الرئيس عون: السلم الأهلي خط أحمر غير مسموح لأحد أن يمس به

لبنان 13 أيار, 2025

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن الحكومة تعمل حاليا على وضع الاتفاقات الثنائية بين لبنان والدول الخليجية، وعندما تصبح جاهزة سيتم تحديد مواعيد للقيام بزيارات دولة لهذه الدول لتوقيعها.

وشدد على أن الاستثمارات في حاجة الى ثقة تعود عبر مجموعة خطوات، وأن الحكومة تتخذ الاجراءات اللازمة من مشاريع قوانين او قوانين، وخلال فترة حوالى المئة يوم من عمر الحكومة تم إنجاز ما عجز عنه الكثير من الحكومات في فترات معينة.

واعتبر “أننا سباقون في لبنان بالإستثمار بالإنسان. فالادمغة اللبنانية موجودة أينما كان، ولسنا بحاجة الى العمل من أجل إيجادها”. وأكد أن “الهدف من أهداف الإصلاحات دراسة الفجوة المالية، وهذا ما ستقوم به الحكومة. وبالنسبة الى الموضوع الأمني، فأوضح أن نسبة الجريمة في لبنان أقل بكثير من الدول الأخرى، والوضع الأمني ممسوك. أما في ما خص موضوع حصر السلاح، فشدد على ان القرار إتخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، “ذلك أنه بالنسبة إليّ فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد ان يمس به”.

كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفداً من مجلس الاعمال اللبناني- السعودي برئاسة رؤوف أبو زكي، الذي ألقى في مستهل اللقاء كلمة جاء فيها:

“فخامة الرئيس،

نهنئ البلاد بكم رئيساً لها. ونهنىء أنفسنا بقيادة صلبة، وحكيمة، وشفافة، ولدينا كل الأمل بأن تزول كل المعوقات التي كانت تحول دون انطلاقة الاقتصاد والانفتاح على دول الخليج.

وبعد أسبوعين أمضيتهما بين جدة والرياض، التقيتُ بعض كبار المسؤولين وقادة الغرف، وكبار رجال الأعمال وسفراء دول الخليج في المملكة، وكانت فرحتنا كبيرة عندما لمسنا مدى التقدير لفخامتكم لما تقومون به من خطوات على الصعيدين الأمني والسيادي، وإلى السعي الحثيث لإجراء الإصلاحات المطلوبة. وجميع الذين التقيناهم كان سؤالهم واحداً: متى نعود إلى لبنان؟ والكل متفائل بقرب العودة.

فخامة الرئيس،

تم تشكيل مجلس الاعمال اللبناني – السعودي العام ٢٠١٢ على هامش ملتقى سعودي – لبناني عقد في بيروت، إلا أن المجلس لم يتمكن من لعب دوره الكامل بسبب الكورونا وحروب لبنان وما نتج عنها من مقاطعة الخليج. ومجلس الأعمال المشترك يمثل رجال الأعمال من البلدين ومن المعنيين بالأعمال المشتركة. ونحن هنا نمثل المجلس اللبناني المنبثق من اتحاد الغرف اللبنانية. وثمة مجلس مقابل من الجانب السعودي هو قيد إعادة التشكيل.

والجميع يثمن عالياً مبادرة فخامتكم بزيارة المملكة، كأول زيارة خارجية والتي بدأت تؤتي ثمارها أولاً بالإعلان عن الاستعداد لرفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان، ورفع الحظر عن تصدير المنتجات اللبنانية إلى السعودية.

ومن الإنصاف القول إن السعودية حافظت على اللبنانيين المتواجدين لديها، وهم بالآلاف وممن يوفرون مداخيل عالية، ويحولون معظمها إلى لبنان رغم تبخر ودائعهم في المصارف، والسعودية مستمرة باستقطاب الكفاءات والمهارات اللبنانية إليها.

