جديد عملية “البيجر”: الحزب يهدّد بـ”الحساب العسير”… وإسرائيل تستدعي جنود وضباط الاحتياط

لم يستفق اللبنانيون بعد من هول “الحادثة” التي أقلقت أمنهم، ولم يتم تحديد ما حصل بشكل فعلي، فكل ما هو موجود حتى الآن هو تكهنات.
غير أنّ مشهد الضحايا والدماء وأصوات سيارات الإسعاف، أدخلت الشعب اللبناني مجدداً في “تروما”، هذا الشعب الذي ما زال يلملم الانعكاسات النفسية لتفجير 4 آب، في حين قد ساهم العدد الكبير للمصابين ونوبة الهلع التي دخلت بها المناطق واستنفار الطاقم الطبي، في استرجاع تفاصيل 4 آب، فالحادثتان ليستا بالعاديتين.. ولا يمكن أن تمرّ أيّ منهما مرور الكرام.
إلى ذلك، شهدت المناطق المستهدفة بتفجير الـ”بيجر” استنفاراً، حيث سارعت وحدات الجيش الى اتخاذ إجراءات عملانية بفتح الطرقات لنقل المصابين من الضاحية الى مستشفيات في بيروت والمناطق.
ووفق ما نقلت “الأنباء” عن مصادر ميدانية، فإنّ غالبية المصابين هم من الاداريين في “حزب الله”، فـ“العسكر لا يستعمل هكذا نوع من وسائل الاتصالات”، بحسب عدد من الشبان المنتمين والمناصرين لـ”الحزب”.
من جهته، أكّد وزير الصحة فراس الأبيض في مؤتمر صحفي عقد مساء أمس إنّ عدد الجرحى جراء هذه الانفجارات وصل إلى 2750 جريح، بالإضافة إلى تسعة شهداء، موضحاً أن هذه الإحصائيات ليست نهائية حتى الآن.
وأوضح الوزير اللبناني خلال مؤتمر صحفي، أن أغلب الحالات “خطيرة”، مشيراً إلى أنها تعددت بين إصابات في الوجه واليد ومنطقة البطن، والعيون، ومضيفاً أن أكثر من 100 مستشفى في لبنان في حالة استنفار وتقوم باستقبال الحالات.
وفي تعليق على هذا الاختراق الكبير، أصدر الحزب 3 بيانات، آخرها فجر اليوم الأربعاء، حيث أكّد في بيانه اليوم أنّه “سيواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية، عملياته المباركة لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته”، مشيرا إلى أن “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره الجيش الإسرائيلي المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا في لبنان، فهذا حساب آخر وآتٍ إن شاء الله”.
من جانبه، شدّد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، أن “ما حدث أمس الثلاثاء اعتداء سافر على السيادة اللبنانية طال مدنيين ليس فقط عناصر من حزب الله، وما نخشاه ليس الحزب بل اجرام اسرائيل سواء في غزة او في لبنان”.
وأعلن المكاري في حديث لقناة “الجزيرة”، أن “مجلس الوزراء الذي كان منعقدا اتهم اسرائيل بهذه المجزرة وخصوصا ان الحصيلة لغاية الان حوالى 9 شهداء و3000 جريح، والحكومة تأخذ الاجراءات اللازمة عندما تحصل امور من هذا النوع ولبنان في صدد تحضير شكوى الى مجلس الامن وسيتم استدعاء سفراء دول معنية بهذا النزاع الذي لا ينتهي بين لبنان والجيش الاسرائيلي”.
واعتبر أن “على الديبلوماسية الاميركية تكثيف ضغوطها على اسرائيل قبل تكثيفها على حزب الله ولبنان”، مشيرا إلى أنه “عندما بدأت الحرب في الجنوب كان حزب الله ملتزما قواعد الاشتباك وملتزما نوعًا من الاخلاقيات اذ كان لا يستهدف الا مراكز عسكرية اسرائيلية اما اسرائيل فاستهدفت، وما زالت، المدنيين والاعلاميين والمسعفين، البساتين والمنازل والمدارس والمستشفيات”.
وشدد على أنه “من المبكر استنتاج وتحليل ما حصل ولا واشنطن بوست ولا غيرها لديها القدرة على الاستنتاج بهذه السرعة، ما حصل حرب جديدة والتحقيقات قائمة من الدولة ومن حزب الله. واكيد سيكون هناك تنسيق بين الدولة والحزب للتحقيق لأن الاعتداء على السيادة اللبنانية ككل”.
في المقابل، إلتزمت إسرائيل الصمت أمس الثلاثاء حيال ما حصل، ولم تتبن عملية تفجير أجهزة الاتصال (البيجر).
وفيما تلقى الوزراء تعليمات بألا يطلقوا أي تصريحات، أُفيد بأن القيادة الإسرائيلية اتخذت إجراءات احتياطية تحسباً لرد غير تقليدي من الحزب اللبناني.
وكشفت مصادر عسكرية عن أن الجنود والضباط في جيش الاحتياط تلقوا الأمر الرقم 8، الذي يُلزمهم بالحضور إلى القواعد العسكرية. وقامت الجبهة الداخلية بإجراءات تأهب غير عادية، يتم من خلالها إنعاش أوامر الاحتياط وإعداد الملاجئ.
وأكدت مصادر أمنية وسياسية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جمّد قراره إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، وتوجه كلاهما معاً مع قادة الجيش وأركان الحرب إلى مقر القيادة السري تحت الأرض، لإدارة التطورات القادمة والتداول في سبل الرد على حزب الله فيما لو قام بهجوم كبير.
في السياق، أعلنت عدة شركة طيران عن تعليق رحلاتها خوفاً من أيّ تصعيد أمني.
وقد أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية “إير فرانس”، أنّها ستعلق رحلاتها من مطار شارل ديجول في العاصمة الفرنسية لكل من بيروت وتل أبيب حتى 19 أيلول، بسبب تصاعد المخاوف الأمنية في الشرق الأوسط، موضحة أنّ العمليات ستستأنف بعد تقييم الوضع.
كما أعلنت مجموعة لوفتهانزا تعليق جميع الرحلات من تل أبيب وطهران وإليهما، وقالت إنها ستتجنب المجال الجوي لكل من إسرائيل وإيران حتى الخميس.
كذلك أعلنت شركتا الطيران السويسرية والبلجيكية عن تعليق رحلاتها إلى مطار بن غوريون لمدة 48 ساعة.