مهمة أورتاغوس الأخيرة في لبنان تُثير التساؤلات.. وداع دبلوماسي أم بداية لتحوّل استراتيجي؟

لبنان 2 حزيران, 2025

في ظل تصاعد التجاذبات السياسية الإقليمية والدولية حول الملف اللبناني، أثار خبر إعفاء الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس من مهامها في لبنان عاصفة من التساؤلات والجدل في الأوساط السياسية والدبلوماسية. فقد شكّل هذا التطور المفاجئ مفترق طريق في مسار العلاقات الأميركية – اللبنانية، لا سيما في ظل حساسية الملفات التي كانت تتولاها أورتاغوس، وعلى رأسها قضية سلاح “حزب الله”، ومستقبل الدعم الأميركي للبنان. وبينما تتضارب المعلومات حول أسباب الإقالة وتوقيتها، وما إذا كانت مرتبطة مباشرة بالوضع اللبناني، تبقى الأنظار شاخصة نحو واشنطن وما ستحمله زيارة أورتاغوس المرتقبة إلى بيروت، والتي قد تكون بمثابة زيارة وداعية قبل مغادرتها المشهد اللبناني.

وفي التفاصيل كشفت مصادر ديبلوماسية لـ “نداء الوطن” أن المسألة ليست قريبة، وأن الدبلوماسية الأميركية ناشطة على مستوى الملف اللبناني، ولا انطباع في الدوائر الدبلوماسية أنها تحضِّر الملفات لمَن سيخلفها.

وتضيف المعلومات أن أورتاغوس مصرَّة على الحصول على أجوبة واضحة في موضوع سلاح “حزب الله”، وعلى أن تتضمن الأجوبة جدولاً زمنياً بتسليم السلاح. وتعتبر أن عدم وفاء لبنان بالتزاماته يعني أنه لا يريد الشراكة مع واشنطن، وغير مهتم بعودة الاستثمارات إليه. وتكشف المصادر الدبلوماسية أن هناك انسجاماً بين واشنطن والرياض حول الملف اللبناني، والتواصل يومي بين البلدين.

وتختم المصادر أنه في حال جرى تبديل أورتاغوس فإنه ستتم ترقيتها من خلال تعيينها سفيرة وربما في بلد عربي.

وعلمت “نداء الوطن” أن زيارة أورتاغوس إلى لبنان قائمة ولم تبلغ الدولة اللبنانية بأي تغيير، وقد تكون زيارة وداعية، علماً أن استبدالها حصل بسبب أمور تخص الإدارة الأميركية ولا علاقة للملف اللبناني فيها، لأن الموقف الأميركي تجاه لبنان ثابت في دعم سيادته وفرض سلطة الدولة.

وفي السياق، قبيل ظهر أمس، بثت القناة 12 الاسرائيلية خبراً يتعلق بأن الموفدة الأميركية المكلفة بـ “حقيبة لبنان” في الخارجية الاميركية مورغن أوتارغوس قد تغادر عملها الى وظيفة أخرى.

ولئن عبرت المصادر الاسرائيلية عن استيائها لإبعاد اروتاغوس التي كان ينتظر مجيئها الى لبنان وربما إلى إسرائيل نهاية الاسبوع، من دون الاعلان عن أي أمر يتعلق بالسفيرة أورتاغوس من الجانب الاميركي.

ومع ذلك، يحيط الغموض بكيفية معالجة الملفات العالقة بلا حلول، من وضع الجنوب والانسحاب الاسرائيلي، إلى موضوع السلاح، وصولا الى الدعم المرتقب لإعادة إعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلي، وتفعيل الاتصالات مع سوريا بما يكفل معالجة مواضيع الحدود وعودة العلاقات السياسية والاقتصادية الى طبيعتها ولو وفق اطر جديدة، وسط مراوحة رسمية وانتظار في مقاربة هذه الملفات.

وحسب معلومات “اللواء”، يُفترض أن تكون هذه الملفات او بعضها مدار بحث اليوم في زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للرئيس بري، اضافة الى موضوع التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وفتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لمناقشة واقرار اقتراحات ومشاريع القوانين الملحة وبخاصة الاصلاحية منها.

وذكرت مصادر رسمية لـ “اللواء” حول العمل الحكومي على هذه الملفات، أن البحث الجدي بالتجديد لليونيفيل سيبدأ هذا الشهر، عبر اتصالات مكثفة بعد التسريبات الأميركية عن رفض واشنطن اعتماد التجديد التلقائي وفق القرار السابق واصرارها على تعديل مهامها ومنحها صلاحيات اوسع او استبدالها بقوات متعددة الجنسية. ولكن من الصعب على الادارة الاميركية تعديل القرار لوجود معارضة من الدول الكبرى الثلاث فرنسا صاحبة قلم صياغة قرار التجديد، وروسيا والصين ودوا اوروبية اخرى لها قوات مشاركة في اليونيفيل.

ولكن المصادر اوضحت ان اقصى ما فعلته الادارة الاميركية هو وقف تمويلها لليونيفيل البالغة نحو 54 بالمئة من نفقاتها، وهو مبلغ صعب تعويضه كله من دول اخرى.

وبالنسبة لإعادة الاعمار، قالت المصادر لـ«اللواء»: ما لدى الحكومة حاليا هو قرض البنك الدولي بقيمة 350 مليون دولار مخصص للبنى التحتية، اضافة الى تقديم العراق مبلغ 20 مليون دولار، وسنرى ما يحدث لاحقاً.

واشارت الى انتظار زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، غير المحددة بعد، للبت بملف السلاح والانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، وسط تسريبات عن انها قد تكون الزيارة الاخيرة الوداعية لها قبل اقالتها من منصبها.

إقالة اورتاغوس!

وفي تطور لافت قبيل زيارتها إلى بيروت هذا الاسبوع كما هو متوقع من دون تحديد موعد دقيق بعد، أفادت “القناة 14” الإسرائيلية بأنّ مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والمسؤولة عن “حقيبة لبنان” في إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستُغادر منصبها قريباً. ووصفت القناة هذه الخطوة بأنها “ليست خبراً جيداً لإسرائيل”، نظراً إلى الدور الذي أدّته أورتاغوس في دعم جهود نزع سلاح حزب الله.

وترددت معلومات في أكثر من مكان، أن أورتاغوس كانت ترغب بتعيينها موفدة أميركية لسوريا. لكن الرئيس ترامب قرر تعيين توماس باراك، الذي افتتح قبل ايام دار سكن السفير الأميركي بدمشق. في أول زيارة اميركية رسمية منذ إغلاق السفارة الأميركية في العام 2012. وسيتم تعيين اورتاغوس لمهمة اخرى في بلد آخر لم يتم تحديده. ولم يعرف ما اذا كان سيتم تعيين شخص آخر بديلا لها في لبنان من قبل الموفد الاميركي للمنطقة ستيف ويتكوف ام يتولى ويتكوف المهمة ولومؤقتاً.

وستزور بيروت خلال الشهر الجاري، حاملة معها رسالة للسلطات اللبنانية تتصل بالمستجدات وبشكل خاص ما يتعلق بحصر سلاح حزب الله، وقد تكون الزيارة الاخيرة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us