الجنوب في دائرة “القلق الشديد”.. ووزراء يضعون خططًا للمواجهة!
تدخل المواجهة بين “حزب الله” وإسرائيل في دائرة الاشتعال الأشد حدّة وضغطاً منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، ما يضع جنوب لبنان على حافة الهاوية، وينذر بتدحرج الوضع الأمني نحو توسعة القتال، وهذا ما أبلغه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لمبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين، أمس، إذ قال إن الانتقال إلى “مرحلة جديدة” في غزة، ينذر بتسخين مُحتمل على خط المواجهة مع لبنان.
وفي السياق، رأت مصادر ديبلوماسية من باريس أن توسع المواجهات على جبهة جنوب لبنان ينطوي على مخاطر هائلة ليس في الامكان تقدير حجمها أو التحولات التي يمكن أن تنتج عنها.
وردًا على سؤال، أشارت المصادر لصحيفة “الجمهورية” إلى أن تحذيرات فرنسية مباشرةً من استمرار المواجهات أبلغت الى كل الاطراف. وقالت ان “باريس تواصل مساعيها مع الجميع وتشارك بشكل مباشر المساعي الاميركية لإبقاء الامور تحت السيطرة، وبلوغ حل ديبلوماسي ما زال ممكنًا.”
كما ووصف مصدر رسمي رفيع الوضع بأنه يراوح في دائرة القلق الشديد، خصوصًا أن التهديدات الاسرائيلية بالشكل المكثف التي تتوالى فيه توحي وكأن الجيش الإسرائيلي على وشك القيام بعمل عسكري ضد لبنان.
وقال لصحيفة “الجمهورية”: “اذا ما تمعنّا بمجريات الميدان العسكري، يتبين بوضوح ان الميدان لا يشي بحرب، حيث لم يطرأ اي تعديل او تغيير عما هو سائد فيه منذ 8 تشرين الاول، حيث ان الوقائع العسكرية تبدو اقل حدة من التهديدات والترويجات والتخويفات التي تواكبها.”
واشنطن: لتجنب التصعيد
إلى ذلك، حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين إسرائيل على تجنب مزيد من التصعيد في لبنان، وذلك خلال محادثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن.
ويجري غالانت زيارة إلى واشنطن يسعى خلالها إلى إعادة التأكيد على متانة العلاقات مع أكبر حليف لإسرائيل، بعدما تسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو في الأيام الأخيرة بحلقة جديدة من التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهمها بتأخير تسليم شحنات الأسلحة والذخيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن “بلينكن شدد على أهمية تجنب مزيد من التصعيد للنزاع والتوصل إلى حل دبلوماسي يتيح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية العودة إلى منازلها”.
خطة للتعامل مع احتمالات الحرب
في ظل الواقع المتدهور، كشف وزراء لبنانيون عن خطط لمواجهة احتمال توسع الحرب مع إسرائيل تشمل إجراءات طوارئ صحية ومراكز لإيواء النازحين ومساعدات غذائية.
وقال وزير الصحة العامة، فراس الأبيض، إن وزارته “أطلقت خطة طوارئ الحرب، ورفعت الجاهزية”، بينما أوضح مصدر في الوزارة لـ”الشرق الأوسط أن “خطة الطوارئ ليست نتيجة ورود معلومات بحتمية وقوع الحرب، لكن المسؤولية تفرض على وزارة الصحّة وكل الوزارات والإدارات الرسميّة أن تتحسّب لأي مفاجأة”.
وبدوره، أكد وزير الشؤون الاجتماعية، هيكتور حجّار، لـ”الشرق الأوسط” أنه “وضعنا عدداً من السيناريوهات للمواجهة”.
مواضيع ذات صلة :
 ميقاتي: وقف إطلاق النار في يد إسرائيل |  تغيير جغرافي وديموغرافي يبدأ من الجنوب |  إطلاق صواريخ نحو تل أبيب وحيفا.. وإغلاق مطار بن غوريون |
