حراك أميركي لـ”ضبط الإيقاع” جنوبًا.. وتحذير أممي من نشوب صراع أوسع

لبنان 16 حزيران, 2024

لا يزال الوضع الميداني في الجنوب على حاله من التصعيد بين إسرائيل و”حزب الله”، ما استدعى ارتفاع منسوب المخاوف من دفع المنطقة إلى صراع أوسع، فتم الإعلان عن قيام الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين بزيارة عاجلة لكل من تل أبيب وبيروت في مهمة طارئة بتكليف من الإدارة الأميركية؛ سعياً وراء “ضبط إيقاع المواجهة” بين طرفي القتال، إسرائيل و”حزب الله”.

وفي هذا الإطار، حذر مسؤولان في الأمم المتحدة في لبنان من أن هناك خطراً “حقيقياً للغاية” من أن يؤدي أي سوء تقدير على الحدود الجنوبية للبنان إلى نشوب صراع أوسع نطاقاً بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.

وقالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت ورئيس قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان أرولدو لازارو إنهما “يشعران بقلق عميق” حيال التطورات على حدود لبنان في الآونة الأخيرة.

وقال المسؤولان في بيان مكتوب: “خطر أن يكون هناك سوء تقدير يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع نطاقاً حقيقي للغاية. ندعو كل الجهات الفاعلة على طول الخط الأزرق لإلقاء الأسلحة والالتزام بطريق السلام ونحث على وقف إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي وديبلوماسي وهو الحل الدائم الوحيد”.

وفيما اعتبر مراقبون أن هذا التصعيد الإسرائيلي والتهديد بعملية واسعة يهدف الى زيادة الضغط على حزب الله للتراجع الى شمال الليطاني، لفتت مصادر أمنية مواكبة للتطورات لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن الحزب يرفض الرضوخ للشروط الإسرائيلية. وهو ما دفع الادارة الاميركية الى الطلب من موفدها آموس هوكشتاين التوجه إلى المنطقة والعمل على منع الأمور من الانزلاق باتجاه حرب شاملة.

وعزت المصادر سبب إيفاد هوكشتاين إلى التخوف من انفجار خارج عن إرادة الطرفين تفرضه تطورات ميدانية ولا أحد قادر على التحكم به، على غرار حرب تموز 2006.

ووفق المصادر فإن التحرك الأميركي مع إسرائيل يصب باتجاه لجم أي اندفاعة نحو حرب على لبنان.

ورأت المصادر أن إطالة الحرب في غزة يزيد المخاطر على الحدود اللبنانية، لاسيما ان اسرائيل وواشنطن لن تقبلا بعودة الوضع في جنوب لبنان الى ما كان عليه قبل 8 تشرين أول الماضي. وفي المقابل يرفض حزب الله الانكفاء الى شمال الليطاني.

وتحمّل الإدارة تحمّل الحزب مسؤولية مبادرته إلى التصعيد، بحسب ما يؤكّد مصدر دبلوماسي غربي لصحيفة “الشرق الأوسط” بقوله إن لا مبرر لقيامه بتوسيع رقعة المواجهة، مع أنها جاءت من وجهة نظر الحزب في أعقاب اغتيال إسرائيل لواحد من أبرز قادته الميدانيين، طالب سامي العبد الله.

وعلمت “الشرق الأوسط” أن زيارة هوكشتاين لبيروت تزامنت مع عودة السفيرة الأميركية لدى لبنان، ليزا جونسون، التي التقت ليل أول من أمس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وقيّمت معه الوضع المشتعل في الجنوب، الذي بلغ ذروته في الساعات الأخيرة، وما يمكن القيام به للإبقاء عليه تحت السيطرة ومنعه من أن يتدحرج نحو توسعة الحرب، خصوصاً أن واشنطن لن توفر، كما تقول، الغطاء السياسي لتوسعتها.

وتلفت مصادر نيابية إلى أن المدخل لتهدئة الوضع جنوباً يبدأ بوقف النار في غزة، وهذا ما تتفهمه واشنطن، وإلا لماذا أوقف هوكشتاين تشغيل محركاته بين تل أبيب وبيروت لإعادة الاستقرار على امتداد الجبهة الشمالية، انطلاقاً من تطبيق القرار 1701 الذي كان موضع تفاوض بينه وبين الرئيس نبيه بري بالإنابة عن “حزب الله”، وبموافقة ضمنية من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبل أن يقرر معاودة تحركه استجابة لمهمة طارئة بتكليف من الإدارة الأميركية التي تتعامل بجدية مع التهديدات الإسرائيلية للبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us