زيارة الرئيس عون إلى الكويت: دعم خليجي متجدد للبنان وتأكيد على الشراكة العربية

لبنان 12 أيار, 2025

في ظل التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة، وتنامي الحاجة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول العربية، برزت زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، إلى دولة الكويت كمحطة مهمة ضمن جولته الخليجية. هذه الزيارة، التي تأتي بعد محطات في السعودية والإمارات، تحمل في طياتها أبعاداً سياسية واقتصادية ودبلوماسية تعكس حرص لبنان على إعادة وصل ما انقطع مع الدول الخليجية، وفتح آفاق جديدة للتعاون والدعم في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد. وقد حظي الرئيس عون باستقبال رسمي حافل، ما يؤشر إلى عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر على مختلف الصعد.

وفي التفاصيل، غادر رئيس الجمهورية جوزاف عون أمس إلى دولة الكويت محطته الخليجية الثالثة بعد السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكان في استقباله على أرض المطار أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ صباح الجابر الحمد الصباح بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة. وأولى ثمار الزيارة كانت إعلان أمير الكويت برفع حظر سفر الكويتيين إلى لبنان.

وضم الوفد اللبناني: “وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، مدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجهورية الدكتور نبيل شديد، المستشار الشخصي للرئيس العميد اندره رحال، والمستشارين جان عزيز، نجاة شرف الدين، ومريم عيد، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا”.

وبعد استراحة قصيرة في القاعة الأميرية، ودَّع أمير الكويت الرئيس عون على أرض المطار قبل توجهه إلى مقر إقامته في قصر بيان، يرافقه ولي العهد الكويتي.

وفي السياق، أكدت مصادر ديبلوماسية معنية لـ”الجمهورية”، إنّ موقف عون مدروس تماماً من حيث التوقيت، إذ يوجّه رسالة إلى الخارج مفادها أنّ الدولة اللبنانية تحتاج إلى التغطية السياسية الخارجية، والعربية تحديداً، لإنجاز الخطوات المطلوبة منها. فالعرب يفترض أن يكونوا الأكثر تفهماً لظروف لبنان، وأن يدعموا دولته أمام المجتمع الدولي. وهذا الدور يمكن أن يكون فعّالاً جداً نظراً إلى تزامن زيارة عون الحالية للكويت مع بدء الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الخليجية غداً.

في غضون ذلك نسبت صحيفة “القدس” إلى “مصدر مطلع” أن لقاءً سيُعقد في الرياض غداً ويجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بمشاركة كلّ من الرئيس عون والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس السوري أحمد الشرع.

لكن مصادر رسمية لبنانية نفت لـ”الجمهورية” من الكويت وجود أي اتفاق على لقاء من هذا النوع، وقالت انّ عون يزور العاصمة الكويتية حالياً، وانّ المحادثات الرسمية ستبدأ اليوم بينه وبين المسؤولين الكويتيين. وأكّدت انّ المحادثات الأولية التي جرت بين عون وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تناولت التعاون المستقبلي بين البلدين، وأظهرت “إستعدادات كويتية طيبة” لمساعدة لبنان في مختلف المجالات.

وجدد عون في تصريح للتلفزيون الكويتي تأييد لبنان للمبادرة العربية للسلام، وقال: “نحن عدنا إلى العرب ونريد من العرب أن يعودوا إلينا”.

وأكد على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وما من أحد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.

واعتبر الرئيس عون أن الكويت كانت ولا تزال سنداً للبنان في المجالات السياسية والاقتصادية والانسانية.

أضاف: وخلال هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم. كما سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة. وأنا وأثق بأن هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.

واستقبل عون في مقر اقامته أركان السفارة اللبنانية في الكويت واطلع منهم على أوضاع الجالية.

واهاب مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بوسائل الإعلام “عدم التطاول على اي جهة خارجية صديقة للبنان، وأكد أن حرية التعبير مقدسة لكن هذه الحرية لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة، وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديموقراطي.

واعتبر الوزير رجي زيارة الرئيس عون للكويت بادرة تقديم ووفاء للكويت وشعبها على دعمها المتواصل للبنان.

وشدد رجي على أهمية التواصل، وقال: لطالما كانت الكويت الدولة السباقة في دعم لبنان، وهي شريك اساسي في مسيرة نهوضه.

كما، أعرب في حديث لوكالة “الأنباء الكويتية”، عن تمنياته بأن تسهم الزيارة في استعادة الزخم الكويتي المعهود، والمساعدة في مسيرة النهوض بلبنان القائمة على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يعمل على تنفيذها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء أعضاء الحكومة.

 

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us