المسيّرات الانقضاضيّة تُشعل جبهة الجنوب.. وخشية أممية من نزاع أوسع

لبنان 8 حزيران, 2024

رغم التصعيد غير المسبوق على جبهة جنوب لبنان خلال الأيام الأخيرة وارتفاع وتيرة تهديد المسؤولين الإسرائيليين، فإن احتمال اتّساع الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل لا يزال ضئيلاً، بعد المواقف الدولية التي أطلقت في الساعات الأخيرة وحملت تشديداً لافتاً على ضرورة ضبط النفس وتجنيب لبنان أي تصعيد.

وفي آخر المستجدّات، أعلن “حزب الله”، صباح اليوم السبت، أنّه نفّذ هجوماً جوياً بمسيّرة انقضاضية على مربض المدفعية المستحدث في منطقة سنئيم في مزارع شبعا اللبنانية ‏المحتلة استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود وأصابت هدفها بدقة.

وفي بيان آخر، أعلن الحزب أنه بعد رصد لقوات الجيش ‏الإسرائيلي في موقع الراهب، وعند تحرّك مجموعة من ‏جنوده، تم استهداف الموقع بقذائف المدفعية.

كما وأفادت “الوكالة الوطنية للاعلام” بتعرّض بلدة حولا حي المرج ووادي الدلافة لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف.

ويقوم الجيش الإسرائيلي المتمركزون داخل موقعي العباد والمنارة بالتمشيط بالأسلحة الرشاشة مباشرة على أحياء ومنازل بلدة حولا.

كما أفادت “الوكالة الوطنية” باندلاع حريق كبير في موقعي الجيش اللبناني واليونيفيل (الكتيبة النيبالية) قبالة مستعمرة المنارة على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الازرق، وتوجهت فرق الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية (مركز ميس الجبل التطوعي) والدفاع المدني اللبناني وآليات تابعة لليونيفيل للعمل على اخماد الحريق.

ضغط دولي للحدّ من التوتر

وكان رؤساء دول وحكومات كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا أصدروا بياناً في باريس ووزّعه قصر الإليزيه، أكدوا فيه أن الحفاظ على استقرار لبنان مسألة حيوية، مشدّدين على عزمهم لتضافر الجهود من أجل الحدّ من التوتر على طول الخط الأزرق تطبيقًا للقرار 1701، ودعا الرؤساء جميع الأطراف لضبط النفس وتجنب أي تصعيد في المنطقة.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر ديبلوماسية فرنسية لموقع “هنا لبنان” أنّ التواصل الفرنسي الأميركي سيستمر من أجل الضغط على جميع الأطراف في ضفتي لبنان وإسرائيل من أجل خفض وتيرة التصعيد وعدم توسع الجبهة واتساع رقعة الحرب.

كما أشارت المصادر الفرنسية إلى أنّ البحث تناول مبادرة فرنسا التي طرحها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه والجواب اللبناني عليها والتي تحتاج إلى معطيات عملية من أجل تنفيذها على الأرض عبر تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته. وقد أكد المجتمعون أنه لا يمكن تعديل هذا القرار ويجب الحفاظ على البند المتعلق بحرية تنقل قوات اليونيفيل وعدم اعتراض مهامها ويعود ذلك إلى عدم التمكّن من إصدار قرار في مجلس الأمن لا يصطدم بفيتو من بعض الدول وأبرزها روسيا والصين.

وتم الاتفاق بحسب المصادر على التنسيق والتشاور حول الوضع في جنوب لبنان وتأكيد فرنسا على الضغط على إسرائيل من أجل خفض تهديداتها، وهو ما يطالب به لبنان المجتمع الدولي بشكل دائم.

وكشفت المصادر الفرنسية أنّ المبادرات المطروحة من قبل الفرنسيين والأميركيين لا يمكن أن تطبّق طالما أنّ عناصرها لم تكتمل بعد بسبب ارتباطها بحرب غزة، وأكدت أنّ تطابقاً في وجهات النظر الأميركية والفرنسية قد حصل خلال القمة حيث أصبح لديهما قناعة بأن لا سلام سيحصل على جبهة لبنان الجنوبية وشمال إسرائيل بمعزل عن توافق جميع الأطراف المعنية لا سيما بالتفاوض مع إيران وحزب الله، إذ تم التطرق إلى المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة التي تجري في سلطنة عمان والتي تشمل كل ما يتعلق بإيران من الملف النووي وصولاً إلى الحرب التي تشنها أذرعها في المنطقة ضد إسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة.

كما ودعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس إلى “وقف الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود بين الدولة العبرية ولبنان”، معرباً عن قلقه من خطر نشوب “صراع أوسع نطاقاً تكون له عواقب مدمّرة على المنطقة”. وقال المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان إنّه “مع استمرار تبادل إطلاق النار حول الخط الأزرق، فإنّ الأمين العام يدعو الأطراف مرة أخرى إلى وقف عاجل لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701”. وأبدى الأمين العام أسفه “لأنّنا فقدنا بالفعل مئات الأرواح، ونزح عشرات الآلاف، ودُمرت منازل وسبل عيش على جانبي الخط الأزرق”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us