رحيل نهاد الشامي.. قصة شفاء وإيمان ألهمت لبنان والعالم

لبنان 14 أيار, 2025

في صباح اليوم الأربعاء، فقد لبنان واحدة من أبرز رموز الإيمان والأمل، السيدة نهاد الشامي، التي رحلت عن عالمنا بعد مسيرة حافلة من الشجاعة والإلهام. وكانت نهاد تجسيدًا حيًا لمعجزة القديس شربل، حيث شهدت على قوة الإيمان في مواجهة المحن. ومنذ أن عانت من الفالج في عام 1993، أصبحت قصتها مصدر إلهام للكثيرين الذين يبحثون عن الشفاء. وتحولت حياة نهاد إلى رحلة روحية مميزة، حيث استقبلت الزوار من كل حدب وصوب في منزلها، الذي أصبح مزارًا للمؤمنين.

السيرة الذاتية لنهاد الشامي

ولدت نهاد الشامي في قرية المزاريب بقضاء جبيل لبنان. وتزوجت من سمعان الشامي وأنجبت اثني عشر ولدًا: سبعة أبناء وخمس بنات. وعرفت نهاد بإيمانها العميق وتفانيها في خدمة عائلتها ومجتمعها.

أعجوبة الشفاء

في مساء التاسع من كانون الثاني عام 1993 أصيبت نهاد بجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفي في الجانب الأيسر من جسدها، مما أثر على قدرتها على الحركة والكلام. ونُقلت بعدها إلى مستشفى سيدة مارتين في جبيل حيث أكد الأطباء وجود انسداد في شرايين العنق بنسبة 80% على الجهة اليسرى و70% على الجهة اليمنى.

وفي ليلة 22 كانون الثاني 1993، وبينما كانت نهاد تصلي في سريرها، رأت في منامها رجلًا يرتدي لباسًا أسود وله لحية بيضاء عرّف عن نفسه بأنه الأب شربل وقال لها: “لا تخافي أنا الأب شربل جئتُ لأجري لكِ عملية”. واستيقظت نهاد في صباح اليوم التالي لتجد آثاراً جراحية على عنقها وشعرت بتحسن كبير في حالتها الصحية، واعتُبرت أعجوبة شفاء نسبت إلى شفاعة القديس شربل.

وبعد شفائها، خرج اسم نهاد الشامي إلى العلن للمرة الأولى، ومعها بدأت مسيرة إيمان ورجاء تشق طريقها أسبوعياً من كل أنحاء البلد إلى عنايا ومنزلها بحثاً عن أجوبة أو أمل، وهذا التاريخ قلب حياتها وحياة عائلتها، وهذا ما يعترف به ابنها عصام، الذي يؤكد أن “ما قبل الأعجوبة ليس كما بعدها، أمي تغيّرت ونحن كذلك، والبيت بأسره تحوّل إلى مزار يوميّ”.

تكريمها من قبل بلدية حالات

في 20 أيار 2024 قامت بلدية حالات بتكريم نهاد الشامي بإطلاق اسمها على أحد شوارع البلدة تقديرًا لإيمانها وتجربتها الفريدة التي ألهمت الكثيرين.

تجسيد قصتها في فيلم سينمائي

في 27 آذار 2025، أعلن عن عرض فيلم سينمائي يحمل عنوان “نهاد الشامي: للإيمان علامة” (A Sign of Faith) يروي قصة حياتها وتجربتها الروحية. الفيلم من إخراج سمير حبشي وبطولة جوليا قصار، يورغو شلهوب ومايا يمين. ويهدف الفيلم إلى نقل تجربة نهاد الشامي إلى الجمهور، وإبراز قوة الإيمان في مواجهة التحديات.

إن رحيل نهاد الشامي اليوم ليس مجرد خسارة شخصية لعائلتها وأحبائها، بل هو فقدان لجيل كامل من المؤمنين الذين وجدوا في قصتها ضوءًا في ظلام الحياة. وتركت نهاد وراءها إرثًا من الإيمان والتفاؤل، وعبارتها الأخيرة “ما في شي بيحرز بالدني” ستظل تتردد في قلوب أولئك الذين تأثروا بقصتها.

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us