“سيناريو مُخيف” في جنوب لبنان.. هل تصل المواجهات إلى “نقطة اللاعودة”؟

فيما تشتعل جبهات القتال في غزة وجنوب لبنان، في ظلّ تعثّر أيّ مسار للحلّ، تتواصل المبادرات والجهود لا سيما تلك التي تقودها واشنطن من أجل إرساء هدنة في القطاع الفلسطيني ووضع حدّ لإطلاق النار على جبهة الجنوب اللبناني منعًا لتوسّع الحرب، وذلك من خلال الزيارة التي بدأها أمس وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط، للدفع بمبادرة الرئيس جو بايدن.
إذ نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين سياسيين، “أننا لن نتمكن من الوصول إلى تسوية في الشمال من دون التوصل إلى اتفاق في غزة”.
في ظلّ هذا الواقع، برزَ استبعاد إسرائيلي للحرب في جنوب لبنان، حيث نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ الحرب في لبنان ليست حتمية، وقد أبدينا انفتاحنا على الجهود الديبلوماسية لباريس وواشنطن”. فيما برز على الخط الموازي تأكيد من قبل “حزب الله” مفاده “أننا لا نريد الحرب، ولكن إن وقعت فإننا سنخوضها”.
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أنّ “الصراع الطاحن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أصبح موضع تركيز حاد في الأيام الأخيرة، بعد أن وصلت الضربات عبر الحدود إلى مستوى جديد من الشدة باستخدام أسلحة أكبر وأكثر تطورًا، ممّا عَمّق المخاوف من صراع شامل بين “حزب الله” وإسرائيل أو حتى حرب إقليمية.
وأشارت في تقرير إلى أنه “رغم أن المواجهة على الحدود الشمالية أصبحت غير محتملة، فإنّ قليلين يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية، باستثناء عناصرها الأكثر تطرفًا، تريد فتح جبهة ثانية”.
وبحسب التقرير، فإن “مشكلة الحرب المنخفضة الحدة هي أنها عرضة لسوء التقدير والتصعيد، وفي الأيام القليلة الماضية وصلت إلى مستوى خطير حقاً. إنها لحظة حساسة للغاية بين الطرفين. ومن الناحية المنطقية، لا يرغب أيّ من الطرفين في مواجهة بعضهما البعض في حرب شاملة، لكن السؤال هو عند أي مرحلة سيعبران نقطة اللاعودة”.
كما أشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تتمكن من فصل الوضع في الشمال عن الجنوب، مما تركها في “حلقة مفرغة” كما قالت سيما شاين، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية. وأضافت: “لم يتم اتخاذ قرار بعد، لكن يمكنني أن أقول لكم إن هناك ضغطًا متزايدًا في المؤسسة الأمنية للتوجّه نحو شيء أوسع”.
كذلك لفت التقرير إلى أنّ “العملية البرية خطيرة وأكثر صعوبة من غزة، ورجّحت تقديرات المحللين أنّ الضرر في إسرائيل سيكون شديدًا وفي لبنان كارثيًا. وخَلُصت إلى أن السيناريو المخيف المتمثّل في الدمار الواسع النطاق في لبنان وإسرائيل، من خلال الصراع المتصاعد الذي يمكن أن يجذب المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن إلى القتال، دفعَ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحذير إسرائيل من فكرة الحرب المحدودة في لبنان”.
مواضيع ذات صلة :
![]() توغل إسرائيلي في عدد من قرى القنيطرة ودرعا بسوريا | ![]() هل تصعد إسرائيل ضرباتها؟.. هذا ما يقوله خبير عسكري لـ”هنا لبنان” | ![]() خطة أميركية جديدة للجنوب… وتجاوب إسرائيلي! |