زحمة دبلوماسية ملحوظة ومساعٍ لـ “فرملة” الحرب.. لبنان على عتبة “الانفجار الكبير”!

لبنان 13 حزيران, 2024

في ظلّ التصعيد الكبير الذي شهدته الجبهة الجنوبيّة أمس على خلفية غارة جويا التي أدت إلى مقتل أحد أبرز القادة الميدانيّين في “الحزب”، الذي ردّ بوابل من الصواريخ استهدفت مواقع إسرائيلية عدّة، لا تزال واشنطن تعمل على تفعيل محرّكات التهدئة والدفع باتجاه وقف إطلاق النار في جنوب لبنان.

في هذا الإطار، جدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة دعواته إلى حل ديبلوماسي بين إسرائيل ولبنان، وقال في مؤتمر صحافي: “ليس لديّ شك في أنّ أفضل طريقة للتوصل إلى حل دبلوماسي في الشمال، هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدرًا هائلًا من الضغط”.

وليلًا، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أبلغ نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ الإدارة الأميركية غير معنية بتصعيد المواجهة في الشمال.

إلى ذلك، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “الجمهورية”، أن “القنوات الدبلوماسية شهدت زحمة ملحوظة في الأيام الأخيرة، وحملت إلى لبنان، إشارات ورسائل مباشرة وغير مباشرة من مستويات دولية متعددة، لا سيما من الأميركيين والفرنسيين بالدرجة الأولى، تحثّ الجانب اللبناني على العمل على خفض التصعيد والضغط على “حزب الله” لتجنّب الانزلاق إلى حرب، وفي الوقت نفسه تمارس واشنطن ضغطًا متزايدًا على إسرائيل، ويبدو أنها نجحت في فرملة الاندفاعة الإسرائيلية إلى الحرب”.

في هذا السياق أيضًا، أشارت “الجريدة” الكويتية، إلى أنّ حركة الاتصالات الهادفة إلى خفض التصعيد ومنع اندلاع حرب شاملة، نشطت في الكواليس السياسية والدبلوماسية.

وبحسب ما كشفت مصادر لبنانية على صلة بالمفاوضات الساعية لإرساء حل دبلوماسي يوقف مواجهات الجبهة الجنوبية، فقد شهدت الأيام الماضية تنسيقًا أميركيًا قطريًا حول العمل على إيجاد آلية لتطبيق القرار 1701.

وقالت المصادر لـ”الجريدة” الكويتية: “قبل فترة زار مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين دولة قطر وبحث مع المسؤولين القطريين سبل المساعدة لمنع تفاقم الصراع بين حزب الله وإسرائيل”. وأضافت: “انطلاقًا من هذا اللقاء بدأت دولة قطر تتحرك على خط التواصل مع لبنان في سبيل خفض التصعيد وتحضير الأرضية لإرساء اتفاق بعد وقف الحرب في غزة”.

ووفق هذه المعطيات، فإن الحراك القطري على الساحة اللبنانية، سيكون وفق مسارين يلتقيان في النهاية، الأول هو مسار تطورات الوضع في الجنوب، والثاني هو المسار السياسي في سبيل الوصول إلى تسوية تنتج رئيسًا للجمهورية وتعيد تشكيل السلطة.

وفي إطار الاتصالات، فقد حصل اجتماع افتراضي بين هوكشتاين والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للبحث في تطورات الوضع اللبناني، خصوصًا أن فرنسا تسعى لأن يكون لها دور أساسي في إرساء التهدئة في الجنوب، وبالملف الرئاسي.

وقال المصدر اللبناني إنّ “الفرنسيين تواصلوا مؤخرًا مع الإسرائيليين في إطار العمل على إنجاح مبادرتهم، وإن باريس تلقت إشارات من إسرائيل حول الاستعداد للوصول إلى اتفاق دبلوماسي بدلًا من الحرب”، مؤكدًا أن “باريس وواشنطن ستواصلان العمل لمنع حصول انفجار كبير في جنوب لبنان ولعدم اندلاع حرب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us