مورغان أورتاغوس إلى بيروت: ماذا تحمل من رسائل؟

لبنان 10 أيار, 2025

مع تزايد التوتر الأمني وارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية، تأتي زيارة الموفدة الأميركية إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى لبنان ضمن سياق سياسي وأمني بالغ الحساسية. وبحسب صحيفة نداء الوطن، فإنّ الإعلان عن هذه الزيارة لم يكن مفاجئًا بقدر ما يعكس حجم القلق الأميركي من تدهور المشهد اللبناني، لا سيما على صعيد الأمن الحدودي مع إسرائيل.

مصادر مراقبة وصفت التحرك الأميركي بـ”الضاغط”، ليس بهدف التصعيد، بل للدفع نحو مقاربة جدية لملف سلاح حزب الله، الذي يبقى من وجهة نظر واشنطن، العقبة الكبرى أمام استقرار دائم ومستدام في لبنان.

زيارة بلا موعد نهائي: رسالة مستمرة وإن لم تحط الطائرة بعد

لم يُحدد حتى الآن موعد رسمي لهبوط طائرة أورتاغوس في بيروت، إلا أن التأكيدات، بحسب الصحف، تشير إلى أن زيارتها قائمة، وهي تواكب الوضع اللبناني يوميًا عبر قنوات تواصل مفتوحة مع الرئاسات الثلاث، خصوصًا مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الخارجية يوسف رجّي.

اللافت أن نشاط أورتاغوس لم يتوقّف بانتظار زيارتها. بحسب مصادر دبلوماسية بارزة، هي تواصل تقديم “نصائح واضحة” للبنان، مفادها أن فترة الدعم الأميركي الحالي – أي في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب – قد لا تطول. وتُشجّع المسؤولين اللبنانيين على “اقتناص الفرصة”، والعمل ضمن “مهلة معقولة” على استكمال ملف نزع السلاح.

السلاح والإصلاح: معادلة واشنطن لحماية لبنان

وفق ما نقلته جريدة النهار عن أجواء اللقاءات الدبلوماسية، لم يعد الحديث الأميركي عن السلاح مجرّد توصيات عامة. أورتاغوس كانت صريحة في موقفها خلال الاجتماع الأخير مع أحد الدبلوماسيين اللبنانيين، حيث شددت على أن الولايات المتحدة ترى في مسألة سلاح الحزب ضرورة ملحّة، لا تقل أهمية عن الإصلاحات الاقتصادية.

وقالت في أحد اللقاءات: “نجاح لبنان في تفكيك 80% من ترسانة الحزب في الجنوب خطوة إيجابية، لكنها غير كافية”. وتابعت: “المطلوب أكثر، وبسرعة، وإلا فإن إسرائيل ستواصل ضرباتها، ولن تنتظر خطوات داخلية لبنانية قد تأتي أو لا”.

الجنوب بين الهدوء الحذر والتصعيد المحتمل

زيارة أورتاغوس تتزامن مع مشهد جنوبي يتراوح بين الهدوء الحذر والانفجار المحتمل. بعد الغارات الأخيرة على تلال النبطية، وسقوط قنابل من طائرات استطلاع إسرائيلية في بلدات كفركلا ومجدل زون، عاد القلق الشعبي إلى الواجهة. في المقابل، تحاول بعبدا، بحسب نداء الوطن، تهدئة الوضع عبر الاتصالات مع جهات إقليمية ودولية، في انتظار إعادة تفعيل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، التي تم تعيين الجنرال الأميركي مايكل ليني رئيسًا جديدًا لها

ما بعد أورتاغوس: لبنان أمام مفترق حاسم

إن واشنطن تطرح نفسها شريكًا استراتيجيًا للبنان، لكن بشرط التزامه بخريطة طريق واضحة تتضمن:
• إنهاء ملف السلاح غير الشرعي.
• إطلاق خطة إصلاح اقتصادي حقيقية.
• إجراء انتخابات شفافة تؤسس لمرحلة جديدة من الحكم الرشيد.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن أورتاغوس لا تطرح الأمر كشرط مسبق، بل كمسار موازٍ، حيث تعتبر أن الانهيار الأمني أو المالي في لبنان لن يحظى بدعم واشنطن إذا لم يكن مصحوبًا بإجراءات ملموسة

لبنان بين المطرقة الأميركية والسندان الإسرائيلي

ليس سهلًا على لبنان أن يتلقى الرسائل الأميركية دون أن يحسب حساب ردّة الفعل الإسرائيلية. فإسرائيل، وفق مصادر مطلعة، ليست في وارد الانتظار طويلًا، وهي وضعت شروط أمنية، أبرزها: تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله في كامل الأراضي اللبنانية، وليس فقط جنوب الليطاني.

الزيارة ليست بروتوكولاً

تأتي زيارة مورغان أورتاغوس في لحظة لبنانية دقيقة، حيث لا ترف الوقت متاح، ولا رفاهية اللاموقف متوفرة. فالولايات المتحدة ليست في وارد فرض حلول، لكنها أيضًا لن تبقى متفرجة. وبين تصعيد إسرائيلي متوقع، وضغوط أميركية متواصلة، واستحقاقات بلدية وسياسية داخلية، يبدو أن لبنان دخل مرحلة جديدة من التفاوض.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us