قاسم: الحرب لم تنته بعد لأن إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار

لبنان 25 أيار, 2025

شدّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، على أنّ هذا اليوم شكّل نقطة تحوّل كبرى في تاريخ لبنان والمنطقة، ورسّخ خيار المقاومة كـ”فعل إرادة وشعب”، وكرّسها “مكوّنًا أساسيًا من مكونات الوطن”.

ورأى الشيخ قاسم أنّ “المقاومة هي التي نقلت لبنان من الضعف إلى القوة، وهي الحل الطبيعي عندما تعجز الخيارات الأخرى”، لافتًا إلى أنّ التحرير في 25 أيار 2000 “لم يكن حدثًا عابرًا، بل مقدّمة تاريخية لصناعة مستقبل جديد للبنان”.

واعتبر قاسم أنّ النصر الذي تحقق عام 2000 كان بفعل تضحيات الشعب والمجاهدين، مشيرًا إلى أنّ “الفضل في التحرير يعود لله أولًا، وللإمام السيد موسى الصدر، ولرموز المقاومة الشيخ راغب حرب، والسيد عباس الموسوي، والسيد حسن نصر الله، ولكل الشهداء والجرحى والأسرى، ولكل أهلنا الذين احتضنوا المقاومة وكانوا الحاضنة الوفية للجيش والشعب والمقاومة”.

وأوضح أنّه “بعد الانسحاب الإسرائيلي لم تحصل أيّ ضربة كف، وسُلّم العملاء المعتقلون إلى الدولة، فيما تُرك من لم يكن متورطًا يذهب، ولم تقع أي فتنة طائفية في المناطق المحررة، في مشهد نادر الحدوث في تاريخ صراعات الشعوب”.

وعن المشهد الإقليمي، حمّل قاسم الولايات المتحدة “المسؤولية الكاملة عن استمرار العدوان الإسرائيلي، لأنها هي من يرعاه وتغذّيه، كما فعلت سابقًا في لبنان وغزّة، والآن في المنطقة كلّها”، مشددًا على أنّ “إسرائيل تستخدم العدوان المستمر وسيلة ضغط، لكنها لن تنجح في كسر إرادتنا، بل ستزيدنا إصرارًا”.

وأضاف: “أميركا بطولها وعرضها لم تستطع أن تستمر بعدوانها على اليمن، فانسحبت أمام أولئك الأبطال الذين ضحّوا من أجل غزّة وفلسطين”.

وركّز الشيخ قاسم على أنّ المقاومة “خيار شعبي نابع من الوعي الجمعي ومن واقع الإيمان بقضية الحرية والكرامة”، متابعًا: “هذه المقاومة هي رفضٌ للاحتلال، وعدمُ استسلام، وهي أحيانًا تقاتل وتردع، وأحيانًا تصمد وتمنع، وفي أحيان أخرى تصبر وتبقى جاهزة. إنها مقاومة لا تموت، لأنها محصّنة بالإرادة والشعب والوعي”.

وتابع: “شهداء هذه المرحلة هم شهداء أولي البأس من الناس ومن المقاومين، وكل الأضرار التي تحصل الآن هي بسبب استمرار العدوان. تحية لكل من يقدّم ويضحي، ولتكن الرسالة واضحة: نحن الآن في مواجهة مباشرة مع العدوان الإسرائيلي، فلا يطلبنّ منّا أحد أي مساومة. على إسرائيل أن تنسحب وتؤدي التزاماتها، وبعدها لكل حادث حديث”.

وبخصوص موقف الدولة، بيّن الشيخ قاسم أنّ الدولة اللبنانية “التزمت بوقف إطلاق النار غير المباشر مع العدو، ونحن كمقاومة التزمنا بالكامل”، مستدركًا: “إذا فشلت الدولة، فالخيارات الأخرى موجودة”.

وحثّ على أن تتحرك الدولة “بفعالية أكبر”، داعيًا الشعب إلى الضغط باتجاه الموقف الوطني: “طالبوهم، أسكتوهم، اصرخوا في وجوههم. لبنان يجب أن يكون قويًا وحرًا مع شعبه”.

وشدّد على أنّ “السلاح ليس شعارًا، بل أداة تُستخدم عند الحاجة، وفي الزمان والمكان المناسبين، وبتقدير المصلحة الوطنية”، مؤكدًا أنّ “عيد المقاومة والتحرير هو الذي صنع ما بعده، وانتهت معه قدرة إسرائيل على التوسع في لبنان”.

وجدد الشيخ قاسم تمسّك حزب الله بثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، مضيفًا: “سنبقى أوفياء لهذه المعادلة التي صنعت النصر، وسنصنع بها المستقبل والتحرير المقبل”.

وختم بتوجيه تحية إلى قيادة الجيش اللبناني، “وخاصة إلى قائد الجيش العماد هيكل الذي أصدر بيانًا وطنيًا يؤكد فيه أن التحرير هو إنجاز وطني لكل اللبنانيين”، كما عبّر عن شكره لـ”فخامة الرئيس المقاوم العماد إميل لحود، ولرئيس الحكومة الأسبق سليم الحص رحمه الله، اللذين وقفا إلى جانب المقاومة في لحظات مصيرية”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us