التهديدات و”النصائح” مستمرّة… ولبنان أمام خيارين: حرب أو لا حرب؟

لبنان 23 حزيران, 2024

في الآونة الأخيرة، تفاقمت التوترات في لبنان بشكل ملحوظ، خاصة في ضوء التصعيدات العسكرية في الجنوب والتهديدات المتزايدة التي تواجهها البلاد.

كما تشهد الجبهة الجنوبية سباقا محموما بين التصعيد والتهدئة، مع تزايد “النصائح” إلى لبنان من دول شقيقة وصديقة بوجوب الاستجابة إلى المساعي الدولية الهادفة تجنيب لبنان حربا واسعة، قد تؤدي إلى تداعيات خطرة على كل المنطقة.

وكانت قد نفت أمس وكالة “رويترز” نشر تقرير يفيد بأن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال 48 ساعة، وذلك بعد تداول تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تنقل عن الوكالة ذلك.

وقال متحدث باسم رويترز: “أي مزاعم بأن رويترز ذكرت أن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة غير صحيحة. رويترز لم تنشر هذا الأمر”.

تطمينات وتفاهم

من جانبها، نقلت “الأنباء الكويتيّة” عن مسؤول لبناني، قوله: “ان هناك صيغة يُعمل عليها يمكن ان تؤدي إلى تدوير الزوايا، نتيجة الربط مع الجبهة اللبنانية ودخول حزب الله كعامل ضاغط جدا في معادلة التفاوض من خلال الميدان، بما عزز من موقع حماس في المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة والتي لم تتوقف يوما، وهي مستمرة من أجل الوصول إلى تفاهم على آلية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تحولت إلى أممية عبر مجلس الأمن الدولي”.

والأهم في المعلومات التي كشفها المسؤول هو ان “تفاهما قائما داخل المحور الذي تقوده إيران، على انه مهما بلغ التصعيد الإسرائيلي والعمليات الحربية عنفا، يجب إمرار شهر تموز المقبل بلا ردات فعل كبيرة تؤدي إلى الانفجار الواسع، وان من تحمل الاستفزازات الإسرائيلية على مدى 8 أشهر يستطيع تحملها شهرا إضافيا، مع الحفاظ على خطوط حمراء لا يمكن القبول بمساسها، وهي عدم السكوت على اي استهداف يطال العمق اللبناني ويقترب من تخوم العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية”.

وأكد المسؤول “انه وصل إلى لبنان تطمينات تفيد بأن التفاهم الإيراني – الأميركي على عدم توسعة الحرب لايزال قائما، ولا ضير في تحمل حزب الله المزيد من الاستفزازات الهادفة لجره إلى الحرب الواسعة، وان تفويت الفرصة على الإسرائيلي تحتاج مزيدا من الصبر إلى حين الوصول إلى وقف لإطلاق النار، وبدء التفاوض حول تطبيق الشق السياسي من القرارات الدولية التي تخص لبنان، ولاسيما القرار 1701، والمتصل بتثبيت الحدود البرية وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي لاتزال تحتلها إلى خلف خط الحدود الدولية”.

لا نية للحرب

كما قال مصدر مطلع لـ”الأنباء” الكويتية إن “كل التأكيدات التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين تفيد بانه لا نية للذهاب إلى حرب، وان الجميع يحذر من خطأ في الحسابات او تقديرات خاطئة، وبالتالي ليس هناك قرار متخذ في هذا الشأن، وإنما الخشية من ان يؤدي استمرار التصعيد إلى انفلات الوضع، وهنا أهمية استمرار الاتصالات السياسية”.

وأضاف المصدر أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يواجه خلافا واسعا مع الجيش، حيث خرجت معارضة قيادات عسكرية لسياسته وقراراته إلى العلن. في حين ان إسرائيل منذ تأسيسها قبل 76 سنة قامت على قوة الجيش. ومعظم الذين تداولوا الحكم وتسلموا المناصب السياسية خرجوا من صفوف العسكر. وبالتالي يدرك نتنياهو انه لا يستطيع الذهاب بعيدا في نهج لا يوافق عليه الجيش”.

قلق خارجي

 

وفي سياق آخر، أعلنت امس الخطوط الجوية الكويتية، زيادة أحجام طائراتها المتجهة إلى بيروت، لزيادة السعة الاستيعابية للركاب الراغبين بالعودة إلى الكويت. وقالت الخطوط في بيان لها نشرته عبر حسابها على منصة “إكس” أن إجراءاتها تأتي بالتنسيق مع وزارة الخارجية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة. وفي وقت سابق دعت وزارة الخارجية الكويتية، مواطنيها الى “العدول عن التوجه إلى لبنان في الوقت الحالي وذلك نظرا للتطورات الأمنية المتعاقبة التي تمر بها المنطقة”. ودعت الوزارة من تتعذر عليه المغادرة للتواصل مع سفارتها بـ”شكل فوري” .

من جانبها، أكدت مصادر ديبلوماسية أن دعوة السفارة الكندية لمواطنيها بوجوب مغادرة لبنان، هو طلب منشور على موقع السفارة منذ تاريخ ٧ تشرين الأول وليس جديداً، إضافة إلى أنه إجراء روتيني تحذيريّ يترافق مع الأحداث الأمنية في البلد فقط لا غير.

وفي السياق اوضح وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري أن مواقع إلكترونية تبثّ أخبارا لا أساس لها من الصحة، زاعمة ان دولا أوروبية وغربية منها ألمانيا والنمسا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا تسحب سفراءها من لبنان. واشار الى “أن هذا النمط من الاخبار الكاذبة يندرج في إطار الحرب النفسية التي غالبا ما يلجأ اليها الجيش الاسرائيلي ويغذّيها بمختلف الوسائل”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us