من بيروت إلى بغداد… خطوة دبلوماسية ورسائل إقليمية وسط دعم لبناني لمواقف العراق

في محطة دبلوماسية لافتة أعادت تسليط الضوء على العلاقات الثنائية بين بيروت وبغداد، شكّلت الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى العراق محور الاهتمام السياسي أمس، لما حملته من رسائل سياسية ودلالات إقليمية، وسط تقاطع التحديات التي تواجه البلدين. فقد أتت الزيارة، التي اقتصرت على يوم واحد، في توقيت حساس داخلياً وخارجياً، لتؤكد على أهمية تعزيز التعاون العربي المشترك وتكريس الدعم العراقي للبنان في هذه المرحلة الدقيقة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وقد تصدّرت الاهتمامات الداخلية أمس زيارة الرئيس الرسمية لبغداد، التي كان توجّه إليها صباحاً ليعود منها بعد الظهر، بعدما التقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وكان تأكيد على استمرار الدعم العراقي للبنان، وترحيب بانتظام العمل بالدولة ومؤسساتها في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية.
وفي السياق، وصفت مصادر مطلعة لـ”الأنباء الالكترونية” أن زيارة الرئيس عون الى العراق لا تقل أهمية عن الزيارات التي قام بها إلى دول الخليج العربي. وأشار عون في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني إلى حاجة لبنان لقيام نظام المصلحة العربية المشتركة بين بلداننا وشعوبنا وترتيبها في إطار اتفاقيات مشتركة. مستذكراً العلاقة التاريخية بين بلاد ما بين النهرين ولبنان في العهد الروماني وارتباط شريعة حمورابي بمدرسة الحقوق في بيروت التي دمرت بالزلزال الذي ضرب المدينة سنة 55 قبل الميلاد. داعياً الى حل اشكالية الهوية الوطنية انطلاقاً من موقف أصيل عميق للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في تشرين الثاني الماضي. حين وضع خارطة طريق من خلال دعوة النخب الواعية لاتخاذ العبر من التجارب التي مروا بها في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلده عبر مبدأ الكفاءة والنزاهة وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع المستويات. أما الرئيس السوداني فقد جدد الدعوة أمام عون لتطبيق القرار 1701 بالكامل والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكافة المجالات.
من جهتها، رأت مصادر لـ”اللواء” واسعة الاطلاع أن زيارة عون إلى بغداد، عززت التنسيق بين البلدين في مجالات عدة، وتناولت المحادثات تعزيز العلاقة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. إضافة إلى مناقشة أوضاع المنطقة لا سيما في غزة وسوريا.
وأعلن السوداني عن مساعدة من العراق بقيمة 20 مليون دولار لإعمار لبنان، وقال لعون: مستعدون للعمل وفق الآليات المناسبة لتفعيل واستكمال هذا المسار لصالح لبنان، وسنواصل مساعينا انطلاقاً من مسوؤلياتنا خصوصاً هذا العام الذي يتولى فيه العراق رئاسة مجلس جامعة الدول العربية.
وكان قد أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون “ان اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف، وخصوصاً خلال الحرب الأخيرة التي عاشها لبنان”، مشيراً إلى “وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معا، لافتاً إلى كثرة التحديات لا سيما موضوع الإرهاب ، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين”.
واعتبر “أنّ ما يجري في غزة امر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدي للحالات غير الانسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع”.
وعبر الرئيس عبد اللطيف رشيد عن ارتياحه “لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الاخيرة”، مشيراً الى: “أنّ هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً”.
مواضيع ذات صلة :
![]() الرئيس عون في بغداد: تعزيز الشراكة اللبنانية-العراقية على طاولة البحث | ![]() عشية زيارته إلى بغداد.. عون يلتقي مستشار السوداني | ![]() لبنان حاضر في القمة العربية الـ34 في بغداد… وتأكيد عربي على دعم فلسطين والسيادة |