زيارة مورغان أورتاغوس إلى بيروت: رسائل أميركية مشفّرة

لبنان 20 أيار, 2025

مع تعاظم الحديث عن شرق أوسط جديد قيد التشكل، تترقّب الأوساط اللبنانية زيارة مرتقبة لنائبة الموفد الأميركي إلى المنطقة، مورغان أورتاغوس، وسط تباينات واضحة في القراءات السياسية لما قد تحمله هذه الزيارة من رسائل وضغوط وملفات معلّقة، أبرزها ملف سلاح حزب الله، ترسيم الحدود البرية، وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في الأراضي اللبنانية وتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار.

في التوقيت والدلالات

الزيارة التي لم يُحدد موعدها النهائي بعد، يُرجّح أن تتم في نهاية الأسبوع المقبل أو مطلع الشهر المقبل، بحسب ما نقلت جريدة “الديار” عن مصادر مطلعة، ستكون “مميزة” من حيث الشكل والمضمون. فبحسب المصدر نفسه، تأتي الزيارة عقب جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليجية، وزياراته إلى السعودية وقطر والإمارات، والتي أطلق خلالها تصريحات واضحة تتعلق بلبنان ومستقبله، أبرزها قوله إن “الفرصة التاريخية للبنان قد لا تتكرر”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”موجة تحولات كبرى” ستغيّر شكل المنطقة كما نعرفه.

الرسائل التي تحملها أورتاغوس

وفق معلومات “البناء”، فإن أورتاغوس ستنقل إلى المسؤولين اللبنانيين رسائل أميركية حاسمة، تتعلق بخطة واشنطن التي أوشكت على الاكتمال بشأن مستقبل لبنان. ويشمل ذلك ملفات سلاح حزب الله، شبكات تمويله، والسلاح في المخيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى إعادة تفعيل اللجان الثلاثية المعنية بترسيم الحدود البرية مع إسرائيل.

كما أن أورتاغوس، بحسب “الأنباء الإلكترونية”، ستستكمل أيضاً متابعة ما أنجزته الحكومة اللبنانية في ملف الإصلاحات المالية، وستطالب بربط إعادة إعمار الجنوب اللبناني بشرط انسحاب إسرائيل من المواقع الحدودية، وتسليم حزب الله لمواقع ومستودعاته للجيش اللبناني.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر الصحيفة أن عملية الإعمار لن تبدأ قبل البدء بتنفيذ هذه الخطوات، التي يُتوقع أن تتزامن مع إطلاق سراح أسرى لبنانيين وانسحاب إسرائيلي من النقاط الخمس المتنازع عليها.

مخاوف وضغوط

رغم ما تحمله زيارة أورتاغوس من أهداف دبلوماسية، فإن الأوساط السياسية في بيروت تتعامل معها بكثير من الحذر، وخصوصاً الثنائي الشيعي، حيث نقلت “الأنباء الكويتية” عن مصادر قريبة منه أن هذه الزيارة “عادة ما ترافقها تهويلات إعلامية”، لكن المحادثات تنتهي غالباً بتبديد تلك الغيوم.

وأضافت المصادر أن لبنان لا يلتزم بشكل كامل بتعهداته، لكنه في المقابل لا يجد من الجانب الدولي التزاماً كاملاً أيضاً، خصوصاً لجهة الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، كما حصل مؤخراً في الزرارية ويارين، حيث قُتل عناصر من حزب الله في غارات إسرائيلية متكررة.

موقف الرئاسة اللبنانية

بحسب “الديار”، فإن الرئيس جوزاف عون يتولى شخصياً إدارة ملف سلاح حزب الله والحوار الوطني حوله، في وقت تبدي فيه واشنطن، كما جاء على لسان ترامب خلال جولته الخليجية، ثقة بأداء الجيش اللبناني وحكومة نواف سلام.

معطيات ميدانية وسياسية

كشفت مصادر متابعة عبر “الديار” أيضاً أن الإدارة الأميركية تستعد لمرحلة أكثر تشدداً، خصوصاً بعد تراجعها عن اعتماد منطق “الحلول بالتراضي”، وأن الفرصة الممنوحة للبنان باتت على وشك الانتهاء، ما لم يُقدِم القادة اللبنانيون على خطوات حاسمة، وإلا فإن البلاد ستكون أمام واقع ضاغط، سواء سياسياً أو اقتصادياً.

وتضيف المصادر أن الكونغرس الأميركي يستعد لإقرار رزمة من القوانين، من أبرزها “قانون بايجر” (Pager Act)، والذي يُعد من أخطر القوانين التي تطال تفاصيل دقيقة في الشأن اللبناني، وقد يطال مئات الشخصيات بالعقوبات، الأمر الذي يجعل من زيارة أورتاغوس ذات طابع إنذاري أكثر منه دبلوماسي.

انتقادات داخلية ودولية

اللافت أن أداء أورتاغوس لم يمر من دون انتقادات. فقد نقلت “البناء” أن مواقفها “أثارت استياء مرجعيات سياسية لبنانية”، خصوصاً بعد تهجمها على النائب السابق وليد جنبلاط، مما دفع أطرافاً لبنانية وأميركية لمطالبة البيت الأبيض بإعادة النظر في تعيينها أو استبدالها.

إلا أن المصادر الأميركية نفت وجود نية لاستبدالها حالياً، وذكرت أن ستيف ويتكوف، المستشار الخاص للرئيس ترامب، حصر ملف لبنان بيد أورتاغوس، رغم التحفظات المتزايدة حيال أسلوبها.

فرصة أم إنذار؟

في المحصلة، يمكن اعتبار زيارة مورغان أورتاغوس إلى لبنان اختباراً جدياً لقدرة الدولة اللبنانية على التفاعل مع المتغيرات الإقليمية الجذرية. وبين ما تصفه واشنطن بـ”الفرصة التاريخية” وواقع الانقسامات الداخلية، يبدو أن الكرة عادت إلى الملعب اللبناني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us