المنطقة على شفير “حريق كبير”.. وجهود جبّارة لإبعاد “الكأس المرّة” عن لبنان!
فيما تتوجّه الأنظار إلى جنوب لبنان، على وقع العملية البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي، تتواصل الجهود الدولية لا سيما الفرنسية والأميركية، لوقف إطلاق النار وإرساء التهدئة، وهو ما عبّر عنه بوضوح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس، من بيروت.
إلّا أنّ مصادر حكومية أوضحت أنّ الوضع بصورة عامة على شفير حريق كبير لا حدود له على مستوى المنطقة.
وأشارت المصادر لصحيفة “الجمهورية” إلى أنّ لبنان، على كل مستوياته السياسية، يبذل جهودًا جبارة لإبعاد الكأس المرّة عنه، التي تدفعه إسرائيل إلى تجرّعها.
ونقلت مصادر للصحيفة نفسها، أنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى بيروت منسّقة مع الأميركيين، حيث أنّه قبل وصوله ناقش مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أهمية الدفع بقوة لتجنّب تصعيد الصراع في لبنان.
الزائر الفرنسي والعناوين الأربعة!
وكشفت المصادر عن أنّ لهذه الزيارة أربعة عناوين رئيسية:
“العنوان الأوّل، التعبير عن تضامن فرنسا العميق مع لبنان وشعبه، والوقوف إلى جانبه على كل الصعد في هذه المحنة.
العنوان الثاني، التعبير عن القلق البالغ لدى فرنسا من توسّع نطاق الحرب، وتوجيه رسالة إلى كلّ الأطراف لوقف المواجهات وتجنّب التصعيد وإشعال حرب مفتوحة على أن تتعدّد جبهاتها وتتمدّد إلى مدى واسع، بما يجعلها بعيدة عن نطاق السيطرة، وتترتب عليها تداعيات تتجاوز الإضرار الكارثيّ الأكيد بمصالح جميع الأطراف، إلى تهديد الاستقرار والسلام الدوليين.
العنوان الثالث، التأكيد على أنّ المبادرة التي طرحتها فرنسا وشاركتها بها الولايات المتحدة الأميركية والعديد من الدول لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع تواكبه فورًا مفاوضات عاجلة تفضي إلى تسوية وصفقة تبادل في غزة، وإلى حلّ سياسي على حدود لبنان على أساس القرار 1701، هي السبيل المتاح لإعادة الهدوء ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة، وباريس متمسكة بهذه المبادرة.
وأكّد في هذا السياق اهتمام فرنسا العميق بدعم الجيش اللبناني ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة. كذلك نقل تأكيدات عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ فرنسا عازمة مع شركائها على الاستمرار بالدفع بهذه المبادرة، التي تشكّل مصلحة لكل الأطراف.
العنوان الرابع، رئاسيّ، تؤكّد من خلاله باريس على أنّ المستجدات التي طرأت، وما يحوط بلبنان من مخاطر، باتت توجب وضع الملف الرئاسي في لبنان على سكة الحسم السريع وانتخاب رئيس للجمهورية”.
محادثات أميركية إسرائيلية!
في السياق أيضًا، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزير لويد أوستن تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الإثنين.
وأشارت الوزارة في بيان إلى أنها “اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني من شن هجمات على غرار هجمات السابع من تشرين الأول على البلدات الشمالية في إسرائيل”.
وأفادت الوزارة بأن “أوستن أكد على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود”.
بدورها، اعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت عبر منصة “اكس”، أنّه “في خضم إطلاق الصواريخ والقذائف وإلقاء القنابل وتنفيذ الغارات، تفشل آلية الحرب في معالجة القضايا الأساسية. وبالتالي فإن خطر الحكم على جيل آخر بنفس المصير حقيقي للغاية، مرة أخرى”.