رفع العقوبات عن سوريا: متنفّس اقتصادي للبنان وفرصة لإعادة التوازن

لبنان 16 أيار, 2025

يُعتبر رفع العقوبات عن سوريا خطوةً قد تُسهم في تحسين الأوضاع في لبنان، من خلال تنشيط التبادل التجاري وتسهيل حركة العبور. وبينما يُتوقّع أن تساهم هذه الخطوة بشكلٍ فاعلٍ في تحسين ظروف البلاد وتسريع وتيرة تعافيها، يبقى ملفّ النازحين السوريين العائق الأكبر أمام أي تقدّم فعلي، نظرًا لضغطه المستمرّ على البنية التحتية والخدمات الأساسية.

أمّا استفادة لبنان من رفع العقوبات بحسب مصادر “اللواء”، فلن يبدأ قبل ان تباشر سوريا تنفيذ ما يتوجّب عليها من ترتيباتٍ داخليةٍ لتستفيد من رفع العقوبات، وبخاصةٍ في عملية إعادة الاعمار وتثبيت سلطة الدولة. عندها يمكن للبنان المباشرة بالتواصل مع السلطات السورية للبحث في ما يمكن إبرامه من اتفاقات حول المساهمة في الإعمار والتجارة والنقل والترانزيت وسواها من أمور عالقة.

وتعتقد المصادر الحكومية أنّه من المفروض عدم حصول عرقلة أميركية لأي اتفاق بين لبنان وسوريا، طالما أن الموقف الأميركي يؤكّد على لسان كبار مسؤوليه أنّ همّه استقرار لبنان وازدهاره. لكنّ المصادر تجيب ردًّا على سؤال حول المدّة الزمنية التي يمكن ان تستغرقها استفادة لبنان بالقول: “لا يمكن التكهّن بمدةٍ زمنيةٍ، فالامر مرتبط بسرعة استفادة سوريا وإجراءاتها العملية لتصبح جاهزةً للتعامل مع دول الجوار -ومنها لبنان- بصورةٍ طبيعيةٍ وبلا عوائق وعراقيل وشروط اضافية. عدا عن تنفيذ لائحة الطلبات التي فرضها ترامب خلال لقائه الرئيس السوري احمد الشرع في السعودية”.

الصدّي: رفع العقوبات عن سوريا ينعكس إيجابًا على لبنان

من جهته، أعلن وزير الطاقة والمياه جو الصدّي، عبر “المركزية”، أن “قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، سينعكس إيجابًا على لبنان على صعيد الطاقة والنفط”، إذ سيسهّل:

– أولًا: استجرار الطاقة عبر سوريا من خلال خط الرّبط مع الأردن.

– ثانيًا: استجرار الغاز عبر سوريا مع الإشارة إلى أنّ من أولى أولوياتنا البدء بإنشاء معمل حديث على الغاز.

– ثالثًا: إجراء دارسة حول كيفية تشغيل خط أنابيب النفظ من العراق إلى لبنان وكذلك مصفاة البدّاوي، خصوصًا أنّ هذا الملف كان مدار بحث خلال لقاءاتي وزميلي وزير المال ياسين جابر في العراق الأسبوع الماضي.

فرصة اقتصادية للبنان

من جانبه، أشار عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور أنيس أبو دياب في حديثٍ لموقع “mtv”، أنّ “الآثار السلبية لرفع العقوبات عن سوريا قليلة جدًا، لا بل بالعكس فلبنان كان متضرّرًا بشكلٍ كبيرٍ من وضع العقوبات، خصوصًا في ظلّ عدم السماح بالتعامل بالدولار في السوق الرسمية في سوريا، ما أدّى الى ضغطٍ كبيرٍ على لبنان. وأمّا اليوم فكل هذه الآثار ستزول”.

لكن لا بدّ من الإضاءة على بعض الآثار السلبية، إذ يشير أبو دياب إلى أنّ “النقطة التي من الممكن أن تشكل تراجعًا كبيرًا للبنان هي المطار، لأن حركة السفر من وإلى سوريا كانت تمرّ عبر مطار بيروت، ما أمّن حركةً دائمةً في السنوات الماضية على الرَّغم من تراجع حركة السفر إلى دول الخليج. لكن هذا الأثر يمكن أن تعوّضه عودة الحركة السياحية من الدول العربية”.
ويضيف أبو دياب: “النقطة الثانية التي يمكن أن تترك أثرًا سلبيًا، على المدى البعيد، هي ازدهار السياحة في سوريا إذا استتبّ الوضع الأمني فيها وتحديد النظام السياسي المستقبلي”، مستطردًا “سوريا غنية بالمناطق الأثرية كما تتميّز بشاطئٍ ممتدٍّ على البحر المتوسط ومن الممكن أن تنافس لبنان. لكن هذا الهاجس يمكن أن يعالَج بالتكامل ما بين الشركات السياحية، وتسهيل التأشيرات بين لبنان وسوريا للسيّاح”.

وماذا عن حركة المرافئ؟ يجيب أبو دياب: “لا أخاف على مرفأَيْ بيروت وطرابلس، لا بل أعتقد أنّ عملية إعادة الإعمار في سوريا ستنشّط مرفأ بيروت الأقرب إلى دمشق من مرافئ طرطوس واللاذقية وبانياس. وبالتالي سيزدهر أكثر، خصوصًا اذا نُظّمت عملية ترانزيت سليمة بين لبنان وسوريا”. ويضيف: “مرفأ طرابلس سيزدهر أيضًا، لأن خطوط الإمداد إلى مرفأيْ طرطوس وبانياس لا تزال محدودةً عالميًا بسبب النظام السوري السابق. وإعادة انتظام الخطوط والرّبط مع المرافئ العالمية سيحتاج الى وقت، ويمكن للبنان أن يستفيد أكثر خلال هذه المرحلة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us