عريضة حول خروقات رئيس الجمهورية للدستور… حجي جورجيو: العهد فشل وغيّر معالم لبنان الذي بات معبرًا للكبتاغون ومنصّة للصواريخ

لبنان 7 أيار, 2021

وقّع حوالى 40 شخصية من شخصيات المجتمع المدني ومن رجال القانون والدستور عريضة تفنّد تجاوزات رئيس الجمهورية للدستور التي من شأنها ان تودي بلبنان ومستقبله وتغير هويته وطبيعة نظامه، مناشدة اللبنانيين ومن يمثلهم، خصوصًا نواب الأمة، القيام بواجبهم لأن الاستمرار في ادارة شؤون الدولة كما لو أن الأيام عادية وطبيعية يعني أخذ البلد الى الانتحار.
الصحافي ميشال حجي جورجيو وأحد الموقعين على العريضة أكد في حديث لـKataeb.org أنّ العهد فشل، مُعتبرًا أنّ ما من تجسيد لمفهوم كلمة فشل أبلغ ممّا يُمثله هذا العهد، مشددًا على أن توقيت هذه المضبطة ليس سياسيًا بل أخلاقيًا، لافتًا الى أن هناك مسؤولية تترتب على الجميع بالاعتراف بأن العهد فاشل، فرئيس الجمهورية لم يحافظ على قسمه الدستوري وتجاوز صلاحياته باستمرار.
وأشار إلى أن الشرح كاف وواف في الوثيقة، ويشرح كيف تجاوز ميشال الرئيس عون صلاحياته لا بل أكثر من ذلك، فهو تجاوز شرعيته أي الشرعية اللبنانية تحت حجة الرئيس القوي، معتبرًا ان عون بات رئيسًا على ركام في لبنان، وأضاف: “بالمعنى المعنوي أو الرمزي لم يبق من جمهورية، فهو لم يحافظ على السيادة بل سلّم لبنان الى محور خارجي يُمسك بزمام الأمور في البلد، كما أنه دمّر في هذه الفترة كل مقوّمات لبنان الاقتصادية والحيوية ومعالم لبنان، فقد أصبح لبنان معبرًا للكبتاغون أو مكانًا لتصدير المُخدّرات والإرهاب وعدم الاستقرار الى العالم، وبدلا من أن نجعل من لبنان مساحة للتلاقي والحوار، أصبح منصة للصواريخ، كما قطع أوصال لبنان مع المجتمع الدولي والبعد العربي ما جعل من لبنان دولة مارقة، أما بالمعنى الواقعي فتم تفجير بيروت، لافتا الى أن هوية لبنان التعددي المنفتح على العالم سقطت تحت حجة الرئيس القوي.

وأوضح حجي جورجيو مفهوم الرئيس القوي، مؤكدًا أنه هو الذي يحافظ على هوية لبنان وليس الذي يُغيّر معالم هوية لبنان، بمعنى ماهية لبنان المنفتح على الخارج، لبنان ميشال شيحا، كمال الحاج وسمير قصير وجميع من آمن بدور لبنان عبر التاريخ المنسجم مع ماهيته ومع رسالته.

وأكد أن هناك صعوبات في موضوع محاكمة الرئيس، لكن هذا لا يمنع من أن نلفت انتباه الناس الى التجاوزات التي حصلت ولاسيما من قبل المستشارين المتسلّقين الذين يضعون متفجرات بالدستور ليُفجّروا دور رئاسة الجمهورية ومكانتها ومعها لبنان بعيشه المشترك وحيويته ودوره.

وأوضح أن مضبطة الاتهام وضعها بعض خبراء في القانون والدستور ووقّع عليها تقريبًا حوالى الـ40 اسمًا من المجتمعين الأكاديمي والمدني، وباتت بين أيدي اللبنانيين ونتمنى أن يطلعوا عليها ويقرّروا من تلقاء أنفسهم أننا بجمهورية برلمانية والشعب مصدر السلطات، وما إذا كان الرئيس قد أخلّ أو لم يُخلّ بقسمه الدستوري ودوره كحارس للجمهورية وكرئيس حكم، فهو لم يحافظ على لبنان، بل أفقده كل معناه وسيحكم عليه التاريخ بأنه رئيس فاشل وليس قويًا، أما البرلمانيون فعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم لأنهم ممثلون لكل الشعب اللبناني وعليهم مسؤولية الحفاظ على الجمهورية وعسى أن يكون لهذه المضبطة دور إيجابي بتوعية النواب من الغيبوبة الطويلة المثيرة للشفقة التي لم يوقظهم منها حتى تفجير بيروت.

وعمّا إذا كانت الوثيقة مفتوحة، قال حجي جورجيو: “نعم وعلى الجميع أن يتبنّاها، فهي ليست وثيقة سياسية بمعنى المحاصصة السياسية وسياسة الزواريب”.
ولفت إلى أن مضبطة الاتهام تُبيّن كيف حوّل هذا العهد لبنان تحت حجة الميثاقية من ديمقراطية الى لوياجيرغا قبلية، مشيرًا إلى أن ما من شيء اسمه ميثاقية في لبنان بل ميثاق وطني تكرس باتفاق الطائف، ومعتبرًا أنه في ظل هذا العهد وبفعل الصهر وسياسة الصهر وجميع المستشارين المحيطين بالرئيس صار البلد أشبه بكونفديرالية قبائل، وأردف: “لن أشبهه ببلد آخر لأن لبنان بات أفشل بلد في العالم”.
وأشار إلى انه تم تفجير النظام اللبناني وهذا أخطر ما حصل، فقد تم تفجير نظامه التوافقي والبرلماني واقتصاده الحر، لافتًا إلى أن كل أركان النظام فجُّرت في هذا العهد.