والمرحلة الجديدة في العلاقات ستوفر فرصاً أكبر للعمالة وللصادرات والتحويلات والاستثمارات، نتيجة للنهضة الاقتصادية في المملكة. ونتوقع فورة سياحية خليجية كبيرة في الصيف المقبل، وهذا ما لمسناه من الإخوة السعوديين ممن نلتقيهم باستمرار، وما نلمسه من دول الخليج الأخرى وفي طليعتها الإمارات وقطر والكويت.

وفي المقابل، فإن ورشة الإعمار المنتظرة في لبنان ستوفر فرصاً كبيرة للمنتجات السعودية.

إن مجلس الأعمال المشترك والممثل للقطاع الخاص في البلدين، سيكون له دور بارز في مجال تنشيط التواصل والتبادل، وهو يُكمل في هذا المجال دور الهيئات الحكومية.

ونشير هنا إلى أن الإخوة في اتحاد الغرف السعودية أبلغونا برغبتهم في استئناف عقد الملتقى الاقتصادي السعودي – اللبناني في بيروت، والذي كانت بَدَأته مجموعة الاقتصاد والأعمال العام ١٩٩٥، وتُوج بدورة انعقدت في الرياض العام ٢٠٠٣ بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يوم كان أميراً لمنطقة الرياض.

فخامة الرئيس،

نحن في بداية مرحلة جديدة ملؤها الأمل، وتحتاج إلى العمل ومن جانب لبنان أولاً. وما زياراتكم إلى السعودية ودول الخليج الأخرى سوى البداية. وما عزم السعودية على توقيع الاتفاقات المعلقة منذ سنوات سوى الدليل القاطع على هذه الإيجابيات.

فخامة الرئيس،

إن مجموعة الاقتصاد والأعمال والتي لي شرف قيادتها، والتي أنشئت قبل أربعة عقود، متخصصة في الإعلام الاقتصادي، وصناعة المؤتمرات الاستثمارية، ومعظم مساهميها من كبارالمستثمرين اللبنانيين والخليجيين. وقد نظمت حتى الآن نحو ٣٠٠ مؤتمر في ٣٠ دولة. ومعظم الذين استثمروا في لبنان، في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية، هم ممن شاركوا في نشاطات ومؤتمرات المجموعة، وهي تتابع مسيرتها اليوم مستمدة زخماً جديداً من العهد الجديد، آمِلين أن نصنع في عهدكم قصة نجاح اقتصادية واستثمارية جديدة في لبنان. ولدى المجموعة قبل نهاية هذا العام، ثلاثة مؤتمرات في لبنان أبرزها “مؤتمر الاقتصاد الاغترابي” و”مؤتمر العلاقات الاقتصادية اللبنانية – السعودية”، إضافة إلى مؤتمرات في الخارج.

نشكر فخامتكم على الاستقبال والإصغاء، تاركين للزملاء طرح ما يَرْغَبون من أسئلة، وفي حدود ما يسمح به وقت فخامتكم”.

ثم دار حوار بين الرئيس عون وأعضاء الوفد، حيث أكد الرئيس عون “أن الزيارات التي قمت بها اخيراً الى الدول العربية هي زيارات رسمية، نعمل عبرها على إعادة بناء جسور الثقة مع هذه الدول، ويتم خلالها مناقشة قضايا كثيرة، وهي بمثابة دعوة لهذه الدول وشعبها للعودة الى لبنان بلدهم الثاني. وسنقوم لاحقاً بزيارات موسعة، والحكومة تعمل الآن على وضع الاتفاقيات الثنائية وعندما تصبح جاهزة سنحدد مواعيدها”.

وشدد رئيس الجمهورية على أن الاستثمارات في حاجة الى ثقة، وهذه الثقة لا تُبنى الا عبر الخطوات التي نقوم بها. و”بشكل عام، وخلال زياراتي للدول العربية والخليجية، لمسنا عشقا من هذه الدول للبنانيين وتقديرا للجالية اللبنانية فيها”.

