لبنان أمام مرحلة دقيقة “حُبلى بالضغوط”.. ولا خوفَ على الأمن الداخليّ!

لبنان 20 شباط, 2025

على الرغم من انتهاء أيام الحرب المدمّرة والدمويّة التي عاشها لبنان مؤخرًا، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار انتهت مفاعيله يوم الثامن عشر من الشباط الجاري، ومع بقاء الجيش الإسرائيلي في خمسة مواقع استراتيجيّة في الجنوب اللبناني، في ظلّ تزاحم الملفات المهمّة على الساحة المحليّة، تبقى المخاوف قائمة ممّا تحمله الأيام المقبلة للبنان، وسط استحقاقات وتطورات متلاحقة.

في هذا الإطار، تتحدّث أوساط سياسية وسطية عن مرحلة دقيقة مقبل عليها لبنان، حبلى بالضغوط.

وقال زعيم وسطي لـ”الجمهورية”: “حتى الآن لا أشعر بأنّ الحرب قد انتهت، وأخشى من خطوات إسرائيلية مبيتة. ما من شك أنّ الإبقاء على النقاط الخمس هو خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار ويُشكّل ضغطًا يوميًا على لبنان، لكنّ أخطر ما في موازاته هي التوغلات الإسرائيلية بطابع مدني وديني في اتجاه الأراضي اللبنانية، كتلك التي قامت بها خلال اليومَين الماضيَين مجموعة من الحريديم تسلّلت نهارًا وعلنًا إلى الجانب اللبناني من الحدود، حيث لا يجب تجاهل هذا الأمر، إذ قد تكون لهذه الخطوة ما يماثلها وربما أكبر في المستقبل”.

وفي تقدير الشخصية الوسطية عينها، فإنّه لا يستبعد أن يتواصل الضغط الكبير على “حزب الله”، قائلًا: “يُريدون إخضاعه بصورة كاملة، ونتنياهو وحكومته يُحرّضان في هذا الاتجاه. والأميركيّون يَعتبرون أنّ “حزب الله” قد هُزم، ويتحدّثون عن اتخاذ كلّ الإجراءات لمنعه من إعادة بناء نفسه وتحصين بنيته العسكرية والتسليحية من جديد. هذا الأمر يُبقينا في دائرة الخطر”.

موقف “حزب الله” من بقاء إسرائيل في النقاط الخمس

وفي وقت تُثار فيه تساؤلات حول موقف “حزب الله” من بقاء إسرائيل في النقاط الخمس في الجانب اللبناني، وما يمكن أن يُقدِم عليه حيال ذلك، كشف مطلعون على موقف الحزب لـ”الجمهورية” أنّه يدعم موقف السلطة السياسية، وقرار الحزب حاليًا، هو إعطاء الفسحة الزمنية التي تتطلبها الجهود الدبلوماسية التي تقودها الدولة اللبنانية لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب هؤلاء المطلعين، فإنّ “أولوية الحزب في هذه المرحلة منصبّة على تمرير تشييع أمينه العام السيد حسن نصرالله ورئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، تُضاف إلى ذلك أولوية احتواء آثار الحرب الإسرائيلية وإعادة الإعمار، وكذلك إعادة تنظيم وتكوين بنيته الحزبية والتنظيمية وتصويب الاختلالات الكبرى التي تعرّض لها، وهذا الأمر قد يتطلب وقتًا ليس بالقصير”.

مرجع أمني: لا خَوف على الأمن الداخلي

من جهة أخرى، أبلغ مرجع أمني كبير “الجمهورية” أنّ “الأمن الداخلي بصورة عامة تحت السيطرة والأجهزة الأمنية والعسكرية تقوم بواجباتها ومسؤولياتها على كلّ صعيد، وقرارها مجتمعة أن تضرب بقوة كلّ العابثين، وأي محاولة لإثارة الفتن والنعرات والإنقسام الداخلي”.

وقال المرجع: “الأجهزة الأمنية ساهرة، بالتالي لا خَوف على الأمن الداخلي، لكن ينبغي ألّا نخرج من حسباننا العامل الإسرائيلي ومحاولاته العبث بأمن البلد وزعزعة استقراره من جرّاء عدم التزام إسرائيل الجدّي بوقف إطلاق النار ومواصلتها استهداف المناطق اللبنانية، وكل ذلك يبدو مندرجًا في سياق ما تبدو أنّها محاولة إسرائيلية لصياغة واقع جديد تكون فيه يدها هي العليا بالاستهدافات والاغتيالات على غرار ما حصل قبل أيام في صيدا وإقليم التفاح”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us