيفيل” المتخوّفة من توسّع هذا التصعيد.

وفي آخر المستجدات، صرح عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الخميس، متوجّهاً لرؤساء بلديات الشمال: “استعدوا لأيام أصعب”.

وذكر غانتس، أن “الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله”.

فيما ذكرت صحيفة “معاريف” اليوم الخميس، نقلًا عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: “نؤكد وجوب شن حرب شاملة على حزب الله والدخول إلى لبنان والقتال هناك”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن اسرائيل مستعدة للقيام بعملية عسكرية قوية في الشمال. وجاءت تصريحاته خلال جولة في كريات شمونة والمناطق الحدودية مع لبنان رفقة عدد من كبار قادة الجيش في القيادة الشمالية.

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم قوة الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، أندريا تيننتي، ليل أمس، إن الوضع في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل مثير للقلق وإن هناك احتمالا بأن يتوسع التوتر بشكل أكبر.

وأضاف تيننتي في مقابلة مع قناة “الجزيرة”، أن لدى اليونيفيل قنوات اتصال مع السلطات اللبنانية والجيش الإسرائيلي لتجنب نزاع واسع، يكون كارثة على المنطقة بأكملها، حسب قوله.

تطورات الميدان

ميدانيًا، قصف الجيش الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية تلة العزية بين كفركلا وديرميماس.

كما نفذت مسيرة إسرائيلية قرابة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم غارة بصاروخ موجه مستهدفة سيارة “رابيد” على طريق عيترون – بنت جبيل.

وأفيد عن إصابة مدني بجروح طفيفة، فيما لم تُصب “الرابيد” بالصاروخ بشكل مباشر.

في وقت أدى القصف الفوسفوري الذي تعرض له حرج مركبا إلى اندلاع النيران فيه.

هذا وقد حلّقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على علو منخفض وخرقت جدار الصوت في أجواء الجنوب وعلى دفعات.

وشهدت منطقة جزين تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي على علو متوسط.

كذلك نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الواحدة إلا ربعًا من بعد ظهر اليوم نفذ غارة مستهدفًا منطقة جبل كحيل في بلدة عيترون وملقيًا صاروخين جو – أرض على المنطقة المستهدفة.

وردًا على القصف الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل وآخرها في عيترون، ‏استهدف عناصر “حزب الله” مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في ‏محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر ‏مؤكدة فيها.

كما أعلن “الحزب” أنّه عند الساعة 03:25 من بعد ظهر اليوم، استهدف عناصره التجهيزات ‏التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة وتم تدميرها.

هذا وكانت طائرة مسيّرة إسرائيلية، قد أغارت عند قرابة العاشرة إلا ربعًا من صباح اليوم الخميس، بصاروخ موجّه على درّاجة ناريّة في ساحة بلدة عيترون.

وتحدّثت المعلومات عن سقوط قتيل وجريح.

كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي، فجر اليوم الخميس، على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفاً منزلاً غير مأهول، ما أدّى الى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة بالمكان، وفي مستودع لأدوات التنظيف والزيوت.

وقد تضررت عشرات المنازل بفعل تحطّم الزجاج والنوافذ، بالإضافة الى تسجيل اضرار جسيمة في البنى التحتية، وبخاصة في شبكتي الكهرباء والمياه.

وقد هرعت الى المكان فرق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية والدفاع المدني اللبناني لإخماد النيران ومعالجة الاصابات البشرية المتوسطة والطفيفة .

كما اغار الطيران الحربي قرابة الثالثة فجراً، على اطراف بلدة صديقين مستهدفاً منزلاً، ما ادى الى تدميره بالكامل والحاق اضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية.

وقرابة الثالثة والنصف من بعد منتصف الليل، شنّ الطيران غارة على منزل في حي الدبش عند أطراف بلدة عدشيت لجهة جبشيت.

وألقت الطائرات المغيرة صاروخي جو – أرض على المنزل المستهدف، فدمّرته، وهو خال من السكان.

كما تعرّضت صباحاً اطراف بلدة عيتا الشعب في القطاع الاوسط لقصف مدفعي مباشر.

وألقى الجيش الاسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق حتى صباح اليوم، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري وفوق الخط الازرق.

سيناريو الحرب الشاملة

إلى ذلك، قالت الباحثة تال بيري، رئيسة قسم الأبحاث في معهد “ألما” لصحيفة “معاريف”: “في حالة اندلاع حرب شاملة، ستمتص الجبهة الإسرائيلية حجما من النيران لم تشهده من قبل، بما في ذلك ما شهدناه في عام 2006”.

وأضافت، “إن القوة النارية الرئيسية لحزب الله هي الصواريخ والقذائف، هذه القوة قادرة على استهداف كامل أراضي دولة إسرائيل بشكل دقيق، والمنطقة التي ستكون تحت النيران الكثيفة ستكون المنطقة الشمالية بأكملها حتى حيفا، وفي هذه المنطقة، سيكون الجزء الأكبر من النيران صادر عن صواريخ قصيرة المدى، وبالتالي في الأسبوع الأول أو الثاني من الحرب، سيكون من المستحيل تقريبا أن يعيش المرء حياة طبيعية”.

وفقا للتقديرات يمتلك حزب الله 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ بمدى يصل إلى 80 كيلومترا، و5 آلاف صاروخ وقذيفة بمدى يتراوح بين 80 و200 كيلومتر، و5 آلاف صاروخ بمدى 200 كيلومتر أو أكثر، و2500 طائرة بدون طيار، ومئات الصواريخ المتقدمة، مثل الصواريخ المضادة للطائرات أو الصواريخ المجنحة.

وتابعت بيري، “منطقة غوش دان (تتكون من منطقتي تل أبيب والوسطى، وجزءا صغيرا من المنطقة الجنوبية) ستكون في مرمى بصر حزب الله، غوش دان ذات قيمة وسيركزون هناك، إطلاق النار عليها هو صورة للنصر، سيتم إطلاق النار على هذه المنطقة باستخدام الصواريخ، بعضها دقيق، صواريخ باليستية بشكل أساسي، بما في ذلك صواريخ فاتح 110 التي يمكن إطلاقها حتى 300 كيلومتر”.

وأكملت، “صواريخ فاتح 110 دقيقة للغاية، وكل صاروخ يحمل 500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، هذه هي قوة صاروخ بركان الذي يمكن أن ينفجر في فضاء غوش دان.”

وقالت بيري، “وعلاوة على ذلك، في سيناريو الحرب الشاملة، أتوقع أن يحاول حزب الله تنفيذ هجوم في الجليل، وإن لم يكن على نطاق الآلاف من مقاتليه كما حصل في هجوم حماس يوم 7 تشرين الأول، لكنه سيحاول بالتأكيد التسلل باستخدام العشرات إن لم يكن المئات، في منطقة مستهدفة. وحدة رضوان قادرة على القيام بذلك، يحتاجون فقط إلى إعطائهم التعليمات والأوامر”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us