لقاء عون – بري: تنسيق لمواجهة التحدّيات الأمنية والسياسية الداهمة

برز اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في قصر بعبدا، أمس، كخطوةٍ لافتةٍ أعادت فتح قنوات التواصل بين الرئاستيْن، وأعطت إشارةً إلى وجود نية جدية لتنسيق الجهود لمواجهة الاستحقاقات المقبلة.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن قصر بعبدا، فقد عرض الرئيس عون خلال اللقاء نتائج زياراته الخارجية الأخيرة، متناولًا أبرز الملفات التي طرحها مع قادة الدول الذين التقاهم، فيّ ظل حاجة لبنان لدعم خارجي متجدّد على مختلف المستويات، لا سيما الاقتصادية منها.
كما جرى تقييم شامل لمسار الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في مختلف المحافظات، وسط اهتمام بتداعياتها السياسية والشعبية.
دورة استثنائية للمجلس… واستحقاقات ملحّة
من الملفات التي طرحت أيضًا في اللقاء، مسألة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بعد انتهاء العقد العادي، بهدف إقرار مجموعة من القوانين الملحّة، خصوصًا تلك المتعلقة بالإصلاحات المطلوبة محليًا ودوليًا. وقد علمت “اللواء” أن هناك توافقًا مبدئيًا بين الطرفين على ضرورة هذه الدورة، في ظلّ تراكم الملفات التي تتطلب معالجات تشريعية عاجلة.
الجنوب والتجديد لليونيفيل
كما استأثر الوضع الأمني في الجنوب بجزءٍ كبيرٍ من اللقاء، في ظلّ التصعيد الإسرائيلي المستمر، والتحديات التي يواجهها الجيش اللبناني في استكمال انتشاره نتيجة الهجمات المتكررة. كما شكّلت قضية التمديد لقوات “اليونيفيل” بندًا أساسيًا على جدول البحث، خصوصًا في ضوء معلوماتٍ عن توجهٍ أميركي لتعديل أو توسيع مهامّها وصلاحياتها، وربما تقليص دورها أو حتى إنهائه بالكامل، وهو ما يثير قلقًا لبنانيًا واسعًا.
وبحسب ما أوردته صحيفة “اللواء”، فإنّ لبنان سبق أن تقدّم بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة بضرورة التجديد للقوات الدولية وفق الآلية الروتينية ومن دون تعديل في التفويض الحالي، المعتمد بموجب القرار 1701.
وفي السياق عينه، نقلت مصادر دبلوماسية للصحيفة أن فرنسا أبلغت لبنان بدعمها الكامل لهذا الموقف، في حين تدفع واشنطن في اتجاه تلبية مطالب إسرائيل وتوسيع مهام لجنة المراقبة بعد ترسيم الحدود البرية.
موقف موحد قبل زيارة الموفدة الأميركية
يتزامن هذا اللقاء مع الترقّب الحذر في الأوساط السياسية للزيارة المرتقبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، والتي يفترض أن تحمل في جعبتها ملفات أمنية وسياسية واقتصادية، تستكمل من خلالها واشنطن ضغوطها ومفاوضاتها في الشأن اللبناني، خاصةً ما يتعلق بالجنوب و”حزب الله”.
وقد كشفت معلومات خاصة نقلتها صحيفة “نداء الوطن” أن من أبرز النقاط التي تمّ تداولها في اللقاء بين عون وبري، ضرورة توحيد الموقف الرسمي اللبناني أمام الجانب الأميركي، وتقديم موقفٍ واضحٍ وحازمٍ لا لبس فيه، خصوصًا حيال السيادة الوطنية والتطورات الميدانية في الجنوب، والتأكيد على إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية.
دور بري في احتواء التوتر بين الجيش و”حزب الله”
وفي كواليس اللقاء، أفادت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” و”اللواء” بأن الرئيس بري استفسر من الرئيس عون عن الأجواء التي رافقت لقاءه الأخير مع وفد “حزب الله”، في إطار حرصه على إبقاء قنوات التنسيق مفتوحة، ومنع حصول أي صدام محتمل بين الجيش اللبناني والحزب. وتوضح هذه المصادر أن بري يسعى لتجنّب جرّ الطائفة الشيعية مجددًا إلى صراع مباشر مع إسرائيل، بعدما دفعت ثمنًا باهظًا في حروب سابقة.
لا فتور في العلاقات بين الرئاسات
على الرغم من التباينات السياسية التي ظهرت في فترات سابقة، شدّدت مصادر مطلعة لـ”اللواء” على أنّ العلاقة بين الرئاسات الثلاث تسير بشكل طبيعي، وأن لا وجود لأي تباين جوهري في المقاربات الأساسية، ما يجعل اللقاءات الثنائية بين عون وبري بمثابة محطات تنسيقية دورية، لا تعني بالضرورة أن ثمة أزمة بين أي من الطرفين.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن ما من ملف محدّد استأثر بالبحث، بل طُرحت مجموعة من القضايا المتداولة، خصوصًا تلك المتصلة بالجنوب والسلاح الفلسطيني، مؤكدةً أنّ قنوات التنسيق ستبقى مفتوحةً، في ظلّ الحاجة لمعالجات سياسية وأمنية متسارعة في المرحلة المقبلة.
مواضيع ذات صلة :
![]() تصعيد إسرائيلي في الجنوب قبيل زيارة أورتاغوس… فما مضمون زيارتها؟ | ![]() تجمع الصناعيين في الجنوب يستنكر رفع أسعار المحروقات | ![]() “اليونيفيل”: مستمرّون بتقديم الدعم الصحّي والاجتماعي لسكان الجنوب |