وأوضح الرئيس عون ردا على سؤال، أن الحكومة تتخذ الاجراءات اللازمة من خلال اعداد مشاريع قوانين، وخلال فترة حوالى المئة يوم من عمرها تم انجاز ما عجز عنه الكثير من الحكومات في فترات معينة فالثقة تعود عبر هذه الخطوات. وشدد على مسؤولية وسائل الاعلام في بناء علاقات جيدة بين لبنان ومختلف الدول. ولفت الى ان هناك من يرغب بالمجيء الى لبنان للاستثمار فيه “والمطلوب منا أن نلاقيه بالمحبة وليس بالاساءة إليه بل بأن نبادل الخير بالخير”.

وقال: “نحن سباقون في لبنان بالإستثمار بالإنسان. فالعلم والأدمغة اللبنانية موجودة أينما كان، ولسنا بحاجة الى العمل من أجل إيجادها. نحن بحاجة الى ان نؤمن لها مساحات العمل والإنتاج، ونتطلع الى ذلك”. واعتبر أن الهدف من الإصلاحات دراسة الفجوة المالية، والحكومة ستدرس هذا الموضوع الذي لا بد ان تتم معالجته. اما بالنسبة الى الموضوع الأمني، فان نسبة الجريمة في لبنان أخف بكثير من الدول الأخرى والوضع الأمني ممسوك على الرغم من وجود نحو مليوني نازح سوري، ولاجئين فلسطينيين، والازمة الاقتصادية . وبالنسبة لموضوع حصر السلاح، فالقرار إتخذ لكن مقاربة الموضوع وكيفية التنفيذ تتطلبان خطوات دقيقة، “ذلك انه بالنسبة الي فإن السلم الأهلي خط عريض وخط أحمر غير مسموح لأحد ان يمس به”.

ثم التقى الرئيس عون وفدا من الاتحاد اللبناني – البرازيلي برئاسة بسام حداد، الذي ألقى في مستهل اللقاء كلمة هنأ فيها رئيس الجمهورية بانتخابه رئيسا وقال: “إن لبنان بحاجة اليوم، الى الاستثمار في خطة عمل حديثة لاسترجاع ثقة المغتربين والاستمرار في تشجيعهم على الزيارة او السياحة والاستثمار في وطنهم الام، فالمتحدرون والمنتشرون تجاوزوا ثلاثة اضعاف المقيمين وقد يكونوا قوة اضافية لاعادة النهضة لوطننا.

لذلك ومع علمنا بمسؤوليتكم الكبيرة، نتمنى على فخامتكم ان تعطوا حيزاً هاماً للانتشار اللبناني، كذلك نتمنى عليكم العمل من جديد على اتفاقية ميركسور لتسهيل وصول المنتوجات اللبنانية الى اسواق اميركا الجنوبية”.

وختم بالقول: “نرجو ان تكون زيارة البرازيل من ضمن برنامجكم . ففي ولاية ساو باولو وحدها اكثر من 4 ملايين متحدر. ونحن حاضرون دائماً لأن نكون متطوعين تحت تصرفكم لخدمة لبنان وكينونته، ونعدكم بالعمل دائماً على اعطاء الصورة الايجابية عن لبناننا الحبيب ومستقبله لايماننا بقدرتكم وبنجاحكم في ارساء الامن والاستقرار ونرحب بدعمكم لنا في مشروعنا”.

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد الاغترابي، مشيراً الى حجم التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان والى ان الحلول لها ليست مستحيلة. وقال: “نحن بدأنا بوضع لبنان على السكة الصحيحة، وباصلاحات ضرورية لاستعادة الثقة بلبنان، وجذب الاستثمارات. وكل التحديات تتطلب وحدة اللبنانيين لمواجهتها بشكل صحيح”.

ونوه بدور اللبنانيين المغتربين في مواكبة هذه المرحلة، معتبرا انهم رافعة أساسية للبنان. “فلولا مساعدتهم، خصوصا منذ العام 2019 وحتى اليوم، لما بقي لبنان”، مشدداً على تطلعه الى اقدامهم على الاستثمار في بلدهم، وليس فقط ارسال المساعدات الى ذويهم.

