بعد فضيحة “البيجر” الجديدة التي كشفتها تركيا… هذا ما أعلنه “الحزب”!

لبنان 7 أيار, 2025

بعد ساعات من انتشار التقرير التركي الذي كشف عن إحباط شحنة “بيجر” جديدة، متفجرة، كانت في طريقها لحزب الله، أعلن الحزب وفق ما نقلت “الشرق الأوسط”، أنّه قدّم بلاغًا للسلطات التركية حول وجود شحنة مفخخة من أجهزة النداء “بيجر” في مطار إسطنبول خلال شهر أيلول، مشيرًا إلى أن تحرّكه الاستباقي أسهم في إحباط محاولة تهريب كانت تهدف إلى استهداف عناصره مجددًا في لبنان.
وبينما نقلت “الشرق الأوسط” عن الحزب معلومات مؤكدة عن إبلاغ أنقرة بالشحنة، غير أنّ أي تصريح رسمي لم يصدر عن السلطات التركية.
في المقابل، قال مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” يوسف الزين، لقناة “LBCI” إن “الحزب هو من أبلغ الجانب التركي بوجود شحنة بيجر مفخخة في مطار إسطنبول كانت متوجهة إلى لبنان”.

وكانت تقارير صحافية تركية وعربية قد كشفت عن إحباط جهاز الاستخبارات التركي (MIT) محاولة تهريب شحنة إلكترونية “مفخخة” إلى لبنان، كانت موجهة لاستهداف عناصر “حزب الله” حيث تبيّن أن الشحنة تحتوي على أجهزة إلكترونية معدّلة تُستخدم لتفعيل متفجرات عن بُعد.
وفي 20 أيلول، وبناءً على بلاغ استخباراتي دقيق، نفذت الأجهزة الأمنية التركية عملية في مطار إسطنبول أسفرت عن ضبط شحنة مشبوهة كان من المقرر أن تُنقل إلى بيروت في 27 من الشهر نفسه.
والشحنة، التي وصلت من هونغ كونغ عبر شركة “SMT Global Logistics Limited” التايوانية، كانت مصرحًا عنها على أنها تحتوي على “فرامات طعام”. إلا أنّ التفتيش الفني، وبحسب صحيفة “ديلي صباح”، كشف عن حمولة خطيرة تتضمن 1300 جهاز نداء من طراز Gold Apollo 924 R3 GP و710 أجهزة شحن مكتبية، بالإضافة إلى معدات إلكترونية متنوعة مثل خلاطات وأجهزة تسجيل.

آلية التفخيخ: أجهزة يومية تتحول إلى أدوات قتل
وأظهر الفحص الفني للأجهزة أنها خضعت لتعديلات دقيقة، حيث تمّ حقن مواد شديدة الانفجار داخل بطارياتها، ما يجعلها قابلة للتفجير عن بعد بواسطة إشارات إلكترونية أو عبر قصر كهربائي.
هذه التفاصيل جاءت لتدعم فرضية استخدام “البيجر” كوسيلة لشنّ هجمات إلكترونية – تفجيرية موجهة.
ولفتت وسائل الإعلام التركية إلى أنه تم ربط الأجهزة المُستخدمة بشركة «Gold Apollo» التايوانية، المرتبطة بشركة مجرية تُدعى «Bac Consulting KFT»، يُشتبه في أنها تعمل كواجهة لأنشطة استخباراتية”.
وبحسب “سكاي نيوز عربية”، أكد مسؤول أمني تركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، التقرير لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل.
يُذكر أن حزب الله سبق أن اتهم إسرائيل بشكل مباشر بالمسؤولية عن تفجيرات “البيجر” التي وقعت في لبنان قبل أيام من كشف الشحنة، وأدت إلى مقتل نحو 40 شخصًا وجرح مئات آخرين، معظمهم من عناصر الحزب. وعلى الرغم من نفي الحكومة الإسرائيلية عبر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن تصريحات سابقة له ألمحت بشكل غير مباشر إلى ضلوع تل أبيب في تلك العمليات.

سياق أكبر: حرب استخباراتية عبر التكنولوجيا
حادثة الشحنة المضبوطة ليست معزولةً عن سياق أمني أوسع. بحسب صحيفة ا”لشرق الأوسط”، فإن الاستخبارات الإسرائيلية عملت لسنوات على اختراق سلاسل توريد أجهزة الاتصال الخاصة بـ”حزب الله”، مستهدفةً بذلك تعطيل قدرات الحزب القتالية عبر أدوات تكنولوجية تحمل في طياتها تهديدات تفجيرية وتجسسية في آن واحد.
كما ذكرت الصحيفة أن أجهزة “البيجر” قد تكون استُخدمت قبل تفجيرها للتنصت على شبكة اتصالات الحزب، ما يضيف بُعدًا استخباراتيًا خطيرًا إلى استخدامها.
“البيجر” هو جهاز اتصال إلكتروني لاسلكي صغير الحجم ومحمول، يُستخدم من قِبل مدنيين وغيرهم للتواصل داخل المؤسسات أو ضمن مجموعات ومنظومات مختلفة. يعمل الجهاز ببطاريات قابلة للشحن، ويستقبل رسائل مكتوبة، بالإضافة إلى إشارات صوتية وضوئية.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر أمني لبناني قوله، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن «حزب الله» طلب خمسة آلاف جهاز من هذا النوع من إنتاج شركة «غولد أبولو» التايوانية، وقد وصلت هذه الأجهزة إلى لبنان في ربيع عام 2024. ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية «عملت لسنوات» على الوصول إلى سلاسل التوريد وتفخيخ هذه الأجهزة بهدف شلّ القدرات القتالية لـ«حزب الله» في توقيت متزامن.
ورجّح خبراء إسرائيليون آنذاك أن تكون هذه الأجهزة قد استُخدمت أيضاً للتجسس على اتصالات الحزب قبل تفجيرها، بهدف رصد شبكة اتصالاته الداخلية وتعطيلها.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل كرّمت، الأسبوع الماضي، ثلاثة عملاء من جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد». وذكرت أن هويات العملاء لا تزال طي الكتمان، إذ ظهر الثلاثة ملثمين خلال حفل «يوم الاستقلال» وفعالية إشعال المشاعل، ولم يُعرّفوا عن أنفسهم إلا بالأحرف الأولى.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us