وأكد أن هذا النص موجه للجميع وليس نصًا سياسيًا أي ليس له توقيت او انتهازية سياسية بل له بعد أخلاقي ليوضع هذا الشخص أمام مسؤولياته وخصوصا أمام التاريخ لعدم تكرار التجربة الكارثية على لبنان في المستقبل.
وشدد على أن علينا مسؤولية فردية وجماعية بألّا نسمح بتكرار هذه المصيبة التي حلّت بلبنان مرة جديدة بفعل تسويات مشابهة للتسوية التي حصلت في 2016 وأدت الى هذه الكارثة الحقيقية ودمار لبنان والى تسلّم هذا النظام الملكي العرش على ركام جمهورية لبنان.

وجزم بأن المحاسبة والمساءلة هما من أركان بقاء النظام البرلماني الدميقراطي الحر ونهضته، مشيرًا إلى ألّا أحد خارج إطار المساءلة والمحاسبة حتى رئيس الجمهورية لأنه أودى بلبنان الى هذه الكارثة، مضيفًا: “هذه المضبطة تدل على أنه يتحمل مسؤولية أساسية ويجب أن يُساءل على ما ارتكبه من انتهاكات لقسمه وللدستور أمام التاريخ وامام الشعب، كذلك انتهاكه لماهية لبنان وأهم ميزة فيه أي حرية التعبير، والتي تمثلت بقمع أكبر ثورة بتاريخ لبنان من خلال ملاحقة المتظاهرين العُزّل ومطاردتهم والاعتداء عليهم من قبل الدولة البوليسية، وما زلنا نشهد سلسلة الانتهاكات بحق حرية التعبير التي لم نشهد مثيلًا إلا في زمن الاحتلال السوري”.
دعوة لتوقيع عريضة حول خروقات رئيس الجمهورية للدّستور

بالعودة إلى وثيقة الاتهام الدستوري بحق ميشال عون، فقد جاء فيها:

فخامة الرئيس أنت متهم…
انطلاقًا من أن الدولة لا تستقيم الا بدستورها، وكذلك السلطات العامة وحدود صلاحياتها، ولان رئيس الجمهورية وحده اقسم على الدستور وهو مؤتمن عليه، وازاء الحالة المأسوية التي وصلت اليها البلاد، ومع انسداد الافق امام اللبنانيين، وبعد النداءات العالمية وأبرزها من حاضرة الفاتيكان والبطريرك الماروني وهيئات المجتمع المدني وغيرهم، وجدت مجموعة من اللبنانيات واللبنانيين أن من واجبها لفت الانتباه الى تجاوزات وخروق للدستور من شأنها ان تودي بلبنان ومستقبله وتغير هويته وطبيعة نظامه… وناشدت اللبنانيين ومن يمثلهم، خصوصًا نواب الأمة، القيام بواجبهم لان الاستمرار في ادارة شؤون الدولة كما لو أن الأيام عادية وطبيعية يعني أخذ البلد الى الانتحار.

ومن موقع المسؤولية الوطنية دعت الشخصيات الموقعة على الوثيقة الجميع الى توحيد الصوت لافهام رئيس الجمهورية بان الامور لا يمكن ان تستمر على هذا المنوال، فهو الوحيد في الجمهورية الذي اقسم على الدستور ما يلزمه بأمور مهمة، اولها أن يكون حكما لا فريقا، وهذا ما لم نره طوال العهد الحالي.

ووضعت الشخصيات النص بتصرف اللبنانيين لعله يكون مدعاة للتفكير والتأمل والتحرك، والذي تبنته مجموعة من الشخصيات الفاعلة في الحقل العام والاكاديمي، منها الشيخ ميشال الخوري والاستاذ دوري شمعون اللذان تمرّسا في الحوكمة في عهد رؤساء لبنان الاقوياء اي الذين كانوا حريصين على لبنان بماهيته ورسالته، كما تبنى النص المرجع الدستوري الاستاذ حسن الرفاعي والخبير الدستوري البرفيسور انطوان مسرة، فضلا عن مجموعة من اللبنانيين همهم الوحيد الحفاظ على بلدهم. وسيكون،النص متاحا لجميع من يريد التوقيع عليه، مع الاشارةالى انه سيتم طبع هذه الوثيقة في كتيّب يوزع على اللبنانيين كي يقفوا على مدى تجاهل الرئيس واستهتاره بقسمه في ظروف غير مسبوقة لانهيار الوطن.

والشخصيات الموقّعة هي: “أحمد فتفت – إدمون رباط – آن فرنجيه – البروفيسور أنطوان قربان – البروفيسور انطوان مسرة – إيزابيل اده – بليندا ابراهيم – جميل مروة – جوخوري حلو – حسن الرفاعي – حسان الرفاعي – حسين عطايا – خليل حلو – دافيد صهيون – دافيد قرم – دوري شمعون – رولا تلحوق – زياد عبد الصمد – سام منسى – ساره عساف – سليم المعوشي – سليم فريد الدحداح – سليممزنر – سمر عبد الجليل – الرئيس شكري صادر – شوقي عازوري – شيرين عبد هلال – طلال طعمة – عقل عويط – علي الأمين – علي عز الدين – عمر محمود الناطور – عيسال صالح – غريس مبارك – فارس سعيد – فريد فخرالدين – فؤاد رحمة – البروفيسور فيليب سالم – ملكار الخوري – منى فياض- الشيخ ميشال الخوري – ميشال حجي جورجيو – نوال المعوشي – مهى بعقليني لورنس – مونيكا لقمان سليم – هنا جابر – هند درويش – وسام سعادة.

KATAEB.ORG

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us