زيارة أورتاغوس المقبلة إلى لبنان: هل تحمل تغييرًا وتساهم في تخفيف حدّة التوتر؟

في ظلّ التصعيد المتواصل في الجنوب، أبلغت المبعوثة الأميركية الخاصة للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس بعض المراجع اللبنانية بأنّها ستزور لبنان قريبًا لمتابعة المساعي الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701، إلّا أنّ الموعد النهائي لهذه الزيارة لم يتمّ تحديده بعد، في وقتٍ كانت الأوضاع تتفاقم في جنوب لبنان.
وأفادت مصادر مسؤولة لصحيفة “الجمهورية” بأنّ لبنان كثّف في الفترة الأخيرة جهوده لدى واشنطن لتحريك عمل اللجنة المعنيّة، على أمل أن تكون أداة فعّالة للتواصل وتعزيز جهود وقف الاعتداءات الإسرائيلية. إلّا أنّ الجانب الأميركي، الذي يرأس اللجنة، لم يتجاوب مع هذا الطلب. واعتبرت المصادر أنّ هذا الموقف يعكس استجابةً أميركيةً ضمن إطار الاتفاق الجانبي المُلحق باتفاق وقف إطلاق النار، والذي يُتيح لإسرائيل حرّية التحرّك العسكري ضدّ أي أهداف في لبنان تعتبرها تهديدًا لأمنها. وقد تجلّى هذا الموقف من خلال ابتعاد رئيس اللجنة الأميركي السابق تمامًا عن مهامّه، وكذلك الجنرال الذي خلفه مؤخّرًا في هذا الموقع.
كما أكّدت المصادر أنّ “المرحلة دقيقة وصعبة، وأنّ التصعيد الإسرائيلي ليس له أي مبرّر، في الوقت الذي يُنتظر من إسرائيل أن توقف إطلاق النار وتنفّذ ما هو مطلوب منها، والتزام الآلية التي وُضعت لتطبيق القرار الدولي 1701”.
أورتاغوس: دورها ونصائحها للبنان
من خلال تصريحاتها، تُظهر مورغان أورتاغوس قلقًا متزايدًا إزاء الوضع في لبنان، وتؤكّد أهمية أن يلتزم لبنان بتسريع تنفيذ المطالب الأميركية، خاصةً فيما يتعلق بنزع سلاح حزب الله. ففي زيارتها الأخيرة إلى بيروت، نصحت أورتاغوس الحكومة اللبنانية بالإسراع في تنفيذ ما هو مطلوب ضمن مهلةٍ زمنيةٍ معقولةٍ، مؤكّدةً أنّ الولايات المتحدة تدعم لبنان في هذا الصدد، ولكن صبرها ليس بلا حدود.
وفي محادثاتها مع المسؤولين اللبنانيين، عبّرت أورتاغوس عن ضرورة استكمال ما تمّ تحقيقه في ما يتعلق بسحب السلاح من جنوب الليطاني، حيث تمّ التخلص من نحو 80% من مخزون حزب الله العسكري. إلّا أنّ هذا التقدم، بحسب أورتاغوس، ليس كافيًا، وحثّت على ضرورة نزع سلاح الحزب من الأراضي اللبنانية كافّة.
وتؤكّد المصادر الدبلوماسية أنّ الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع في لبنان وتولي اهتمامًا خاصًّا للانتخابات البلدية والنيابية، معتبرةً أنّها “بروفة” للانتخابات المستقبلية. ويُركّز الضغط الأميركي على ضرورة أن يستجيب لبنان لمطالبها، حيث يُتوقع أن تقوم إسرائيل بالمزيد من التصعيد العسكري في حال لم يُنفّذ لبنان هذه المطالب.
تحدّيات جديدة: التصعيد الإسرائيلي والمفاوضات الأميركية – الإيرانية
المعطيات الإقليمية الحالية تؤثر بشكل كبير في الوضع اللبناني، خاصةً في ظل التوتّرات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران. فواشنطن تراهن على تحوّلات خارجية قد تؤثر بشكلٍ حاسمٍ في الوضع اللبناني، وأبرز هذه التحوّلات هو المسار التفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران. ويرى البعض في لبنان أنّ هذه المفاوضات قد تكون عاملًا مهمًّا في تحديد مصير البلاد في المستقبل القريب.
وفي ظلّ هذه الظروف، تبدو الدبلوماسية الأميركية، ممثلةً بأورتاغوس، أمام تحدّيات كبيرة في تحقيق توازنٍ بين الضغط على لبنان وضرورة تحريك المفاوضات مع إسرائيل لضمان استقرار الوضع في جنوب لبنان.
الوضع اللبناني في قبضة التطورات الإقليمية
تبدو زيارة مورغان أورتاغوس إلى لبنان محوريةً في تحديد مستقبل العلاقات اللبنانية – الأميركية، خاصةً في ما يتعلق بالضغط على لبنان لتحقيق مطالب الولايات المتحدة.