ملف السلاح في لبنان: بين حذر الرئيس عون وضغوط الخارج ورهانات الداخل!

لبنان 19 أيار, 2025

في ظلّ التعقيدات الإقليمية والتوازنات الحساسة التي يشهدها لبنان، يبرز ملف السلاح خارج إطار الدولة كأحد أكثر القضايا الشائكة في المشهد الداخلي، وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة تربط بين حصرية السلاح وإعادة إعمار ما دمرته الأزمات والصراعات.

وبينما تتجه الأنظار إلى مواقف “حزب الله” في ظل متغيّرات المنطقة، يتعاطى رئيس الجمهورية جوزاف عون مع هذا الملف بحذرٍ، محاولًا تجنّب أي صدام داخلي، في وقتٍ تتباين فيه مقاربات القوى السياسية حيال هذا الموضوع المصيري.

في هذا السّياق، تكشف مصادر مطلعة عن مرونةٍ نسبيةٍ من قبل الحزب، بالتوازي مع موقف لبناني رسمي يرفض التطبيع مع إسرائيل ويتمسّك بالهدنة والمفاوضات غير المباشرة.
وبين حسابات الداخل وضغوط الخارج، يبقى السلاح عنوانًا محوريًا في معادلة الاستقرار والسيادة.

وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” إنّ الموقف الإقليمي والدولي في التعاطي مع لبنان يركّز على المقايضة بين حصرية السلاح وإعادة الإعمار، وذلك وفق معادلة زمنية. ويرى أصحاب هذا الموقف انّه يجب أن يتمّ الضغط على “حزب الله” لكي يبادر إلى القبول بهذه الحصرية، لأنّه إذا ماطل ربما يكون يراهن على الوقت لحصول متغيّرات في الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، تمكّنه من التملّص من أي التزام في هذا الصدد.

وأضافت هذه المصادر انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يتعاطى مع هذا الملف بهدوء بما لا يؤدّي إلى حصول أي صدام حوله. لكن قسمًا من السلطة وقوى سياسية تقارب هذا الملف بطريقة مختلفة، وتعتبر أنّ الظروف في المنطقة تغيّرت، وأنّه يجب الاستفادة من الدعم الأميركي لإقفال هذا الملف ووضع حدّ للتفلّت الإسرائيلي.

ولكن المصادر نفسها أكّدت أنّ “حزب الله” أبدى مرونة وانفتاحًا لمعالجة هذا الامر، كذلك أكّد الانفتاح على العرب وتشجيع حضورهم إلى لبنان، بدليل ما أعلنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة، مؤكّدًا “الحرص على مصالح العرب في مقابل حرصهم على مصالحنا”. وأشارت إلى انّ “حزب الله” هو في موقع المعتدى عليه وهناك قسم من الارض ما زال محتلًا ويعمل الإسرائيلي على تحويله منطقة عازلة، ما يدلّ انّه سيستمر في احتلاله خلافًا لوقف النار والقرار الدولي 1701.

وفي مقابلة مع قناة “ON TV” المصرية، أكّد الرئيس عون عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى استمرار الاتصالات الدبلوماسية من أجل الضغط على إسرائيل، ومشددًا على أن احتلال إسرائيل للنقاط الخمس يمنع انتشار الجيش اللبناني في الحدود.

وقال إن “مسألة التطبيع مع إسرائيل غير موجودة ونسعى إلى اتفاقية هدنة”، لافتًا إلى “أننا طالبنا بمفاوضات غير مباشرة برعاية أميركية بشأن الحدود البرية كما حصل في الحدود البحرية”، موضحًا أنّ التركيز بشأن السلاح يتركّز على جنوب الليطاني.

وأضاف “حزب الله يمثل شريحةً لبنانيةً وهناك رسائل تنقل بيننا في إطار موضوع السلاح”، مشيرًا إلى أن وضع “حزب الله” الأمني لا يسمح بعقد لقاءات، مضيفًا “من حق حزب الله المشاركة السياسية لكن السلاح بيد الدولة”.

ثم سأل: “ماذا قدم السلاح الفلسطيني في لبنان لفلسطين”، موضحًا أنّه سيتم بحث موضوع سلاح المخيمات الفلسطينية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء زيارته القريبة الى بيروت”.

 

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us