الى ذلك، شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات وزارية ونيابية وثقافية.

وفي هذا الاطار، استقبل الرئيس عون وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة الذي اطلعه على خطة وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والمشاريع التي تعمل عليها بمفردها وغيرها بالتعاون مع وزارات أخرى. وشدد خلال الاجتماع على ضرورة إنشاء الوزارة بأسرع وقت ممكن لتقوم بالمهام وتنفيذ المشاريع المنتظرة منها وفقا لافضل المعايير الدولية، محددا الأولويات التي يجب التركيز عليها. بدوره اكد الوزير شحادة العمل على مشاريع رقمية ومشاريع قوانين ومراسيم تهدف الى تفعيل الاقتصاد الرقمي والمعاملات الالكترونية.

واستقبل عون المعتمد البطريركي للروم الارثوذكس في موسكو وممثل بطريرك الروم الارثوذكس لدى بطريركية موسكو وكل الروسيا المتروبوليت نيفون صيقلي الذي وجه اليه دعوة للمشاركة في الاحتفال الليتورجي الذي يرأسه البطريرك يوحنا العاشر يازجي يوم الاحد المقبل لمناسبة تدشين كنيسة سيدة الفرح وافتتاح متحف المتروبوليت صيقلي المشيدين في زحلة من قبل المتروبوليت صيقلي.

وخلال اللقاء الذي حضره الامين العام للقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان ابي فاضل، عرض المتروبوليت صيقلي للرئيس عون المراحل التي قطعها تشييد الكنيسة والمتحف من قبله بهندسة ذات طابعين بيزنطي وروسي والتي ستكون كنيسة مسكونية، اما المتحف فيضم ايقونات وتحفاً جمعها المتروبوليت صيقلي خلال مسؤولياته الروحية في موسكو والتي امتدت على امتداد 48 سنة.

وأشاد الرئيس عون بالدور الذي لعبه ولا يزال المتروبوليت صيقلي في تعزيز العلاقات اللبنانية-الروسية منوهاً بصداقاته المميزة مع المسؤولين الروس وبطريركية موسكو وكل الروسيا.

وفي قصر بعبدا، رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية السيدة نورا جنبلاط مع وفد من اللجنة التي اطلعت الرئيس عون على برنامج المهرجانات للسنة الحالية والتي تبدأ في 3 تموز المقبل وتستمر حتى نهاية الشهر. وتتضمن سهرات موسيقية وفنية منوعة يشارك فيها فنانون لبنانيون وعرب واجانب، إضافة الى معارض تقام لمناسبة المهرجانات التي انطلقت للمرة الاولى في العام 1984وغدت معلما سياحيا لبنانيا له شهرته في العالم واستقبلت على مر هذه السنوات فنانين كبارا وعرضت فيها مسرحيات عالمية. وأشارت السيدة جنبلاط الى ان اللجنة سوف تضيء قصر بيت الدين لابراز معالمه التاريخية والاثرية، شاكرة التسهيلات التي تقدمها رئاسة الجمهورية ولواء الحرس الجمهوري للجنة خلال فترة المهرجانات.

ورحّب الرئيس عون بالسيدة جنبلاط والوفد المرافق منوها بأهمية مهرجانات بيت الدين الدولية “التي تعكس صورة مشرقة عن لبنان كما تشكل رسالة ايمان وثقة بهذا البلد على رغم الظروف الصعبة التي مر بها.” وقال: “ان لبنان اكتسب حضورا عالميا وصار رمزا للابداع والتألق بمبادرات فنية وثقافية ذات نوعية عالمية، مؤكدا انه سيعمل مع الحكومة على تأمين الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي يعطي للسياحة اللبنانية دورها في تعزيز الاقتصاد الوطني”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us