ليل ساخن جنوباً.. قلقٌ دولي وحذر شديد من تصاعد المواجهة!

يشهد جنوب لبنان تصاعدًا في التوترات نتيجة للغارات الجوية العنيفة التي تشنها إسرائيل بانتظام على المواقع في المنطقة، حيث تدخل المواجهة بين “حزب الله” وإسرائيل في دائرة الاشتعال الأشد حدّة وضغطاً واتساعاً، ما يضع جنوب لبنان على حافة الهاوية، وينذر بتدحرج الوضع العسكري نحو توسعة القتال.
وفي السياق، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم الذي استهدف منزلاً في بلدة جناتا جنوبي لبنان لم يكن اغتيالًا لمسؤول في حزب الله بل استهدافاً لمقر للحزب.
في حين، أكدت وسائل إعلام إسرائيليّة بأن الولايات المتحدة حذّرت إسرائيل من أنّ أي خطوة عسكرية في لبنان قد تخرج عن السيطرة.
وعلى الصعيد الميداني، أدت الغارة الاسرائيلية التي استهدفت ليل أمس بلدتَي جناتا- دير قانون النهر قضاء صور إلى استشهاد السيدتَين سالي سكيكي ودلال عزالدين واصابة نحو عشرين شخصا غالبيتهم من الاطفال والنساء .
وأفادت” الوكالة الوطنية للإعلام” بأن المنطقة المستهدفة تعتبر الأقرب إلى ضفاف الليطاني والتي يشملها القرار 1701.
وشهدت أجواء قرى وبلدات قضاء صور تحليقاً مكثفاً للطائرات الإسرائيلية الاستطلاعية.
وكانت الغارة التي شنت على بلدة جناتا مساء أمس الخميس، استهدفت منزلًا مؤلفًا من 3 طبقات.
وخلفت الغارة دمارا كبيرا في المكان والمنازل المجاورة، كما اندلعت النيران في منشرة أخشاب مجاورة للمبنى المستهدف.
وكان حزب الله قد أطلق أمس الخميس من جنوبي لبنان، نحو 150 صاروخًا ومسيّرة باتجاه شمال إسرائيل، ما أدى إلى اندلاع حرائق في 15 موقعًا بالجولان والجليل. ودوت صفارات الإنذار شمالي إسرائيل جراء الهجمات.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بجرح شخصين إثر سقوط قذيفة على منزل في مستوطنة كاتسرين.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “حرائق اندلعت في الشمال والجولان بعد استهدافها برشقات صاروخية من لبنان”.
وأفاد مصدر في حزب الله لـ”الجزيرة” أنّ “الهجوم الذي نفذناه اليوم هو الأوسع والأشمل منذ 8 تشرين الأول”.
وتزامناً مع هذا الهجوم، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت أطراف بلدة حاريص وغارة أخرى على خراج بلدة القطراني في جبل الريحان بمنطقة جزين.
كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على حرش بركات على أطرف جديدة مرجعيون الشمالي.
تزامن ذلك، مع غارة إسرائيلية نفذتها مسيّرة بصاروخ موجه مستهدفة منزلا في محيط جبانة بلدة عيناتا، ما أدى الى تدميره، وأفيد عن وقوع إصابة.
قلق أميركي
على وَقع التصعيد المتواصل، قال مسؤول أميركي كبير لـ”رويترز” إنّ “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من أن الأعمال القتالية على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية قد تتصاعد إلى حرب شاملة”، مضيفاً أنّ “هناك حاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة، وأنّ وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً”.
وأضاف: “أجرينا محادثات باستمرار وبشكل عاجل في أوقات مختلفة مع إسرائيل ولبنان على مدى الأشهر الثمانية منذ بداية الأزمة… لمنعها من التطور إلى حرب شاملة قد يكون لها تداعيات على أماكن أخرى في المنطقة”.
وأكد المسؤول الأميركي أنّ “العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في لبنان يوم السادس من تشرين الأول (أكتوبر) ليس خياراً مقبولاً أو ممكناً”.
وتابع قائلاً: “هذا يتطلب ممارسة ضغوط شديدة على النظام. سيؤدي ذلك إلى استبعاد تبرير “حزب الله” لشنّ هذه الهجمات، وأعتقد أن ذلك سيفسح المجال لحل الأمر ديبلوماسيّاً”.
كما أكد أنّه “لا يكفي مجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار… يجب أن يكون هناك ترتيب يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى منازلهم في الشمال”.
قمّة ثلاثية
وفي تطور مفاجئ، اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امس: “اتفقنا على عقد قمّة ثلاثية فرنسية- أميركية- إسرائيلية للبحث في خريطة طريق لنزع فتيل التوترات بين “حزب الله” وإسرائيل”.
وورد في مسودة بيان ختامي من المقرّر أن يصدر عن قمة “مجموعة السبع” هذا الأسبوع، أنّ “قادة المجموعة يعبّرون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة”.
وكانت مصادر ديبلوماسية مطلعة كشفت لـ”الجمهورية” عن تقرير ورد من واشنطن قبيل عودة السفيرة الاميركية الوشيكة في لبنان ليزا جونسون، ويتحدث عن قمة ثلاثية اميركية ـ فرنسية ـ اسرائيلية ستنعقد وشيكاً، في مسعى لوقف الحرب في المنطقة وتحديداً وقف الحرب على غزة لينسحب على الجبهة الجنوبية اللبنانية وفق صيغة تمّ التوصل إليها في القمة الاخيرة بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون.
مواضيع ذات صلة :
![]() عرقلة “اليونيفيل” لعرقلة القرار 1701 | ![]() غارات إسرائيلية على جنوب لبنان والبقاع | ![]() السنيورة: ما يجري ضد “اليونيفيل” هو الجنون بعينه |