المواجهات مستمرّة في الجنوب… و”تفاؤل لبناني حذر” بوقف النار في غزة!

لبنان 14 تموز, 2024

لا يزال التوتّر يسود في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، حيث شهدت المنطقة تصاعداً في القصف المدفعي والغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع حزب الله. كما أنّ الأحداث الأخيرة أسفرت عن تصاعد التوترات، مما يزيد من التحديات الأمنية في المنطقة.

حال الجبهة الحنوبية

وفي آخر المستجدّات الميدانية، تعرّضت بلدة عيتا الشعب أمس السبت لقصف مدفعي متقطّع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو قصف أهدافاً عدّة تابعة لـ”حزب الله ” في مناطق متفرّقة من جنوب لبنان.

وقال الجيش إنّه استهدف منصّة إطلاق صواريخ في بلدة رب ثلاثين انطلقت منها صواريخ باتجاه كريات شمونة.

وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن قرى القطاعين الغربي والأوسط شهدت طيلة الليل الفائت، وحتى صباح اليوم إطلاق القنابل المضيئة وتحلبق الطيران الحربي.

وفي الحدث الأبرز أمس، استهدفت مسيّرة اسرائيلية من نوع كواد كابتر سيّارة على طريق الخردلي محلة عين القصب، تبيّن لاحقاً أن في داخلها محمد حلاوي وعضو بلدية كفركلا ممثل حركة “امل” موسى سليمان، اللذين قضيا في الاستهداف، بينما كانا يقومان بتعبئة المياه من عين القصبة لأخذها إلى المواشي في بلدة كفركلا. ونعت حركة “أمل” لاحقاً العنصر سليمان .

كما استهدفت، أمس، مسيرة إسرائيلية سيارة لقيادي في “حزب الله”  على أطراف بلدة كفرتبنيت في قضاء النبطية.

من جهته، أعلن “حزب الله” أنّه استهدف تجمّعًا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية وإنتشاراً للجنود في محيط موقع معيان بصواريخ فلق والتجهيزات التجسسيّة في موقع راميا ومبان يستخدمها الجنود في مستعمرة مرغليوت وانتشاراً للجنود في محيط ثكنة بيت هلل بصواريخ فلق. ومساء أمس أعلن “الحزب” أنّه قصف مستوطنة كريات شمونةبعشرات صواريخ الكاتيوشا. وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة أنّ أربعة إسرائيليين أصيبوا بجروح جراء إطلاق صواريخ من لبنان على كريات شمونة.

تفاؤلٌ حذر

وفي سياق متّصل، اعتبرت مصادر لبنانية بارزة أن التهدئة بين حركة “حماس” وإسرائيل في حال حصولها من دون شروط مسبقة تضعها تل أبيب، ستؤدي حكماً الى الدخول في مرحلة سياسية جديدة يُفترض أن تنسحب على جنوب لبنان، بنزع فتيل التفجير لقطع الطريق على توسعة الحرب، تحضيراً للتوصل إلى تسوية تعيد إليه الاستقرار بتوقف “حزب الله” عن إسناده للجبهة الغزاوية.

وأكدت المصادر في حديث لـ”الشرق الاوسط”، تفاؤل القوى السياسية الحذِر حيال وقف النار في غزة، لم يأت من فراغ، كاشفة أن قيادة “حماس” ليست بعيدة عن نفحة التفاؤل، وأن مسؤوليها على الساحة اللبنانية كانوا أسرّوا بذلك إلى حلفائهم، وأولهم “حزب الله”، بأن منسوب الضغط الدولي والعربي على نتنياهو أخذ يزداد، لكن لا شيء نهائياً قبل أن يبلغ التفاؤل خواتيمه.

المواقف الداخلية

وفي المواقف الداخلية، شدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على “أن الوضع في لبنان لا يمكنه انتظار تسوية الوضع في غزة”، منادياً بضرورة اتخاذ الحكومة تدابير حاسمة وفورية بشأن جبهة الجنوب، لناحية تطبيق القرار 1701، حيث جدد التأكيد أن “فتح جبهة الجنوب خطيئة كبرى وليس خطأ”.

وتطرّق جعجع خلال حفل تسليم بطاقات الانتساب لدفعة جديدة من المنتسبين في منطقة البقاع الشمالي، إلى الملف الرئاسي، حيث شدّد على رفضه الكامل لما يشاع عن أن انتخاب الرئيس العتيد سيكون عبر مجلس نوّاب 2026، مؤكدًا أن “القوات اللبنانية” تعمل بكل قواها لضمان عدم ترحيل معركة انتخاب الرئيس إلى ما بعد الإنتخابات النيابيّة المقبلة.

وفي هذا الإطار، دعا النواب الوسطيين إلى تحمل مسؤولياتهم والمساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية بشكل فوري، معتبرًا أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية. بالنسبة إلى الدور الذي يلعبه “حزب الله” في الداخل اللبناني، أكّد جعجع أن لا دولة يمكن أن تقوم بوجود حزب مسلح خارج إطار الدولة. وأوضح أنه لضمان استقرار لبنان وأمان اللبنانيين، يجب على الحكومة أن تبادر فوراً إلى تطبيق القرار 1701 من طرف واحد، مشددًا على ضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بدلاً من “حزب الله”، لتحقيق السيادة الوطنية وحماية الحدود.”

من جهته، حيّا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط الصمود في غزة وفي جنوب لبنان مضيفاً “ما يجري اليوم يتطلب منّا الوقوف معاً بوجه تحديات المرحلة المصيرية على الوطن ومستقبله، وعدم مقاربتها بمزيد من الانقسامات”.

وكان قد تلقّي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي الذي شدّد على “السعي لمعالجة الأوضاع المتوترة في جنوب لبنان وغزة، والعمل معاً من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى “أنه سيقوم بزيارة للبنان في وقت قريب”، وقال: “لقد أثرتُ مخاوفي بشأن تصاعد التوترات على حدود لبنان وتزايد احتمال سوء التقدير”، معتبراً أن «توسيع الصراع ليس في مصلحة أحد، وتريد المملكة المتحدة أن ترى هذا الأمر يتم حله سلمياً من خلال تسوية تفاوضية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us