إسرائيل تتوعّد بضرب “كلّ مكان” في لبنان.. ومخاوف من “حرب استنزاف طويلة”!

تتواصل المواجهات الميدانيّة بين إسرائيل و”حزب الله” منذ حوالي عشرة أشهر، بعد أن وصل التصعيد إلى “نقطة الحسم” التي تُنذر بتحوّل حرب جنوب لبنان إلى حرب شاملة لطالما كثرت التحذيرات من تداعياتها الكارثيّة.
على الصعيد الميداني، شنت مسيرة إسرائيلية غارة مستهدفة سيارة عند الطريق التي تربط بلدة يارين ببلدة الجبين في القطاع الغربي.
وفي وقت لاحق، أفادت وزارة الصحة بإصابة 3 أشخاص بجروح نتيجة استهداف السيارة قرب يارين.
بينما أشارت “الحدث” إلى مصرع شخص في الغارة.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، قد نفذ قرابة الثالثة والربع من بعد منتصف الليل، غارة عنيفة على بلدة الدوير مستهدفًا منزلًا غير مأهول يعود للمواطن أبو مالك عبد حسن رمال، في حي ريشوم، ودمرته بالكامل.
وعلى الفور حضرت إلى المكان المستهدف فرق الإسعاف، حيث لم يفد عن وقوع إصابات.
كما تسببت الغارة بأضرار طالت عشرات المنازل وألواح الطاقة الشمسية في محيط المنزل المستهدف.
كذلك أغار الطيران الحربي الإسرائيلي عند الأولى من بعد منتصف الليل، على أطراف بلدة المنصوري في قضاء صور، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والبنى التحتية.
كما عمد الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط.
بالمقابل، أعلن حزب الله في بيان، أن عناصره استهدفوا “عند الساعة 01:20 من ظهر اليوم الخميس، تجمعًا لجنود الجيش الإسرائيلي في موقع المرج بمسيرة انقضاضية، وأصابوها إصابة مباشرة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة”.
خسائر اقتصادية وبشرية
في هذا الإطار، اعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أنّ الثابت الوحيد في نتائج حرب “المساندة” التي أطلقها “حزب الله”، في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لدعم قطاع غزة، هو الخسائر الاقتصادية والبشرية التي أصابت جنوب لبنان.
إذ تم توثيق أكثر من 530 ضحية، و2180 إصابة، ونحو 100 ألف نازح من البلدات الحدودية، بينما تقدِّر المؤسسات الحكومية اللبنانية وجود 1900 وحدة سكنية مدمَّرة بالكامل، و1500 وحدة سكنية تعرضت لأضرار بالغة، و5600 وحدة سكنية تعرضت لأضرار طفيفة.
كما تضررت 220 منشأة صناعية وتجارية، ومنعت الحرب المزارعين من زراعة 17 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية.
وأدَّت الحرب إلى خسائر زراعية لحقت بـ3 ملايين و200 ألف متر مربع تعرَّضت لحرائق، وطالت بساتين الزيتون والحمضيات والمناطق الحرجية. أما خسائر “حزب الله” البشرية، فناهزت الـ404 مقاتلين، بينهم 3 قياديين بارزين، وعلى رأسهم القائد العسكري المركزي فؤاد شكر.
حرب استنزاف طويلة!
في السياق، أشار النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن تداعيات الحرب على لبنان أصبحت كارثية قياسًا لحجم الدمار والخراب في الجنوب، وانعكاس ذلك على الاقتصاد اللبناني، قائلًا إن “حزب الله “بدأ يمارس سياسة الغموض الاستراتيجي التي أشار لها السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، وهذا يعني بالعلم العسكري أنه انتقل من سياسة الهجوم والتهويل بالهجوم إلى سياسة الاحتفاظ بحق الرد.
قاطيشا توقّع تحويل المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة، مقدّرًا بأن رد “الحزب” على اغتيال القيادي فؤاد شكر سيبقى بحدود المواجهات القائمة ولن تتحوّل الأمور أبعد من ذلك، لأن نتنياهو يعمل ما بوسعه لتوسيع الحرب، على عكس “حزب الله” الذي يريد الخروج منها اليوم قبل الغد، لافتًا إلى أن نتنياهو بدأ يواجَه بضغوط دولية وأميركية على وجه الخصوص لثنيه عن توسيع الحرب والقبول بوقف إطلاق النار.
إسرائيل تُصعّد تهديداتها
في غضون ذلك، مضت إسرائيل في تصعيد تهديداتها، حيث شدّد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي على أن “إسرائيل ستوجه رسالة في غاية الوضوح لأعدائها مفادها أن الذين اعتدوا عليها، والذين يتحدثون في كل خطاب عن كيفية تدمير دولة إسرائيل، ستضربهم وستواصل زيادة قوتها”.
وقال من قاعدة تل نوف الجوية: “سنكون قادرين على شن هجمة سريعة للغاية، على كل مكان في لبنان، وعلى كل مكان في غزة، وعلى كل مكان في الشرق الأوسط، فوق الأرض، وتحت الأرض”.
وأضاف: “لقد قمنا بعمليات هامة للغاية على مدار الأسابيع الماضية، حيث قتلنا أبرز القادة لأعدائنا الأكثر إشكالية، ونحن لا نتوقف”.
بدوره، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “المعركة مع “حزب الله” قد تتدهور إلى حرب حقيقية”.
ورأى أنّ السيد حسن نصر الله “يجرّ لبنان لدفع ثمن كبير”. وردّ غالانت على كلام نصر الله الثلاثاء، قائلًا: “إنّهم لا يتخيّلون ما يمكن أن يحدث بحال اندلعت حرب”.
لغة حربيّة “مضبوطة”!
يبرز في هذا المجال ما أكده مرجع أمني كبير لـ”الجمهورية” حول وجود ما سماها “معطيات استخبارية” تؤكّد أنّ اللغة الحربيّة المتصاعدة بوتيرة عنيفة، مضبوطة تحت سقف محاذرة كلّ الأطراف الانزلاق إلى حرب واسعة، ويتجلّى ذلك بوضوح في حال الترقّب السائدة على كلّ الجبهات، وتجنّب كلّ أطراف الصراع الإقدام على أي خطوة تصعيدية”.
وبناء على هذه المعطيات، يقول المرجع الأمني الكبير: “واضح أن كل الأطراف متهيّبة من الحرب ومخاطرها. واستتباعًا لذلك، فإنّ ما يجري التلويح به من ردود مؤجلة أو معجلة التنفيذ من قبل إيران و”حزب الله”، وردود من قبل إسرائيل على الردود، مضبوط بدوره تحت هذا السقف. إلّا أنّ ذلك لا يلغي احتمال خروج الأمور عن السيطرة ربطا بخطأ في الحساب أو التقدير، أو بصاروخ طائش يوجّه الأمور نحو دحرجة إلى حرب صعبة”.
مواضيع ذات صلة :
![]() الغارات الإسرائيلية جنوباً.. رسائل إسرائيلية بالنار | ![]() إسرائيل تراهن على فشل المفاوضات… وتستعدّ لضرب المنشآت النووية الإيرانية | ![]() المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية إلى روما في جولتها الخامسة |